تساؤلات لا بد منها

الدار البيضاء اليوم  -

تساؤلات لا بد منها

حفيظ دراجي
بقلم - حفيظ دراجي

كل التكهنات والتوقعات خلال الأسابيع الماضية كانت تصب في اتجاه إقصاء الملف المغربي من الترشح لاحتضان مونديال 2026 من طرف اللجنة «المستقلة» التي شكلتها الفيفا لدراسة وتقييم الملفين قبل جلسة التصويت الاربعاء المقبل، خاصة بعد المعايير الجديدة التي أقرتها الفيفا لتغليب كفة أحد الملفين، وبعد الضغوطات المباشرة وغير المباشرة التي مارستها أمريكا على الفيفا والأعضاء الفاعلين فيها وعلى الاتحادات، لتغليب الملف المشترك للثلاثي «أمريكا كندا والمكسيك» وصل الأمر إلى درجة أطلق فيها ترامب تهديدات تجاه البلدان الافريقية التي تنوي التصويت لملف المغرب!

اللجنة المستقلة للتقييم فاجأت كل المتابعين وقبلت ترشيح الملف المغربي لجلسة التصويت، ما يعني أن الشروط المطلوبة تقنيا متوفرة في نظر اللجنة ويبقى الاختيار الأخير لأعضاء مجلس الفيفا. مثلما اثار قرار الفيفا الشكوك بتشكيل «اللجنة المستقلة»، فإن قرار اللجنة التي شكلت خصيصا لإقصاء الملف المغربي في تقدير الكثير من المتابعين يثير بدوره اليوم الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام، خاصة وأنه لم يكن متوقعا ولا منتظرا حتى من جانب وسائل الاعلام المغربية والعالمية.

ترى هل كانت تكهناتنا خاطئة عندما اعتقدنا بأن لجنة التقييم أسست خصيصا لإقصاء الملف المغربي؟ وهل الملف المغربي يتوفر فعلا على الحد الأدنى من الشروط المطلوبة وكان محتواه التقني مقنعا رغم ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة الى 48 منتخبا سنة 2026، واشتراط الفيفا توفر 16 ملعبا تتراوح سعتها بين 40 و80 ألف متفرج؟ وهل أراد الفيفا تبرئة ذمته واسكات كل الأفواه التي كانت تشكك في نواياه من خلال قبول ملف المغرب، ويريد فعلا الاحتكام الى التصويت؟ هل ضمن الفيفا والملف المشترك لأمريكا وكندا والمكسيك الـ107 أصوات للجمعية العمومية اللازمة لتغليب كفة ملف على آخر مع التسليم بأن قبول ترشيح الملف المغربي مجرد تحايل؟ وما مدى قبول أمريكا الاحتكام لقرار مجلس الفيفا على الأراضي الروسية وما قد يحمله من مغامرة لأمريكا وللفيفا في حد ذاتها؟ وهل أرادت الفيفا تمويه الرأي العام بقبول الملف المغربي؟ وهل بإمكانها أن توجه التصويت نحو أحد الملفين؟ وكيف سيكون ذلك؟ وهل فعلا دخلت الفيفا عهد الشفافية وقررت اشراك أعضاء مجلسها في اختيار منظم مونديال 2026؟ وما هي الحظوظ الفعلية للمغرب في كسب ثقة غالبية مجلس الفيفا؟ وهل سيقبل العالم بمنح شرف تنظيم المونديال لبلد عربي آخر مباشرة بعد قطر؟ ولمن سيصوت الأفارقة والعرب يوم الأربعاء خاصة وأن التصويت الالكتروني سيكشف من صوت لمن، وتهديدات ترامب بقطع المساعدات بلغت مسامع الجميع؟ وكيف سيكون تصرف «أمريكا ترامب» لو حرمت الولايات المتحدة من تنظيم المونديال للمرة الثانية على التوالي بعد حرمانها من مونديال 2022؟ وهل ستكون هذه المرة آخر فرصة للمغرب لاحتضان المونديال؟ وما هو سلاح المغاربة للحصول على أصوات غالبية أعضاء مجلس الفيفا؟ وهل ستحدث المفاجأة يوم الاربعاء المقبل؟

لا أحد يشك في أن الفيفا لا يريد دخول معركة أخرى مع أمريكا، لكن لا أحد يشك في أنها لا تريد خسارة مصداقيتها التي إهتزت في عهد بلاتر، لذلك تصعب الإجابة على كل التساؤلات المطروحة أعلاه ويصعب تصور سيناريو التصويت، مثلما يصعب تصور إخفاق جديد لأمريكا أو تصور تعثر خامس للملف المغربي. وبعد حسم المعركة الأولى التي أفضت الى تأكيد «التاسك فورس» على قدرة المغرب تقنيا على تنظيم المونديال، فان المواجهة بين المغرب وأمريكا ستحسم سياسيا وليس رياضيا ولا تقنيا، وعندها سنعرف مدى قدرة المغرب على اتقان لعبة الكواليس، ومدى قدرة بعض الدول الافريقية على الصمود أمام تهديدات ترامب بقطع المساعدات على من يصوت للملف المغربي، ونعرف أيضا مدى قدرة الأفارقة على الصمود وقدرتهم على رد الجميل للمغرب، خاصة بعدما تجاوز ترامب لغة التهديد وأمر مصالح الخارجية الأمريكية بضرورة تواصل سفراء الولايات المتحدة مباشرة مع حكومات دول العالم لإبلاغهم بقرار قطع المساعدات عن كل من يمتنع عن التصويت لصالح الملف الثلاثي الذي تقوده أمريكا. أكيد أن قلوب العرب والأفارقة وبعض الأوروبيين ستكون مع المغرب، لكن المصالح ستكون مع أمريكا، خاصة بعد إعلان عدد من البلدان الافريقية تراجعها عن دعم الملف المغربي مثل جنوب افريقيا وليبيريا ورواندا ونيجيريا في إنتظار يوم الحسم الذي سيكشف خضوع دول أخرى لتهديدات ترامب خوفا من حرمانها من المساعدات الأمريكية وتضرر قطاعها الاقتصادي والاجتماعي. ترامب أعاد ترسيخ فكرة أن العالم تحكمه بعض الدول لكن بدون صافرة ودون قواعد ولا قوانين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تساؤلات لا بد منها تساؤلات لا بد منها



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية

GMT 05:12 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تيريزا ماي تحضر قمة مجلس التعاون الخليجي

GMT 07:04 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

حرباء متغيرة اللون يمتد لسانها لـ60 ميلًا لصيد فريستها

GMT 22:38 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

قميص نيمار يظهر في الملعب قبل مواجهة ألمانيا

GMT 01:22 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المدافئ الكهربائية تتغلب على النمط التقليدي بأناقتها المميزة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca