أعود بكم في حلقة اليوم من تاريخ الوداد المشرق، إلى الحلقتين الأوليين من الفقرة واللتين نشرتا يومي 10 و11 أكتوبر الماضي، وتطرقت فيهما لأول لقب رسمي لوداد الأمة على الصعيد الخارجي...
كنت قد تطرقت في الحلقة الأولى إلى مباراة نصف النهائي من مسابقة بطولة شمال إفريقيا للأندية، والتي كانت مخصصة في تلك الحقبة للأندية أبطال البطولات المحلية في دول شمال إفريقيا، وهي المباراة التي كان قد فاز بها فريقنا الغالي بميدان سيدي بلعباس الجزائري بحصة 4-3...
هاته المباراة، لا يمكن أن نمر عليها مرور الكرام، إذ شهدت حدثا بارزا، تمثل في كون الأب جيكو، مدرب الوداد الرياضي آنذاك، لاحظ عدم وجود العلم المغربي، في ملعب مدينة وهران الجزائرية، فهدد المنظمين بعدم خوض فريقنا للمباراة إلى حين أن يرفرف العلم المغربي خفاقا في سماء الملعب، وهو ما استجاب له المنظمون في نهاية المطاف، بعد تدخل جكم المباراة أتاناسيو...
الوداد الرياضي إذن، ومن خلال أول مشاركة له في هذه المسابقة الهامة، يتمكن من بلوغ المباراة النهائية، بعد أن كانت له تجربة مفيدة، في المسابقة الأخرى، وهي كأس شمال إفريقيا للأندية- الحائزة على الكأس، خلال الموسم الذي سبق، كما أشرنا إلى ذلك في الحلقة السابقة من تاريخ الوداد المشرق...
المباراة النهائية، والتي استعرضناها خلال حلقة 11 من أكتوبر الماضي، وكانت بالمناسبة الحلقة الثانية، شهدت تتويج وداد الأمة، بأول لقب رسمي له على الصعيد الخارجي، بعد التفوق الواضح في المباراة النهائية، على نادي الإتحاد الرياضي للدار البيضاء، لوسا، بأربعة أهداف لإثنين...
فريق لوسا، كان يضم حينها ترسانة من نجوم الكرة في المغرب، على رأسهم كل من الأخوين، محمد وعبد الرحمان المحجوب، الوداديين حتى النخاع...
يقول حكيم غزاوي في كتابه 100 مباراة أسطورية في تاريخ المغرب، إن إشاعة سادت حينذاك، بالمدينة القديمة بالدار البيضاء، قبل تلك المباراة، تحدثت عن غياب محتمل لنجمي الكرة المغربية الأخوين المحجوب، خدمة لمصالح الوداد الرياضي، لكن ذلك لم يحدث...
فكما هو معلوم، لوسا، ولياسام، وعلى الرغم من قوتهما في تلك الحقبة، إلا أنهما كانا يضمان في غالبية عناصرهما، أسماء فرنسية وغير مسلمة إلا الناذر منها، عكس الوداد الرياضي، الذي شكل كفريق للمقاومة، أي مقاومة الاستعمار، من عناصر كلها مغربية...
وعلى الرغم من كون المباراة كانت محلية، بين فريقين مغربيين، إلا أن كل الجماهير المغربية، كانت تمني النفس كي ينتزع وداد الأمة، المباراة، ولقب بطولة شمال إفريقيا للأندية، لأول مرة في تاريخه، بالنظر إلى ما كان سيشكل ذلك، من رموز بالنسبة للشعب المغربي، المقاوم للاستعمار، والمناضل من أجل استقلال بلاده، يتابع غزاوي...
المباراة انطلقت على إيقاعات هدف السبق من فريق لوسا على يد المحجوب 2، عبد الرحمان، غير أن انتفاضة حدثت بعد ذلك، لوداد الأمة، الذي سيتمكن بفعل ضغطه العالي على الفريق الخصم، من توقيع ثلاثة أهداف عن طريق المهاجم النجم، الاسطورة عبد السلام، الذي نجح في تسجيل هاتريك بالمناسبة، لتصير النتيجة 3-1...
بعد ذلك، سجل الفرنسي كروازيي الهدف الثاني للوسا، قبل أن يعود وداد الأمة، لإضافة الهدف الرابع، الذي قضى به على كل أحلام الفريق الخصم بالمناسبة، وذلك من نيران صديقة لامجيد لاعب لوسا...
المباراة رقم 2: تفاصيل حلقة 11 أكتوبر الماضي
المناسبة: بطولة شمال إفريقيا للأندية- أبطال الدوري
السنة: 1948
الملعب: ستاد فيليب بالدار البيضاء
عدد الجمهور: 8000 متفرج
الوداد الرياضي يفوز على لوسا، أو الاتحاد الرياضي للدار البيضاء
النتيجة: 4-2
مسجلو اهداف الوداد: عبد السلام -هاتريك- ، امجيد ضد مرماه.
مسجلو أهداف لوسا: عبد الرحمان المحجوب، كروازيي
تشكيلة الوداد الرياضي: السي محمد، عبد النبي، قاسم، امحمد، فروج، حسن، حجامي، ادريس، عبد السلام، الشتوكي، كبور..
مدرب الوداد الرياضي، الأب جيكو...أول مدرب يحرز مع الوداد الرياضي لقبا خارجيا رسميا...
تشكيلة لوسا:
ادريس، امجيد، آيمر، كوترون، البطاش، ريسيو 1، شومبينو، ريسيو2، كروازيي، المحجوب 1، المحجوب 2...
المدرب: لوليتش من هنغاريا
حكم المباراة: تاردجمان من فرنسا
الوداد الرياضي بطلا لبطولة شمال إفريقيا للأندية الأبطال لأول مرة في تاريخه....أول لقب رسمي خارجي لوداد الأمة