شوط رائحة «الحاج متولي»

الدار البيضاء اليوم  -

شوط رائحة «الحاج متولي»

بقلم سفيان اندجار

كان اليوم الموالي للمباراة فرصة من أجل اكتشاف المحروسة، واقتناء الهدايا والتذكارات من عاصمة «بلاد الكنانة»، فكانت الوجهة نحو منطقة خان الخليلي ووسط البلد.

ذهبنا أولا أنا وزميل لي إلى خان الخليلي لنتبضع هناك، كان المكان شبيها بـ«كراج علال» بمدينة الدار البيضاء. سوق شعبي تقليدي ما إن تسأل أي بائع عن سعر سلعته، ويتيقن أنك لست مصريا، حتى ترى في عينيه لمعانا خاصا، إذ يرفع السعر أضعافا مضاعفة. كنا نشعر بهذا النوع من الحركات،  خصوصا أن هذه الظاهرة تشمل المدن الكبرى في العالم عامة، ولا تقتصر على مصر لوحدها.

بعد مضي أزيد من ساعة من التجوال، التحق بنا المصور مكاو رفقة إحدى قريباته؛ وهي مغربية متزوجة من مصري، وعاشت لأزيد من 30 سنة في العاصمة المصرية القاهرة، كانت بالنسبة إلينا طوق نجاة، خصوصا أنها كانت ستسهل علينا اقتناء الملابس النسائية للأمهات والأخوات والزوجات، فما كان منها إلا أن شمرت عن ساعديها، وأطلقت العنان للسانها للنطق بلهجة مصرية سليمة أفضل من المصريين أنفسهم، وكانت تحاور البائع بشراسة، حتى تنجح في استخلاص البضاعة بأقل ثمن. وكنا نحن في غالب الأحيان نتوارى عن الأنظار، ونشير لها إلى نوع البضاعة التي نرغب في اقتنائها، قبل  أن تجلبها بسعر بخس.

كان مكاو مميزا بشكله وقبعته، وما زاد الأمر شهرة هو أن محسن ياجور، لاعب الوداد الرياضي آنذاك، لبس تلك القبعة بعد تسجيل الهدف ورصدته كاميرات التلفزة، ما جعل المارة يشيرون إلى زميلنا بعبارة «دا الراجل بتاع طربوش ياجور»، وهناك من أوقفه لالتقاط صور.

كنا نسير نحن الأربعة قبل أن يستوقفنا شخص أنيق يلبس هنداما جيدا، سألنا في بادئ الأمر هل أنتم توانسة؟ قلنا له لا نحن مغاربة. فقال لنا: أهلا وسهلا بكم، كيف حال الجميع؟ بدأ يسرد علينا أسماء اللاعبين المغاربة وتاريخهم ونشأتهم، وعددا من المدن وغيرها من الأسماء، حتى خلنا أنفسنا في لحظة من اللحظات نتحدث مع شخص يعيش معنا في المغرب. دعانا إلى الجلوس في متجره، والذي كان عبارة عن محل لبيع العطور، كانت فرصة أيضا لكي نستريح للحظات من عناء التجوال.

عندما جلس وجه كلامه إلى كل من البصري ومكاو، حيث أعجبا بحديثه حول الكرة المغربية، أما أنا فطلبت من السيدة المرافقة لنا أن تقتني لي «عباءة» لوالدتي.

وبمجرد خروج السيدة والزميلين، كل إلى وجهته، تحول الحوار من الكرة إلى جلسة ذكورية، إذ بدأ الرجل يعرض علي بضاعته.  صراحة لم تستهوني تلك العطور، خصوصا أنه كان يملأ قاروراته من تركيبة مشابهة للأصلية، غير أنه كان يجيد تركيب الكلمات، ويحسن تسويق بضاعته.

أخبرني أن لديه عطرا يطلق عليها اسم «الحاج متولي»، وهي رائحة مثيرة جنسيا، ويدوم مفعولها 45 دقيقة، تثير الطرف الآخر بشكل غير طبيعي. عرض علي سلعته بإلحاح، وحين اعتذرت له بلباقة، أهدى إلي قارورة صغيرة، على سبيل التجريب.

التقيت زميلي بعدها، وعدنا أدراجنا وجمعنا حقائبنا بعدما شكرنا «السيدة» المغربية المصرية الأصيلة على مساعدتها لنا واتجهنا صوب المطار. عند صعودنا إلى الطائرة وجدنا إحدى المضيفات كأنها ملك من السماء نزل وعلق في الطائرة قبل نزولها إلى «الأرض»، كان وجهها صبوحا وجمالها فتانا، فما كان إلا أن قال الزميلان على سبيل التهكم: "إختبر تلك الرائحة العجيبة"، وبالفعل تم «رش» بعض منها بالقرب من مكان جلوسنا، حيث مرت المضيفة «الملاك» بجانبنا، قبل أن تزكم الرائحة أنفها وتهرب إلى ذيل الطائرة، وقد حولت الرائحة تعابير وجهها الملائكي إلى شيطاني.

نظرنا إلى بعضنا البعض وانفجرنا من الضحك، حول عطر ذي رائحة كريهة وعطنة، يصر بائعه على أنه يجعلك «اللاعب رقم 10» خلال شوط مباراة كامل..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شوط رائحة «الحاج متولي» شوط رائحة «الحاج متولي»



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 11:05 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 20:22 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض الجيل الثاني من "رينو كابتشر" في معرض فرانكفورت

GMT 07:04 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

اوتلاندر PHEV 2019 تتمتع بانخفاض الضرائب

GMT 05:07 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتداء بيجامات النوم خارج المنزل أكثر صيحات الموضة تنافسية

GMT 06:57 2016 الثلاثاء ,19 إبريل / نيسان

أهم 5 ألوان للشعر في موضة صيف و ربيع 2016

GMT 08:05 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

"الجينز المطاطي" يعود من جديد بعد اختفائه عن عالم الموضة

GMT 05:08 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حذاء المحارب الرانجر ""Combat Shoes يُسيطر على موضة الخريف

GMT 19:21 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عاصى الحلانى يحيى ذكرى رحيل وديع الصافى بكلمات مؤثرة

GMT 17:47 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة غنوة سليمان إثر حادث سير

GMT 18:26 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ضبط شخصين حاول اغتصاب قاصر في جبل تاييرت

GMT 05:29 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

منتجع "Mukul" جوهرة مخبأة على شواطئ نيكاراغوا

GMT 09:11 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

جواز الخدمة يدُخل كل مغربي هذه البلد دون تأشيرة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca