بقلم: عبد الإله المتقي
نجح الديربي على عدة مستويات، خصوصا الحضور الجماهيري، والتسويق، والتنظيم، رغم بعض الاختلالات، لكن هناك ملاحظات:
أولا، أكدت المباراة، إلى حد كبير، صدق ما قاله المدرب وحيد خليلوزيتش، بغض النظر عن الطريقة، حول مستوى اللاعبين المحليين، بل يمكن القول إن الناخب الوطني كان رحيما بهؤلاء اللاعبين، عندما تحدث عن المستوى البدني، فيما يشمل النقص مختلف العناصر المتدخلة في كفاءة اللاعب وجودته.
فقد سجلت المباراة مستوى ضعيفا من الجانبين، خصوصا من الناحية الفردية، إذ غابت التمريرات الناجحة، والمراوغات، والقوة البدنية، والإيقاع، والحدة، وغاب اللاعبون القادرون على صنع الفارق، باستثناء الحارس أنس التاكناوتي، فيما سقط بدر بانون في أخطاء مؤثرة، وعجز إسماعيل الحداد عن إكمال المباراة بالإيقاع الذي بدأه بها.
ثانيا، عندما تكون أزمة اللاعب عميقة، فإن ما يقوي فريقا معينا هو قدرته على الحفاظ على نجومه، وجلب لاعبين قادرين على تقديم الإضافة، وهنا تفوق الوداد على الرجاء، فالأول استثمر أموالا أكثر في الحفاظ على نجومه، وعززهم بلاعبين آخرين، لذلك لم يتأثر برحيل المدرب فوزي البنزرتي، وبالغيابات، وواصل حضوره القوي، وطنيا وإفريقيا، في السنوات الأخيرة، فيما فرط الثاني في أبرز نجومه، ولم يجلب لاعبين قادرين على تعويضهم، فبدا هشا ومتأثرا برحيل زكرياء حدراف ومحسن ياجور، وغياب الحافظي وإصابة بوطيب، وتوقيف بنحليب.
والغريب في الأمر، أنه رغم أزمة اللاعبين التي يعانيها الرجاء، فإنه أوقف بنحليب، عوض أن يغرمه، أو يعاقبه بطريقة أخرى، إلا توقيفه، لأن القرار أضر بالفريق، قبل اللاعب.
ثالثا، نجح الرئيس جواد الزيات على عدة مستويات، واستفاد رياضيا في الموسم الماضي من الفريق، الذي ورثه عن مرحلة حسبان وبودريقة، وفاز بلقبين، لذلك فالموسم الحالي هو موسمه وأكبر امتحان له، فهل ينجح؟ لننتظر وسنرى.