لغز «دونور»

الدار البيضاء اليوم  -

لغز «دونور»

بقلم - منعم بلمقدم

دونور كما يعشق تسميته جمهور الغريمين، في إحالة على مسمى قديم هو ليس مجرد ملعب وليس مجرد فضاء، هو مقبرة للمنافسين وجحيم للزوار، وبالنسبة للوداديين اليوم هو أهم لاعب وأهم من جيبور وبابا طوندي وكل البقية الأخرى.

«دونور» بالنسبة للوداديين هو بوابة الحلم المونديالي وهو مفتاح العصبة وهو سلاح إسقاط صنداونز، إذا ما افترضنا أن الوداد وبطل جنوب إفريقيا سيعودان للحوار والمبارزة في النصف.

اليوم صوت جماهير الوداد ارتفع ومن هاشتاغ «افتحوا دونور لوداد الأمة» غيروا اللهجة وارفعوا الصوت بالتلميح إلى انتفاضة، «افتحوا دونور ولاّ الجمهور يثور».

 حكاية هذ الملعب فاقت حكاية «كراطة» مولاي عبد الله التي أطاحت برأس أوزين، ومع ذلك هناك ألغاز تتكرر كل سنة ولا أحد فك شفراتها، ولا أحد دلنا على الخيط الناظم والشعرة الرفيعة في حكاية ملايير تصرف تارة بسبب الدودة التي تأكل العشب وتارة باسم الإنارة وأخرى باسم السبورة الإلكترونية والمگانة.

في قطر أنجزوا عشب ملعب مونديالي في 7 ساعات وفي ويمبلي هدموا ملعبا وأعادوا بناءه بالكامل في أقل من عام، و«دونور» عندنا للعام الثالث أو الرابع تواليا يكرر حكاية غلق أبوابه في وجه الغريمين ونفيهما بعيدا عن الدار البيضاء، وإعدام فرصهما وحظوظهما قاريا وعربيا بل تهجير الديربي وتسويقه بطريقة مقيتة لا تليق بقيمته..

وحين يطالب الوداديون بفتح دونور في وجه فريقهم فيما تبقى من مباريات العصبة، فلأنهم واثقون أن حلم التتويج الإفريقي وبلوغ المونديال لثاني مرة يمر عبر بوابة هذا الملعب وليس سواه..

صحيح أن الوداد والرجاء ممكن أن يتبعهما 46 ألف متفرج حتى لو لعبوا في المريخ، لكن الحكاية ليست حكاية جمهور بل حكاية ملعب يتنفس هواءه لاعبو الغريمين ويصبحون وحوشا كاسرة في جه منافسيهم..

الدليل واضح وهو أن الرجاء هذا الموسم لعبت 6 مباريات في الرباط لم تفز ولو في واحدة منها، وما كان لها أن تفوز حتى لو لعبت بشبابيك مغلقة بالعاصمة لأن الحكاية ليست حكاية دعم وإنما حكاية سحر ملعب.

وبين مطالب الوداد بفتح المعب ونداء الرجاويين لاستمرار إغلاقه، يحتدم نقاش أكبر من مجرد قرار يمكن للسلطات أن تقدم عليه ولاخطوة بالبساطة التي يتوقعها البعض.

 فلو فتحوا الملعب أمام الوداد سينتفض الرجاويون خاصة أصحاب «فبلادي ظلومني» ليؤكدوا أنهم كانوا الأجدر والأحق بافتتاح الملعب لما واجهوا نجم الساحل وكيف حكم عليه الإغتراب والنفي بإهدار ملايير الكأس العربية.

تناقض مواقف معسكري الرجاء والوداد بشأن الملعب، هو استمرار للعبة القط والفأر وشد الحبل بين الناديين، واحد يشرق والثاني يغرب، واحد يطالب بتمييز في حكاية نقل المباريات تلفزيونيا والثاني يعترض ويرد عليه بالمساواة..

الرجاء رفض خوض الديربي الإستعراضي والوداد قبل السفر لأبو ظبي ولو بالرديف، الرجاء إعترض على ديربي الذهاب في مراكش والوداد فرض إجراءه في موعده.. وعديدة هي الإختلافات في مواقف القطبين الغريمين وما حكاية «دونور» إلا وجه من أوجهها..

ما حدث هذا الموسم بفرض الإصلاحات التي ما كان الملعب في حاجة إليها، وإلحاق أضرار مادية وتسويقية بالناديين خاصة في سفرهما الإفريقي وإضعاف فرص وحظوظ تتويجهما، يزكي الشك في أنه خلف قرار صد أبواب هذا المركب وإغلاقه مسألة تفوق العشب والدودة وغيرها..

 قلتها سابقا وتعززت بفرض الويكلو على مباراة الحسيمة لغز «دونور» لها صلة بإسكات الصوت المزعج ل «الكورفا» و«المكانة» لأنها حين تحتشد في الأب جيكو ليس كما تتحول لبركان هادر ف «دونور».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لغز «دونور» لغز «دونور»



GMT 11:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

"بوغبا" الزيات والبنزرتي "الخواف"

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

الخيانة الكروية

GMT 10:48 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

برمجة غريبة

GMT 10:26 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هداف منتصف الليل

GMT 10:22 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

"عشرة فيهم البركة"...

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:59 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 02:12 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

قطار ينهي حياة شيخ ثمانيني في سيدي العايدي

GMT 10:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

"خلطات فيتامين سي" لشعر جذاب بلا مشاكل

GMT 13:54 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

نصائح مهمة لتجنب الأخطاء عند غسل الشعر

GMT 13:08 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام فعاليات "ملتقى الشبحة الشبابي الأول " في أملج

GMT 16:52 2015 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

كمبوديا تستخدم الجرذان في البحث عن الألغام

GMT 04:44 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميم مجمع مباني "سيوون سانغا" في عاصمة كوريا الجنوبية

GMT 06:28 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

خبير إتيكيت يقدم نصائحه لرحله ممتعة إلى عالم ديزني

GMT 12:22 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 7 على الأقل في قصف جوي ومدفعي على حي الفردوس في حلب

GMT 04:48 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير الوليد بن طلال يؤكد بيع أسهمه في "فوكس 21"

GMT 22:13 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب غانا يهزم نظيره المصري في بطولة الهوكي للسيدات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca