بقلم : نورالدين عقاني
صفحة مضيئة سطرها أبناء هيرفي رونار في تاريخ مشاركتنا بكؤوس افريقيا ،اذ بعد الفوز لاول مرة على جنوب افريقيا و احتلال الصدارة بجدارة نكون قد فزنا لاول مرة في حياتنا الكروية ككل في مناسبة كبرى بالمباريات الثلاث و بالتالي نكون قد حققنا العلامة الكاملة.
صباحا شكرت الرجل عن كل ما حققه للمغرب وفجأة ظهرت أصوات تبخس من قيمة الرجل و تصغر من شأنه، بل وانها ارادت الزيغ عن الجانب الرياضي و الدخول في متاهات أخرى، وهنا اريد ان اوضح للكل بأنني أتكلم عن دراية و علم بالشيء و بموضوعية لا شائبة بها، كما ان الروح الرياضية تقتضي الاعتراف بمن قدم الاحسن والافضل.
فكما نعلم أنه مر بمنتخبنا العديد من الفرنسيين لكن قليل منهم من عمل معنا بجد و نكران الذات بل من أحسسنا معه بأنه منا و الينا، يفرح للانتصارات و يحزن للانكسارات دون وضع عامل الاستعمار الفرنسي في أجندته كما يحلو للبعض ان ينبه له في كل مرة، لا عجرفة و لا تكبر ولا غطرسة.
فصحيح ان الفرنسيين غي كليزو و هنري ميشيل قدما للمغرب بعضا من مساحات الفرح و أظهرا المنتخب المغربي متفوقا و ندا قويا لكبار القارة الافريقية في فترتين مختلفتين و استطاعا تأهيل المغرب للمونديالين الميكسيكي و الفرنسي، لكن ما فعله الرجل ذو القميص الابيض لحد الآن يعتبر إنجازا في حد ذاته و نتمنى ان يتوج عمله ككل بتتويج قاري مستحق.
رونارد الثعلب الماكر مكننا من زيارة المونديال بعد غياب عشرين سنة و تأهلنا للدور الثاني من كاس افريقيا كذلك منذ عشرين سنة اذا استثنينا بطولة تونس 2004 ،رونار استطاع التغلب لاول مرة على المنتخبين الكامروني و جنوب افريقي الذين هرمنا من اجل رؤيتهما يندحران امامنا، كذلك بسط سيطرته على المنتخب الايفواري بالفوز عليه ثلاث مرات متتالية و هي سابقة من نوعها.
الاهم هو ان هيرفي الساحر استطاع إخراج احسن ما لدى لاعبي المهجر الا وهوابراز الروح الوطنية و حب بلد الانتماء و استحضار القتالية و العراك المفقودين في منافسات الماضي القريب و ركز على عامل الانسجام في الفندق، المطعم و مستودع الملابس و ملعب التداريب و صمم على الحفاظ على نواة المنتخب مهما كانت الظروف والاحوال.
بالادوات البشرية المتوفرة و التي نصفها كان مع مدربين سابقين تمكن رونار من لعب عدة مقابلات رسمية في المستوى الكبير بل أحرج منتخبات عالمية رسميا او حبيا و لماما شعرنا بتفوق البعض علينا فقد كنا نلعب الند للند وكنا نخرج مقابلات جديرة بوضعها في الذاكرة وفي الاذهان.
بمثل هذه الانجازات يكبر الطموح و يزيد الامل و نتمنى ان يصبح الحلم حقيقة مع هذا الرجل الذي يستحق الاحترام.
بقي ان يأتينا بالكاس الغالية التي ربحها مع زامبيا و ساحل العاج و نرجو ان نكون نحن الرقم 3 .
ارجوك رونار حقق حلمنا و حلمك.