حفل عشاء أم حفل تضليل !؟

الدار البيضاء اليوم  -

حفل عشاء أم حفل تضليل

بقلم : جمال اسطيفي

بدعوة من فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم سيتم يومه الإثنين تنظيم حفل عشاء يجمع بين الفرنسي هيرفي رونار مدرب المنتخب الوطني ومجموعة من الصحفيين.

الدعوة التي وجهها رئيس الجامعة لوسائل الإعلام لم تتضمن أسباب النزول، لكن الهدف من الدعوة بحسب مسؤولي الجامعة هو إبرام صلح بين رونار ووسائل الإعلام، وطي صفحة الخلاف، والتطلع إلى المستقبل وخصوصا كأس إفريقيا 2019 التي يتجه المغرب إلى تنظيمها بدلا من الكامرون، ويراهن على المنافسة بقوة على لقبها.

من الواضح أن الجامعة وهي تبرمج هذا اللقاء قد سعت لتضع المنتخب الوطني في أفضل الظروف ليكون في الموعد الكبير عند ساعة انطلاق "الكان"، لكن النوايا الطيبة وحدها غير كافية.

في هذا الصدد، لابد أن نتساءل هل هناك خلاف شخصي بين رونار وبعض الصحفيين، حتى يتم تنظيم حفل عشاء لطي الخلاف.

إن حدود العلاقة بين المدرب/أي مدرب والصحفيين، هي المسؤولية، إذ أن كل طرف يقوم بما يفرضه عليه ضميره المهني، وهذه المسؤولية تفرض على المدرب الذي يتقاضى راتبا سمينا أن يقوم بواجبه وأن يقود المنتخب الوطني لتحقيق نتائج إيجابية، وأن يتواصل بشكل مهني، بما أنه يقود منتخبا لملايين المغاربة، وليس منتخبا في ملكية خاصة لأشخاص بعينهم.

وهذه المسؤولية كذلك تفرض على الصحفي أن يكون مسؤولا ومهنيا وموضوعيا وهو يضع تحت المجهر عمل المدرب واختياراته ونتائجه، ففي نهاية الأمر هناك قاسم مشترك يوحد الطرفين وهو أن نرى جميعا المنتخب الوطني يعتلي القمة ويرسم البسمة على وجوه ملايين المغاربة.

لقد سبق للقجع أن برمج حفل عشاء قبل مباراة مالي في تصفيات كأس العالم 2018، حينها كانت الأمور قد وصلت حدا لا يطاق، إذ كان هناك ملف حكيم زياش، والتصريحات المثيرة للجدل لرونار، فقد كان الفرنسي وقتها يهاجم الجميع دون أن يتحكم في أعصابه وانفعالاته، قبل أن يعتذر عن ذلك، ويقرر فتح صفحة جديدة.

اليوم يبدو الأمر مختلفا تماما، فرونار ليس له أي خلاف مع الصحافة، بل إن الخلاف مع الجامعة، وقد اختار الفرنسي أن يوجه رسائله لمسؤولي الجامعة من خلال افتعال خلاف مع بعض الصحفيين الذين كانوا يطرحون أسئلة عادية في الندوات الصحفية، تتعلق باختيارات وبأسماء بعض اللاعبين.

عندما كان رونار يقول في الندوات الصحفية:" إنني أعرف الخلفيات التي تحرككم لتوجهوا لي بعض الأسئلة"، مع كامل التحفظ على طريقة إجابة رونار، فإن قصده هنا واضح، ذلك أن رشاشه موجه إلى دفة قيادة الجامعة وليس إلى وسائل الإعلام، في إطار مسلسل "شد ليا نقطع ليك"، الذي تحول فيه بعض الصحفيين إلى حطب في موقد الخلاف.

فهل عندما سينظم حفل العشاء، ويعلن رونار أنه يسعى إلى فتح صفحة جديدة، فهل معنى ذلك أن النقد الإيجابي يجب أن يتوقف !؟، وهل معنى ذلك أيضا أن الجامعة هي التي توجه بعض الصحفيين وتفرض عليهم بشكل ناعم ما الذي يمكن أن يقولوه !؟

إن كرة القدم مجال مفتوح جدا، وعمل المدرب خاضع دائما للملاحظات والانتقادات، بما أن الحاجة ملحة دائما إلى تحقيق نتائج إيجابية والاستمرار في خط تصاعدي.

إن مدربين كبارا اليوم يتعرضون للنقد، وهو أمر مقبول، لأن ما يقوم به الصحفيون والمحللون هو جزء مهم من منظومة الكرة.

لقد قاد إيمي جاكي وديدي ديشامب منتخب فرنسا للفوز بلقب كأس العالم، ومع ذلك كانا عرضة للنقد، بل إن ديشامب اليوم في فوهة المدفع بعد إقصاء فرنسا في دوري الأمم الأوربية.

هذا دون الحديث عما يتعرض له مدرب ألمانيا يواكيم لوف وبيب غوارديولا فيلسوف المدربين، وقبله زين الدين زيدان والقائمة طويلة جدا.

لابد أن يفهم الجميع اليوم أن على كل طرف أن يقوم بعمله، وأول من يجب أن يفهم ذلك هو المدرب، أما حفلات العشاء مع المدربين فليست إلا بدعة، قد تتحول إلى عادة سيئة، تحجب شمس الخلافات الحقيقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حفل عشاء أم حفل تضليل حفل عشاء أم حفل تضليل



GMT 12:15 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

التكناوتي.. طعم الجامعة الذي ابتلعه عموتة!!

GMT 13:13 2019 الأحد ,25 آب / أغسطس

صفعة جديدة لكرة القدم المغربية

GMT 11:12 2019 الجمعة ,23 آب / أغسطس

لقجع وجمع بركان

GMT 15:48 2019 الخميس ,22 آب / أغسطس

النقل التلفزي والكاف

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية

GMT 05:12 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تيريزا ماي تحضر قمة مجلس التعاون الخليجي

GMT 07:04 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

حرباء متغيرة اللون يمتد لسانها لـ60 ميلًا لصيد فريستها

GMT 22:38 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

قميص نيمار يظهر في الملعب قبل مواجهة ألمانيا

GMT 01:22 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المدافئ الكهربائية تتغلب على النمط التقليدي بأناقتها المميزة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca