بقلم : يوسف أبو العدل
ما عشناه من شغب وتخريب و«معيار» في مدرجات المركب الرياضي محمد الخامس، نهاية الأسبوع الماضي، يحيلنا على أننا مازلنا بعيدين عن عقلية الاحتراف التي نتطلع لها نحن كمواطنين مغاربة، وأن انتقادنا للرياضة الوطنية عبر مسؤوليها ولاعبيها وأمنها، يفرض علينا أن نكون صريحين وواقعيين، ونؤكد، دون خوف من أي فصيل أو جمعية، أن هناك أنصارا مازال الجهل والأمية يعششان داخل مخيلاتهم الفارغة من الروح الرياضية، ويعيشون على وهم أن كرة القدم لا تعرف سوى الانتصار، وغير ذلك لا يوازيه إلا التخريب و"السبان".
ما عاينته في مباراة الوداد الرياضي، وبعض من مناصري القلعة الحمراء، يرشقون لاعبي وفاق اسطيف بعد خطفهم للتأهل إلى الدور المقبل من عصبة الأبطال من قلب المركب الرياضي محمد الخامس، والسب والقذف اللذين تعرض لهما عبد الهادي اسكيتيوي، مدرب الفريق الأحمر، وبعض لاعبي الوداد، يظهر أن قانون الخسارة والإقصاء لا يوجد في منطق العديدين، وأن أشهر السعادة التي بعثها لاعبو النادي في نفوس ملايين الوداديين لا تعدو كونها مرحلة انتقالية لـ«أمة» لا يستحق البعض منهم الشفقة أوالتعاطف.
ما تعيشه الوداد خلال السنوات الأخيرة هو طفرة نوعية افتقدتها القلعة الحمراء على مدى أكثر من عشرين سنة، وما على "المخربين" إلا طرح هذا السؤال على من عاشوا النكسات والهزائم والإقصاءات في السابق. فالفريق بات قوة إفريقية ووصوله إلى دور ربع نهائي المسابقة الأغلى قاريا مسألة عادية، وليس من الضروري أن يحقق هذا الفريق لقب "شامبينسليغ" سنويا، بقدر ما تجب المحافظة على هذا المكتسب، عبر حضوره الدائم بين مربع الأقوياء أو على الأقل في دور الربع.
ما قلته عن الوداد ينطبق على الرجاء ومدرجها الجنوبي الشهير بـ«المكانة»، والذي بات مرتعا للانتهازيين، ومن يظنون أن «الباش» أفضل من «اللوغو»، فأصبح الخراب والصراع على الفصيل أكثر همّا من مساندة الرجاء، ما يقابله صراع دموي نعاينه أسبوعيا أوعلى الأقل شهريا.
في أحد البرامج الإذاعية التي حضرتها ونشطت إحدى فقراتها رفقة مسؤول أمني، وهي حلقة كانت بعد مباراة فاز بها الرجاء بأربعة أهداف دون رد، قال لي المسؤول على المباشر إن الجمهور البيضاوي عبر وأظهر في هذه المواجهة كونه منضبطا واحترافيا في تعامله داخل الملعب وخارجه ولم تكن هناك أي حالات شغب أو ما قابل ذلك، مطالبا الأنصار بالاستمرار في هذا السلوك، فأجبته بكون نتيجة الفوز هي التي جعلت الجمهور متحضرا، وأنه إذا رغب في معرفة المناصر الحقيقي فليمنحه الخسارة والإقصاء بملعبه، وحينها "أراك للفراجة".
لها علاقة بما سبق:
في هذا الموسم الكروي، بإمكان لاعبي الرجاء، وبمساندة من أنصار الفريق، إنهاء نسبة كبيرة من الأزمة المالية التي يعيشها النادي منذ أكثر من أربع سنوات. فالفريق يلعب مسابقة عربية رصيدها المالي ستة مليارات من السنتيمات، وأخرى إفريقية اقترب «النسور» من نهايتها محصولها يصل إلى المليار ونصف المليار سنتيم، وهما كأسان تغريان مكتب الرجاء الجديد لكونهما بداية الحل نحو الانفراج المالي