"انْتحارُ" بنعطية لا يعني موتُ الكرة المغربية

الدار البيضاء اليوم  -

انْتحارُ بنعطية لا يعني موتُ الكرة المغربية

بقلم : أيوب رفيق

 .. لِنواصِل المسير كرة القدم لعبة مفعمة بالشغف والمتعة والمشاعر الفياضة؛ هي عالم بحد ذاته مكتمل الأركان، وذو سحر خاص، يصيب الممارسين والأنصار على حد سواء، حتى صارت هذه الرياضة تجر خلفها مئات الملايين من المتيمين، الذين يجدون فيها كل ما يروي ظمأهم ويشبع عواطفهم. لكن ثمة ما يعكر صفاء المستديرة، ويكاد يجردها من بعض صفاتها وسماتها. وجب علينا الإقرار بأن لغة المال وجدت لها موطئ قدم في المجال، بل أضحت تمسك بخيوطه خلف الستار كما في العلن، لتجعله بذلك "ميكانيكيا" و"آليا" أكثر منه تلقائية. عض الكثير من المغاربة أصابع الحسرة، واستبد بهم الآسى؛ وهم يشهدون على "دفن" قائد منتخبهم الوطني لنفسه في رمال الخليج، مستكينا للعنصر المادي حد التضحية بفرصة الممارسة في المستوى العالي، وحمل قميص بعراقة يوفنتوس، ومجاورة نجوم من طينة كريستيانو رونالدو. بالقطع، يظل أي اختيار يقدم عليه الفرد من صميم مسؤولياته وحريته، ولا شك أنه يأخذ في حسبانه اعتبارات يراها الأنسب له، لكن في المقابل، هناك حدود لهامش الحرية لئلا يقتل المرء نفسه كرويا، ويجهز على مساره الرياضي. ما قام به مهدي بنعطية يشبه خيانة وخذلانا لرمزية الكرة ذات الدلالات المتنوعة البعيدة عن كل ما هو مادي، لقد بدد وأعدم آمالا عريضة كانت معلقة عليه من المغاربة كي يواصل التسويق لصورة المغرب في القارة العجوز، مثلما فعل منذ سنة 2010 حين قدومه إلى أودينيزي. كان بوسع "الكابيتانو" الانتظار لسنتين أو ثلاث حتى يوجه البوصلة نحو الشرق الأوسط أو الصين أو الولايات المتحدة الأمريكية، وينعم بنهاية خدمة ذات خمس نجوم، لكن المغربي أبى إلا أن يبدي قصورا في النظر، ويتخلى عن تلك "الغرينتا" الكروية والرغبة الجامحة في النجاح أوروبيا وعالميا ليذهب إلى قطر. لكن بالقدر الذي تأسف مكونات الكرة المغربية على مآل بنعطية، ينبغي عليها سريعا نفض غبار هذه الصفعة، والانكباب على الاشتغال القاعدي وإنجاب عشرات النجوم الذين بإمكانهم أن يكونوا سفراء في أوروبا، حتى لا نصير مرهونين ببنعطية وآخرين. العمل الجاد والاستراتيجيات المحكمة وواضحة المعالم هي أسلحتنا الوحيدة لاستخراج عشرات "بنعطية" في ريعان الشباب، قادرين على التصدي للاستحقاقات المقبلة وتأمين مستقبل اللعبة في بلدنا

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انْتحارُ بنعطية لا يعني موتُ الكرة المغربية انْتحارُ بنعطية لا يعني موتُ الكرة المغربية



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

دي بروين يؤكّد أن مقارنته مع محمد صلاح أمر صعب

GMT 02:11 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

أنور رحماني يطرح روايته الجديدة "هلوسة جبريل"

GMT 02:28 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

فندق "غراند كونتيننتال" إيطاليا حيث الجمال والعزلة والهدوء

GMT 03:25 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار طائرة من طراز فريد على هيئة جناح فندقي

GMT 12:26 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

إشبيلية يحصل على خدمات ساندرو راميريز على سبيل الإعارة

GMT 06:32 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

كيرا نايتلي أنيقة وملفتة في مهرجان "سندانس"

GMT 02:36 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

وصفة صابلي بدون بيض سهل، لذيذ و سريع

GMT 23:24 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

ميسي يسجل هدفًا ويصنع آخر لبرشلونة أمام ليفانتي

GMT 03:05 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

الديكور الرائع يزين شقة بنتهاوس ويجعلها فريدة من نوعها

GMT 10:48 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

إيران تستعدّ للمنتخب المغربي ببطولة رباعية في الدوحة

GMT 17:29 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تستضيف فرقة الأصدقاء في برنامجها على الـ"CBC"

GMT 18:38 2016 السبت ,20 شباط / فبراير

مي عز الدين في عيادة مجد ناجي على "إنستغرام"

GMT 19:57 2014 الإثنين ,04 آب / أغسطس

فراخ بانيه بالجبنة الرومي

GMT 19:39 2014 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

ملك المغرب يؤدي صلاة الجمعة مع ولي عهد أبوظبي

GMT 12:39 2015 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوديا كاردينالي تتحدث عن علاقتها الخاصة بعمر الشريف

GMT 00:59 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

حواجب غريبة لفتاة روسية تثير ضجة كبيرة على الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca