"كان 2019"..ما خفي أعظم !!

الدار البيضاء اليوم  -

كان 2019ما خفي أعظم

بقلم ـ جمال اسطيفي

طوى المغرب ملف تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2019، وسيكون على المغاربة الذين يعشقون كرة القدم، أو الذين كانوا يرغبون في أن يعيشوا لحظات الفرح والاحتفال بالمغرب، أن ينتظروا لسنوات طويلة، قبل أن يتابعوا أهم حدث كروي إفريقي في بلادهم، وهو الانتظار الذي قد يطول، بما أن تنظيم الدورات المقبلة محسوم سلفا.
كرة القدم ليست لعبة فقط، إنها مصالح اقتصادية وأخرى سياسية، وحسابات وصعود ونزول، لكن رغم كل هذه الحسابات فإن الشغف بهذه اللعبة مستمر، ولا يتوقف، لأن سحر اللعبة لا يقاوم، ولأنها مجال مفتوح نظريا لتنافس شريف بين المنتخبات على أرض الملعب، بل إن لحظات عزف النشيد الوطني للبلدان تظل راسخة في الذاكرة، وتجعل القشعريرة تسري في الجسد، والدموع تنهمر من العيون.
وحدها كرة القدم التي تفعل ذلك، وليس انتهازيو السياسة أو الأحزاب..
كان ممكنا أن يندرج تنظيم المغرب لـ"الكان" في هذا الإطار، وأن يعيش ملايين المغاربة حمى الفرح وحمى التعلق بمنتخب بلادهم، تماما كما عشنا ذلك في روسيا، عندما ملأ المغاربة ساحات موسكو، وحضر ما يقارب 50 ألف مغربي في مباراة "الأسود" والبرتغال بملعب لوجنيكي.
لم يعد المغاربة يعيشون لحظات الفرح الحقيقي إلا مع كرة القدم، لقد عشنا ذلك مع الرجاء في كـأس العالم للأندية عندما بلغ الفريق المباراة النهائية أمام بايرن ميونيخ، وحضر الملك محمد السادس لترأس المباراة، في سابقة هي الأولى له، إذ أن آخر حضور للملك في مباراة لكرة القدم يعود إلى سنة 2000 وتحديدا  في كأس الحسن الثاني الودية في مباراة المنتخب الوطني وفرنسا التي آلت لفائدة الأخير بخمسة أهداف لواحد.
وعشنا لحظات فرح رائعة مع الوداد وهو يتوج بلقب دوري أبطال إفريقيا على حساب الأهلي، مثلما عشنا فرحة تأهل المنتخب الوطني إلى كأس العالم بعد غياب دام عشرين سنة، وأخيرا فرحة فوز الرجاء بلقب "الكاف".
للدولة حساباتها، وللقرارات دوائرها التي تصنعها، وهي الدوائر التي رأت أن ليس من مصلحة المغرب أن ينظم كأس إفريقيا للأمم 2019، كما رأت من قبل أنه ليس من مصلحة البلد تنظيم دورة 2015، كما لو أن لعنة تطارد تنظيم المغرب لهذا الحدث القاري.
لكن أليس من العبث أيضا أن يخرج مسؤول حكومي ويضرب عرض الحائط كل المجهودات التي بذلها المغرب ليجد له مكانا في "الكاف"، بكل ما تطلبه ذلك من ديبلوماسية موازية ودعم مالي ولوجستيكي !؟
ألسنا إزاء اللامسؤولية وتصفية الحسابات الشخصية وحرب المواقع عندما يقول نفس المسؤول إننا لا يمكن أن ننظم "الكان" إرضاء لشخص أو شخصين، ويلمح إلى أن الألعاب الإفريقية أهم من كأس إفريقيا للأمم !؟
مهمة المسؤول الحكومي أن ينزل قرار الدولة، ويعبر عنه، لكن ليس من مهامه أن يخلط الأوراق، وأن يقول أي شيء، وأن يقزم من حضور المغرب في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بهذه الطريقة المستفزة.
ليست نهاية العالم ألا ننظم "الكان"، لكنها نهاية العالم فعلا عندما يتعامل المسؤولون بلا مبالاة مع رئيس جامعة كرة القدم ويتركوه وهو يحث الخطى من أجل تنظيم البطولة، دون أن يقول له أي أحد "عد إلى الوراء فلا حاجة لنا بتنظيم هذه البطولة".
وإنها نهاية العالم فعلا، عندما تتحول كراسي المسؤولية إلى وسائل لتصفية الحسابات، و"شد ليا نقطع ليك".
أسوأ شيء حينما يصرح المسؤول بكلام، ثم عندما تنطفئ أضواء الكاميرات يقول لمقربيه "كيف جيتكم في صاحبنا".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كان 2019ما خفي أعظم كان 2019ما خفي أعظم



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند

GMT 02:35 2017 الجمعة ,05 أيار / مايو

سيارة فيراري "275 غب" 1966 معروضة للبيع

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 02:01 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات مميّزة للحصول على درجة علمية عبر الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca