ريمونتادا ليفربول ..و الأهلي !!!

الدار البيضاء اليوم  -

ريمونتادا ليفربول و الأهلي

بقلم - طارق الأدور

أعظم شئ في لعبة كرة القدم والذي يجعلها متفردة عن باقي اللعبات الجماعية والفردية، أنها لا يمكن أن تبوح بأسرارها إلا بعد صافرة نهايتها، وأن التوقع فيها مستحيل مهما كان مستوى أحد طرفيها، وهذا ما جسدته مباراة العودة الشهيرة بين ليفربول وبرشلونة في الأنفيلد امس الأول والتي إستطاع فيها فريق نجمنا محمد صلاح أن يطيح بفريق أعظم من لمس الكرة في التاريخ لونيل ميسي بعد أن عوض فارق أهداف كان مستحيلا بثلاثية في الذهاب إلى تحقيق رباعية أسطورية ليصل للعام الثاني على التوالي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. 
ما شاهدته في تلك المباراة يوجز إثارة ومتعة وجمال كرة القدم من كل الوجوه، وبخاصة عندما يبدو للجميع ان المهمة مستحيلة، ثم يتحقق المستحيل ويصبح واقعا.
والحقيقة أن المهمة التي واجهها ليفربول كانت تبدو وراء المستحيل لثلاثة أسباب رئيسية الأول أن الفخسارة بثلاثية تستوجب تسجيل 4 اهداف في العودة وهو ما كان يبدو من الخيال أن تسجل في أفضل فريق في العالم هذا العدد دون أن تهتز الشباك بأي هدف يجعل المهمة أكثر إستحالة، والثاني أن الفريق المطالب بتحقيق المعجزة ينقصه ثلاثة من نجومه الأساسيين وهم محمد صلاح هداف الدوري الإنجليزي ومهاجمه روبيرتو فيرمينيو ولاعب الوسط المهاجم نابي كيتا، مما أضطر مديره الفني يورجين كلوب بالدفع ببعض اللاعبين الذين لا يشاركون بإستمرار مثل شاكيري واوريجي.
أما عنصر الصعوبة الثالث فهو أن ليفربول كان يواجه لتحقيق المعجزة فريقا كبيرا قادر على التسجيل في أي وقت وفي أي مكان بقيادة ميسي، وهو فريق حقق من قبل أعظم ريمونتادا في تاريخ الكرة أمام باريس سان جيرمان، بل هو مفجر هذه التسمية باللغة الأسبانية التي اصبحت بعد ذلك تعبيرا عالميا. 
رغم كل هذه الصعوبات تحقق المستحيل وفاز ليفربول بالنتيجة المطلوبة 4-صفر ولم تهتز شباكه ووضع مدربه خطة محكمة لإختراق مرمى برشلونة من ناحية، ولمنع ميسي ورفاقه من التهديف من ناحية أخرى. 
عرف كلوب من أين تؤكل الكتف فإصطاد كل العصافير بحجر واحد ولم يترك تفسيرة فنية صغيرة إلا وإخترقها ولكن الأهم من النواحي الفنية التي قتلت بحثا بعد المباراة هي تلك المشاهد الممتعة في كرة القدم.
الجماهير بألوانها وتفاعلاتها السعيد منها والتعيس، وتلك هي أجمل صور كرة القدم والتي تجذب مشاهديها في كل مكان، وهي الصورة التي لا زلنا محرومين منها في بطولاتنا للعام الثامن على التوالي. 
الروح القتالية من البداية للنهاية هي جزء هام من البداية للنهاية ولعلي قد ذكرت سابقا أن ريمونتادا الأهلي أمام صنداونز الجنوب أفريقي للعودة من خماسية نظيفة كانت تتطلب 4 عوامل رئيسية حتى تتحقق، أولا أن يكون كل اللاعبين في الموعد وقد كان لاعبو ليفربول جميعا أساسيين وبدلاء في قمة مستواهم، وثانيا أن يستغل الفريق انصاف الفرص، وقد إستغل ليفربول 80% من الفرص، وثالثا أن يتميز اللاعبون بالروح القتالية، وما أروع تلك الروح التي ابرزها فريق الريدز، وأخيرا أن تتدخل الأقدار في عدم إصابة مرمى ليفربول بهدف من إنفرادات ميسي وسواريز وألبا كان سيعقد المهمة. 
والآن تستطيع عزيزي القارئ ان تدرك الفوارق بين ريمونتادا ليفربول التي حققت المستحيل وريمونتادا الأهلي أمام صنداونز والتي لم تتحقق.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ريمونتادا ليفربول و الأهلي ريمونتادا ليفربول و الأهلي



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام

GMT 05:34 2018 الإثنين ,11 حزيران / يونيو

تعرف على أبرز علامات ظهور "ليلة القدر"

GMT 23:49 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

الليمون الحل النهائي للقضاء على "قشرة الشعر"

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca