شفرتك هي اللقب

الدار البيضاء اليوم  -

شفرتك هي اللقب

بقلم: محمد فؤاد

راقني جدا ما فعله ويفعله الثعلب الأبيض رونار منذ تعاقده مع الجامعة على كل الواجهات التي تحدى فيها كل العقد التي أصابت الأسود في الكثير من المناسبات. وهذا الرجل الذي كسر العديد من الأوراق المتناثرة أولها من وضع الأسود في محطة المونديال الروسي بعد عشرين عاما من الإنتظار والترقب لأي جيل سيقلب هذه المواجع، وبعد تكسير محطة الدور الأول بالكان الأخير والذي فشل فيه المدربون السابقون، وبعد تحجيم صورة الكوت ديفوار بمعقله ولأزمنة طويلة، وبعد تعطيل ديمومة العقدة الكامرونية مع هذا الجيل الذي فك شفرتها بالقتالية، يأتي الدور الجديد لرونار لفك شفرة أخرى بتونس وفي مباراة  رادس القتالية والصارمة بكل المقاييس وبكوموندو مغاير عن الثوابت الرئيسية. طبعا لا نقاش مع الرجل أبدا لأنه هو من صنع الكثير من الإحتفالات حتى وإن كانت من دون ألقاب ولكنه أساسا يمهد لمرحلة بناء فريق وطني كبير في أفق السنوات القادمة.

طبعا ما كان على الرجل أن يحظى بهذا الشجاعة والشهامة التي تولاها بمنطق تعامله مع المنتخب الوطني بوازع الخبرة الإفريقية إلا لأنه كان يؤمن قبل مجيئه للمغرب أن الفريق الوطني المغربي في منظوره الخاص كان ولا زال هو العلامة الرائعة والفانوس الذي أوصله إلى العالمية حتى ولو لم يفز بلقب كأس إفريقيا لكون حضور الرجل في المونديال كان حلما في مساره المهني، وحلما حققه للمغرب منذ عشرين عاما من الغياب. إلا أن ما يدور في مخيلة الرجل أن مفاتيح وصناعة أسود شامخة لا يمكن أن تخرج خاوية الوفاض وبدون ألقاب سيما مع هذه الأسماء الوازنة والخبيرة والمفترض أن تحصل على لقب تاريخي بعد الإعتزال، وعليها أن تجتهد في إبتلاع القادم من الخيارات المطروحة في سياق الصلابة والصرامة التي ترجمت على أرض واقع التأهل إلى كأس إفريقيا 2019 على حساب البطل الكامروني. وهذا الطرح يدفعنا من اليوم إلى تفعيل هذه الحركية التي تجعل من أسود الأطلس أقوى منتخب افريقي على الإطلاق في زمن اقتراب جملة من المحترفين على الإعتزال، وسيكون رائعا أن يحظى بنعطية وداكوستا ودرار وبوصوفة والأحمدي ودرار وأمرابط بهذا الإنجاز المعقد الذي طال زمنه من 1976. وأعتقد أن رونار يهيئ لهذه المرحلة التاريخية بهذا الطعم الجريئ والقتالي أمام أقوى المنتخبات من طينة الكامرون وتونس، وليس غريبا علينا أن نكون خارج هذا السياق التاريخي القريب من تنظيمه سواء بالكامرون أو المغرب أو مصر أي دولة آخرى جاهزة للحدث لأنه من حقنا أن نفتخر بهذا الجيل، ومن حقنا أن يحظى منتخبنا بهذا الصراع المغلغل والذي لا يقل أهمية عن المونديال العالمي الذي أهدر في حق الأسود عنوة على مستوى التحكيم أمام البرتغال وإسبانيا. ما يعني أن ما يقدمه الأسود اليوم لا يمكن أن يهدر حقا بلا لقب تاريخي بكأس إفريقيا. ورونار يلهث وراء هذا الهدف شفهيا، ولكنه في العمق يتقرب من المغاربة على أنه يختار الوجوه والمواهب ليتركها لما بعده، ويستأذن بالرحيل في أي وقت لأنه سيترك للمغاربة جيلا يفتخر به. وفي هذا الكلام معزى حقيقي لأنه يمهد للرحيل وربما يكون ذلك بعد كأس إفريقيا فيما لو لم يحقق هذا الرجاء والحلم الذي يريده شخصيا قبل حلم المغاربة، ولكنه في الأصل يجهز خيوطا سرية لهذا الحدث من الآن بحكم تأهله الرسمي وبداية الإشتغال على الإستحقاق بكل أساسياته الفنية واللوجيستيكية والقرائية للخصوم المؤهلة جميعا. وأي ناخب الآن يدخل في هذه المعادلة القرائية للمؤهلين لمعرفة كل السبل التي أدت بهم إلى التأهل وكيف يلعبون ومن هم نجومهم وطريقة لعبهم ونقاط ضعفهم وقوتهم على أساس إستنباط كل المعلومات التي تمنحه صفة المواجهة بكل الأسلحة. ورونار من هذه العينة أصلا، وسلاحه مفروض أن يكون مع طاقمه وعينه الثانية في وضع المنتخبات المؤهلة على رف المتابعة قبل وأثناء كأس إفريقيا. وعلى هذا الأساس ندرك من اليوم أهمية المرحلة التي تضعنا جميعا أمام هدف إستراتيجي هو نيل اللقب القاري بكل المواصفات القتالية التي تم نهجها أمام كل المنتخبات العتيدة بداية من الكون ديفوار ومرورا بكأس العالم إلى الكامرون البطلة التي عقدت مسار الأسود. ولذلك نجاهر بالحقيقة على أن رونار صنع جيلا كبيرا ورائعا وحرام أن لا يفوز معه باللقب الإفريقي، ومن الأجدر أن يحضر شفرة هذا الإستحقاق شريطة أن يدعم إعلاميا لكونه يجاهر بحقيقة النقد غير الموضوعي لبعض وسائل الإعلام وأبرزها كانت واحدة قد غيرت منطق الكلام في الندوة الصحفية وهنأته في إشارة إلى أنه رجل تواصل وقالها بالحرف كإشارة قوية وضربة مجاز لتعرف مكانها الحقيقي في معنى النقد المخالف لمعنى النقد الموضوعي.


عن صحيفة المنتخب المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شفرتك هي اللقب شفرتك هي اللقب



GMT 16:41 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الصبر ثم الصبر

GMT 15:26 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

يهللون ولا يحللون

GMT 13:14 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

GMT 16:20 2019 الجمعة ,16 آب / أغسطس

"فارس لا يعوض"

GMT 12:07 2019 السبت ,06 تموز / يوليو

جنون رونار

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية

GMT 05:12 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تيريزا ماي تحضر قمة مجلس التعاون الخليجي

GMT 07:04 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

حرباء متغيرة اللون يمتد لسانها لـ60 ميلًا لصيد فريستها

GMT 22:38 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

قميص نيمار يظهر في الملعب قبل مواجهة ألمانيا

GMT 01:22 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المدافئ الكهربائية تتغلب على النمط التقليدي بأناقتها المميزة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca