الصبر ثم الصبر

الدار البيضاء اليوم  -

الصبر ثم الصبر

بقلم: محمد فؤاد

كان من المفترض أن تكون وديتا ليبيا والغابون حلقة كبرى لترسيم النواة الحقيقية كما هو معروف قبل ملاقاة منتخب موريتانيا الشهر القادم، إلا أن ما أحاط المنتخب اليوم مع الناخب الجديد وحتى من خلال القراءات الموضوعية لمبارتي الشهر الماضي أمام بوركينافاسو والنيجر، يضعنا جميعا أمام سؤال كبير إنتظرناه جيدا بعد التأشيرة الرسمية لإعتزال الأسماء التي شكلت وزنا داخل العرين أولا مع بنعطية ثم مع بوصوفة والأحمدي واللائحة ستتواصل لرجال ما فوق الثلاثينيات، وهذا المعطى أساسا يلغي قياسات النواة السابقة مقابل البحث عن وجوه جديدة تبتلع الزمن والمكانة بنفس روح المعتزلين، إلا أن وحيد خاليلودزيتش لم يستطع لحد الآن ربح تعويض البدائل لا في خط الدفاع ولا في الأروقة ولا في معطيات صناعة الهجوم ولا حتى في الوصول إلى المرمى من صناعة قائد وهداف حاسم ولا حتى مباراة مثيرة العرض حتى ولو كانت بالخسارة، وهو ما يؤكد بالملموس أن الرجل سيعيش أصعب مرحلة مع الفريق الوطني في لحظة تأسيس جديدة .

 صحيح أن الرجل أخذ الفريق الوطني من محصلات عدة أقواها الخلع النفسي والإحباطي للفريق الوطني من كأس إفريقيا، وثانيا من تفريغه من القيادات التي يتأسس عليها اللعب، وثالثا من اجترار الإصابات الخاصة بألمع الوجوه المعروفة، ورابعا من التجريب المتكاثر لحصر القناعات، وخامسا من صعوبة فرض خطة منسجمة تلائم منطوق عامة الرسميين، وسادسا صعوبة الإقرار بتوحد المجموعة وانسجامها الكبير بين القديم والجديد. وهذا الأمر طبعا يتطلب صبرا كبيرا ووقتا طويلا للوقوف على الفريق المحفوظ بأسمائه. صحيح أن الحراسة محفوظة، والخط الدفاعي محفوظ بحكيمي وسايس وعبد الحميد ونوصير مزراوي ومع ذلك ما زال معتلا، والوسط محنط بفجر وزياش وحارث  وبوربيعة مع الربح الكبير لسفيان أمرابط  ووليد الكرتي، والخط الهجومي محفوظ أيضا بدلالات أمرابط والنصيري وعليوي لا غير والبقية الاخرى من المجربين (حمزة منديل وعصام شباك ويميق وفضال واكرد والمسعودي وأمال الله والإدريسي وتاعرابت والقادوري والحداد وكارسيلا)، وكل هذه الأسماء، لا يمكن جميعها أن يعطيك القناعة الثابتة بمؤهلاتها العالية للدخول في المنظومة التي تؤسس النواة الأصلية أو المستقبلية على الأقل لوجود 18 لاعبا يريحونا جميعا من سؤال الفريق المحفوظ مع أنه اليوم يتواجد في موقع اعاقة على مستويات الخطوط الثلاثة.
صحيح أن هيرفي رونار لم يترك الخلف المفضل لما بعد إعتزال بنعطية وداكوستا ولم يمنحنا إشارة اختيار كفاءات البطولة في خط الدفاع لأنه لا يؤمن ببطولة هشة ولا يؤمن بخبرة رجال الكؤوس القارية بأندية المغرب، وحتى لو اختار القلة، فلا يقدمها مطلقا إلى الجمهور لكون الأفضل موجود بالساحة الأوروبية، وحتى لما بعد اعتزال الأحمدي وبوصوفة، لم يترك البدائل سوى في أيت بناصر وبوربيعة وهما معا يعيشان ظرفية صعبة مع وحيد على مستوى الإصابات. أما خاليودزيتش فقد تحمل وزر المسؤولية على هذا النحو وعلى أنقاض الراحلين والمصابين والإكراهات المنسوبة للمغادرين دون أن يجد المناخ المريح لنفسه كرجل وجد المائدة بلا خبز في منظورنا أو وجد المائدة بلا ملاعق أو وجد الخبز بلا «طاجين»، ما يعني أنه وضع الخطة حسب الإختيارات المنقوصة ولم ينجح حتى الآن في منح المائدة كل أصنافها اللذيذة حسب المتوفر لديه من المحترفين ولا حتى المحليين.


 صحيح أن الجمهور المغربي ما زال ينتظر جديد المرحلة بالسرعة المطلوبة، ولكن من البديهي أن نتريث في الحكم على الناخب وعلى اختياراته وعلى طريقة لعبه ولا حتى في إشهار بعض الأوراق السلبية للرجال الذين لا يمنحون الإضافة والقناعة للفريق الوطني من قبيل حمزة منديل أو المهدي كارسيلا بحكم تواجدهم وفرصهم الكثيرة من دون قناعة، الا أن الرجل في المحصلة العامة للإختيارات يريد تمتيع الفريق الوطني بازدواجية الأدوار في المواقع حرصا منه على تعويض الغيابات، فأن غاب مثلا زياش، فمن سيكون قائد اللعب ونفس الأمر ينسجم مع متوسط الدفاع بسايس أو حتى حكيمي لإيجاد نفس القوى البديلة. وهذا هو العمل الذي ينتظر من الناخب لتأسيس نواة قوية تبطل حتى الإكراهات التي يجد فيها نفسه اليوم لحسن الحظ في الوديات وليس الرسميات. وتبقى المشكلة الرئيسية موضوعة على أكتاف الناخب هي في خط الدفاع والهجوم معا كمشكلة تعيق النواة واستراتيجية اللعب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصبر ثم الصبر الصبر ثم الصبر



GMT 20:50 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

جمال واستقالة ما بعد منتصف الليل..

GMT 10:06 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يحتفل بذكرى ميلاده

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

انقلاب داخل الرجاء؟

GMT 17:18 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

المدهي غير المتقي.. اتق الله؟؟

GMT 17:07 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

لا تَظلِم الحداد والكرتي يا وحيد

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca