تحديد المسؤوليات…

الدار البيضاء اليوم  -

تحديد المسؤوليات…

بقلم - محمد الروحلي

كيفما كانت نتيجة الاعتراض التقني الذي تقدمت به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بسبب إشراك منتخب الكونغو الديمقراطية للاعب أرسين زولا، فإن إقصاء المنتخب الأولمبي بالقدم يعني بوضوح فشل سياسة التكوين التي نهجتها الإدارة التقنية خلال السنوات الأخيرة. صحيح أن هناك نتائج إيجابية ظرفية تحققت على مستوى بعض الفئات السنية، إلا أن المنتخب الأولمبي كان ثمرة مجهود دام لسنوات، بعد تدرج عناصره عبر فئتي الفتيان والشبان، كما شارك بالعديد من التظاهرات القارية والدولية ولعب أكثر من 25 مباراة دولية، لكن في أول مواجهة حقيقية رسب في الاختبار.

هذا الإخفاق كان صادما، ولا يعكس أبدا كل المجهود الذي بذل تقنيا وماليا ولوجيستيكيا، وبالتالي لا بد من تحديد المسؤوليات حول الأسباب المباشرة وغير المباشرة التي أدت إلى هذا الإقصاء.

على المستوى التقني لم يستطع المدرب الهولندي مارك فوت تدبير مباراة الإياب بالشكل الأمثل، خاصة بعد الخسارة القاسية في لقاء الذهاب (0-2)، وكانت هناك فرصة كبيرة لتجاوز نتيجة كينشاسا، بعد تسجيل الهدف الأول في وقت مثالي، أي في الدقيقة 26، وكان أمامه وقت كاف لتسجيل على الأقل الهدف الثاني، وبعد ذلك البحث عن طريقة لتحقيق التأهيل.

كل هذا يبين أن المدرب الهولندي لم يعرف كيف يناقش بشكل جيد مجريات المباراة من الناحية التقنية، كما أن اختياراته للاعبين تطرح -بإلحاح- علامات استفهام كبيرة، خاصة بعد تجاهل إمكانيات لاعبين ممتازين، كمهاجم أولمبيك خريبكة خالد الحشادي، ولاعب حسنية أكدير المتألق يوسف الفحلي.

إذن ففوت يتحمل المسؤولية المباشرة في حدوث هذا الإقصاء، لكونه رافق أغلب العناصر منذ ثلاث سنوات، كما أشرف على الإعداد والاختيار، وبالتالي فإن التخلي عنه بعد هذه النتيجة يعتبر مسألة عادية جدا، لكن هذا لا يلغي أيضا مسؤولية الإدارة التقنية التي يترأسها ناصر لارغيت، بصفته المسؤول الأول عن كل ما يهم الجانب التقني في شقه المؤسساتي، وبالتالي فإن تداعيات الإقصاء قد تمس أيضا الإدارة التقنية، بعد عديد الملاحظات التي تطال عملها، وانتهاء العقد الذي يربط رئيس الإدارة التقنية بالجامعة.

هناك سبب مباشر آخر لا يمكن تجاهله، ألا وهو حرمان الناخب الوطني هيرفي رونار مارك فوت من خدمات لاعبي المنتخب الأول ممن لديهم السن الأولمبي وهم أشرف حكيمي ويوسف النصيري ونصير مزواري، بينما سمح لحمزة منديل بالمشاركة رغم أنه يمر بمرحلة من أسوأ مراحل حياته، والدليل على ذلك المستوى الباهت الذي ظهر به خلال مقابلة الذهاب التي ساهمت نتيجتها في حدوث الإقصاء.

وهذا ما عبر عنه مارك فوت نفسه، في آ خر تصريحاته وهو يستعد لمغادرة المغرب، حين عبر عن استيائه العميق، بسبب تعنت رونار، وحرمانه من الاستفادة من خدمات ثلاثة لاعبين أولمبيين خلال مواجهة المنتخب الكونغولي، ذهابا وإيابا، والأكثر من ذلك لم يعتمد الناخب الوطني على اللاعبين المذكورين خلال المباراة الشكلية أمام مالاوي لحساب الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، بينما حدث العكس بالنسبة للمنتخب الكونغولي، إذ فضل مدرب منتخب الكبار فلورو مبينغي، تسريح كل لاعبيه ووضعهم رهن إشارة منتخبهم الأولمبي من أجل تسهيل مهمتهم في الفوز والتأهل.

عن صحيفة بيان اليوم المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحديد المسؤوليات… تحديد المسؤوليات…



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 17:40 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 18:54 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 05:14 2017 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

حسين جابر يتحدث عن أرباح صندوق "تنمية العراق"

GMT 23:37 2017 الخميس ,28 أيلول / سبتمبر

"سابع جار" للممثلة هيدي كرم قريبًا على CBC

GMT 14:30 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 05:20 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأفضل الفنادق الفاخرة في العالم

GMT 08:53 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة "العوانة" في الجزائر تسحر العيون بالطبيعة الخلابة

GMT 00:53 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

نقص الحديد يؤثّر على وظيفة المناعة وإنتاج الطاقة

GMT 12:59 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الطقس في مملكة البحرين بارد نسبيًا مع بعض السحب أحيانًا

GMT 08:07 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

عاصفة ثلجية تضرب كندا وتلغي رحلات جوية وتغلق مدارس

GMT 08:38 2016 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

25 تشرين الثاني موعد لبيع مازيراتي 1970 في مزاد
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca