المغرب و"الكاف".. اللي حرثو الجمل دكو !

الدار البيضاء اليوم  -

المغرب والكاف اللي حرثو الجمل دكو

بقلم: جمال اسطيفي

لاشك أن علاقة المغرب مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" ستدخل منعطفا جديد، بل ومسارا آخر، لا يشبه في شيء المرحلة السابقة، خصوصا عقب الإعلان العنيف لوزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي عن عدم ترشح المغرب لتنظيم "كان" 2019، والذي تم تصريفه بطريقة مست في المقام الأول الوضع الاعتباري لجامعة كرة القدم، وفي المقام الثاني مؤسسة "الكاف"، من خلال الهجوم غير المبرر على رئيسها أحمد أحمد.

لقد انتخب فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عضوا في المكتب التنفيذي لـ"الكاف" في مارس 2017.
 وجاء انتخاب لقجع في إطار الديبلوماسية الموازية التي رافقت العودة القوية لبلدنا المغرب للاتحاد الإفريقي الذي كان قد انسحب منه، وهي العودة التي قوبلت بترحيب كبير من أصدقاء المغرب في إفريقيا، وبحرب ضروس من خصومه في القارة، ومن يعاكسون استكماله لوحدته الترابية.

انتخب لقجع عضوا في "الكاف"، بعد منافسة مع الجزائري محمد رورواة اليد اليمنى لرئيس "الكاف" السابق عيسى حياتو، بل إن لقجع تغلب على رورواة باكتساح كبير، وبـ 41 صوتا مقابل 7 لمنافسه.

كان الفوز يحمل دلالة مهمة، تتجاوز الجانب الرياضي، لتكشف قوة النفوذ والحضور اللافت للديبلوماسية المغربية في القارة الإفريقية بقيادة الملك محمد السادس، خصوصا أن العضوية في "الكاف" والحصول على مقعد شمال إفريقيا هو انعكاس مباشر لموازين الحضور الديبلوماسي الذي تتحرك رماله بسرعة.

حصل لقجع أيضا على رئاسة لجنتين مهمتين، الأولى هي لجنة المالية والتدبير والتعويضات والأجور، والثانية هي لجنة المنافسات والأندية بالكاف، كما أن الكتابة العامة للاتحاد الإفريقي صارت بين أيدي مغربية تقريبا، ناهيك عن حضور العديد من الأسماء المغربية في العديد من لجان "الكاف".

أكثر من ذلك لقد صار للمغرب لتأثير مهم على "الكاف" وهو تأثير إيجابي على أية حيال، لأنه جاء برسائل مهمة، أبرزها محاربة الفساد الذي استشرى في "الكاف"، والذي كان يقوده بشكل مباشر الرئيس السابق للاتحاد الإفريقي عيسى حياتو، وهو الفساد الذي اختلطت فيه الجوانب الرياضية بالمالية والإدارية، وجعلنا أمام تدبير متعفن لأهم جهاز كروي، إذ كنا في كل مرة نستيقظ على فضائح بالجملة، من بينها طريقة منح الدول تنظيم كأس إفريقيا للأمم وحقوق النقل التلفزيوني التي بيعت بطريقة غير قانونية لشركة "لاغارديير" الفرنسية، ناهيك عن تلاعبات هنا وهناك.
ولقد كان لقجع يشتغل على مشكل الحقوق، ومنح البلدان حث البث الارضي لمباريات منتخبات بلادها عندما تلعب خارج الميدان، أكثر من ذلك فهو الوحيد الذي كان بإمكانه إجراء تعديل في عقد لاغارديير، وهي نقطة تحسب للقجع، فليس بإمكان أي كان إجبار لا غارديير على تغيير بعض بنود العقد الذي يربطها بالكاف.

لابد أن نتذكر أنه في ظل الغياب المغربي عن "الكاف"، فإن حياتو تعامل بقسوة مع المغرب في ملف تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2015، الذي طلبتأجيله إلى شهر يونيو ، بيد أن حياتو أعلن رفضه المطلق لذلك، بل وأنزل عقوبة مشددة على المغرب بحرمانه من المشاركة في كأس إفريقيا لأربع سنوات، قبل أن يلجأ المغرب إلى محكمة التحكيم الرياضية "الطاس" التي ألغت حكم "الكاف" ووجهت ضربة قوية لحياتو.

لابد أن نتذكر أيضا أن رؤساء دول تدخلوا في ذلك الوقت، وبينهم بول بيا رئيس الكامرون لإثناء حياتو عن قراره، لكنه رفض التراجع.

العودة القوية للمغرب لـ"الكاف" كان لها انعكاس إيجابي، ذلك أن المغرب ساهم في اتخاذ قرارات مهمة لتخليق كرة القدم الإفريقية، تهدف إلى الهكيلة والتنظيم والقطع مع العشوائية التي ميزتها لسنوات، والتي كان لها تأثير على النتائج الرياضية.

فهل نفهم من كل هذا الذي جرى وبالطريقة التي تم بها، أنه إشارة للتراجع وأن يكتفي المغرب بدور عاد في دواليب "الكاف".

نأمل ألا يكون الأمر كذلك، وإلا سنصبح إزاء المثل الشائع "اللي حرثو الجمل دكو".

أيضا هي هل هي صدفة كذلك أن الإعلام الرسمي المغربي لم ينخرط في ملف عدم الترشيح، خصوصا أنه حصل على تصريح للوزير الطالبي العلمي ولم يقم ببثه، فهل لذلك علاقة أيضا بكون الملف تجاوز تصريف الموقف الرسمي إلى تصريف حسابات شخصية!؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغرب والكاف اللي حرثو الجمل دكو المغرب والكاف اللي حرثو الجمل دكو



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 02:45 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تألقي بلمسة ساحرة بعطور كالفن كلاين

GMT 04:44 2017 الثلاثاء ,06 حزيران / يونيو

"المكرمية" فن كامل يتصدر أحدث صيحات ديكور صيف 2017

GMT 05:18 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تنسيق "بوت رعاة البقر" مع الملابس لاطلالة مميزة

GMT 21:31 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

روايات عسكرية تكشف تفاصيل استخدام الجيش الأميركي للفياغرا

GMT 06:22 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

تعرفي على طرق تغذية الشعر من الطبيعة

GMT 07:54 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

"إس آند بي" تتوقع تحسن سيولة بنوك الإمارات 2018

GMT 07:21 2018 الخميس ,08 شباط / فبراير

ماكرون يقبل دعوة "زيارة دولة" إلى البيت الأبيض
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca