انقلاب حسبان

الدار البيضاء اليوم  -

انقلاب حسبان

بقلم - عزيز دلاحي

الساعة كانت تشير إلى الخامسة عصرًا، أمس، في إحدى القاعات الرياضية الخاصّة في مدينة الدار البيضاء، حيث بدأ العد العكسي لوضع آخر الترتيبات لانعقاد جمع عام نادي الرجاء الرياضي فرع كرة القدم للموسم الرياضي (2016/2017).

مسير القاعة وجه تعليماته لرجال الأمن الخاص بخصوص طريقة ولوج المدعوّين من منخرطين وصحفيين حاضرين لتغطية أشغال الجمع، إذ إلى حدود تلك اللحظة كل الأمور كانت تبدو تحت السيطرة.

رفع ستار جمع عام الرجاء، كان عن طريق باب سفلي في مرأب سيارات المركب التجاري حيث مقر انعقاده، هناك حيث بدأت تتعالى أصوات بعض المنخرطين ممن لم يتم السماح لهم بالصعود إلى القاعة، هم أنفسهم "المشطب عليهم" من قبل الرئيس سعيد حسبان، الأخير الذي لم يكن يعلم حينها أن مجموعة رشيد البوصيري، محمد بودريقة وجواد الأمين ستسبقه إلى قاعة الجمع العام بقوّة القانون، بحضور مفوّض قضائي معه حكم من المحكمة.

امتلأت القاعة بالإعلاميين وأزيد من 68 منخرطا في انتظار حضور الرئيس وما تبقى من مكتبه المسير لشغر كراسي منصة الجمع..

في تلك اللحظات، بدا أن الأمور تسير في اتجاه أن يظفر المرشح علي حمدي بالرئاسة عقب نهاية أشغال الجمع العام الذي سيتحوّل إلى استثنائي، كما كشفت عنه كواليس ما قبل موعد انطلاقته وحتى عبر قسمات وجه معارضي الرئيس الحالي.. "هي مسألة وقت ليس إلا" يقول أحدهم.

تأخّر الوقت ومضى أكثر من ساعتين عن موعد انطلاقة الجمع العام. هنا حبست أنفاس الجميع وبدأ ترقّب "مفاجأة" الرئيس، في وقت بدأ الحديث عند البعض عن إمكانية تخلّف حسبان عن القدوم وترك أشغال الجمع معلّقة، وهو ما بدأ يتأكّد في لحظة قدوم مسير القاعة والمنظّمين من أجل مطالبة الجميع بالمغادرة، بعد إخبارهم بأن مدّة الحجز هي ساعتان ولم يؤد النادي بعد ثمن استئجار قاعة الجمع.. هنا بدأ الشك يدب في نفوس الجميع وعديد علامات الاستفهام تتراقص في مفكّرتهم.

وصلت المعلومة من سعيد حسبان، الذي ظل مرابطا في أحد الأماكن يحرّك الخيوط عبر الهاتف، على أنه لن يحضر إلى القاعة، إلا بعد مغادرة من وصفهم بالأشخاص "الغرباء" على الجمع العام، وهو ما دفع المنخرطين الأربعة عشر "المشطب عليهم" إلى الانصراف بطلب من ممثل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، رغبة منهم في عدم عرقلة مساء الجمع العام، في انتظار انطلاقة أشغاله.

الخطة كانت مبنية على عفو من الرئيس سعيد حسبان عليهم كنقطة نظام أولى قبل افتتاح الجمع.

ذلك ما تأتى، حضر حسبان بمعية رشيد لعبيزي، العضو الوحيد الذي رافقه من مكتبه المسير.. انطلقت الأشغال بتلاوة سورة الفاتحة، ثم شرع الرئيس الحالي في تسيير الجلسة، التي انطلقت بعد تأكّد ممثّل الجامعة من النصاب القانوني (68 من أصل 98منخرطا)، قبل أن يصر حسبان على حضور أشخاص "غير قانونيين" داخل القاعة، وهو ما دفع المنخرط خالد الابراهيمي إلى التدخّل عبر نقطة نظام من أجل السماح لـ"المشطب عليهم" من هيئة منخرطي النادي بالحضور..

هنا قام الرئيس الحالي بالصفح، قائلا "كفى الله المؤمنين شر قتال".

تلاوة التقرير الأدبي والمالي، استغرقت وقتا طويلا، حيث فضّل جل المنخرطين مغادرة أماكنهم في انتظار لحظة المصادقة..

هنا بدأ التشنج يظهر مجدّدا بين الحاضرين، إذ تم الاختلاف حول طريقة التصويت على التقريرين، وظهر الانقسام الواضح في القاعة، بين مؤيّدي الرئيس سعيد حسبان ومعارضيه على قلّتهم، ليتم الحسم بالمصادقة بالأغلبية، ثم نهاية أشغال الجمع العام العادي بتلاوة برقية الولاء إلى الملك محمد السادس، كما جرى عرف الجموع العامة.

ظل حسبان على كرسيه، فيما يترقب الجميع تقديمه للاستقالة وتحويل الجمع العام إلى استثنائي، كما هو مدرج في جدول الأعمال، إلا أن كلمته "الوداعية" التي اعتقدها البعض، لم تبعث سوى مؤشّرات أن الرئيس الحالي لن يتزحزح من مكانه إلا بوجود الظروف التي يراها مواتية، ملمحا لعدم شرعية باقي المرشّحين وعدم توفّر خليفة له أهل بتحمّل المسؤولية.

استفز الرئيس السابق أمام أنظار الجميع، فلم يتحكّم محمد بودريقة في أعصابه، ليتدخّل بالطريقة التي أرادها الرئيس الحالي سببا مباشرا في "رفع الجلسة" والانصراف، بعد أن أشعر ممثّل الجامعة بعدم وجود ظروف سليمة من أجل عقد الجمع العام الاستثنائي.

مرّت نصف ساعة بعد مغادرة حسبان القاعة، ليخبر ممثل الجهاز الوصي على كرة القدم المنخرطين بأن الرئيس الحالي سيعلن عن موعد الجمع العام الاستثنائي لاحقا..

نزل الخبر كقطعة ثلج باردة على الفئة القليلة من معارضي الرئيس الذين كانوا يمنون النفس بالخروج من الجمع الأمس بنتيجة أفضل، إلا أنهم عادوا أدراجهم والخيبة تعلو محياهم، في الوقت الذي ساد الامتعاض العشرات من أنصار الرجاء المرابطين بمحاذاة قاعة الجمع إلى وقت متأخر من ليلة الأمس..

سعيد حسبان لم يرحل وسيستمر رئيسا لفريق الرجاء البيضاوي إلى موعد لاحق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انقلاب حسبان انقلاب حسبان



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

GMT 09:43 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

أناقة خبير الرياضيات فيلاني تتغلّب على أزياء ماكرون

GMT 02:38 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد عمور يُعلن خفض ديون "أليانس" للتطوير العقاري

GMT 07:01 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

تعرفي على اتيكيت التقديم وفنونه المختلفة

GMT 09:22 2017 السبت ,28 كانون الثاني / يناير

تعديلات مبهرة في سيارة لامبورغيني "Aventador S"

GMT 07:43 2015 الإثنين ,23 آذار/ مارس

أقراص الكوسا والجبن

GMT 00:05 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تضيء أهرامات الجيزة بالعلمين الفرنسي والروسي

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:23 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

وفاة سائح فرنسي اصطدمت دراجته بحافلة في مراكش

GMT 05:57 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

اندلاع حريق بسوق المتلاشيات في أولاد تيمة

GMT 04:57 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلامية إيمان نبيل تبدي سعادتها بشباب مصر وفكرهم الواعي

GMT 13:48 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

دار "ماكس مارا" تُركّز على صيحة المعاطف الواسعة والضخمة

GMT 21:14 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

دانا فارس تطلق أغنية "تسلم" في "الكريسماس"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca