اختيار مدربي المنتخبات..عشوائية لا تنتهي !!

الدار البيضاء اليوم  -

اختيار مدربي المنتخباتعشوائية لا تنتهي

بقلم :جمال اسطيفي

اتضحت صورة المنتخبات الوطنية في المرحلة المقبلة، بعد أن تم تعيين مدربي المنتخبات في انتظار التعيين الرسمي للبوسني وحيد خاليلوزيتش مدربا للمنتخب الوطني الأول.

لقد أعلنت الجامعة الملكية المغربية عن تعيين الحسين عموتة مدربا للمنتخب المحلي، وباتريس بوميل مدربا للمنتخب الأولمبي، وجمال السلامي مدربا لمنتخب أقل من 20 سنة.

في الوقت الذي أعلنت فيه جامعة كرة القدم عن تعيين لجنتين مهمتهما اختيار مدرب المنتخب الأول والمدير التقني، سيتضح أن الأمر يتعلق بلجنتين صوريتين،

لا دور لهما وأنهما مجرد إكسسوار لتأثيث المشهد والإيحاء أن هناك عملا مؤسساتيا يتم بموجبه الاختيار.

وقد كان من الأفضل في إطار احترام الرأي العام أن يقول بلاغ الجامعة إنه فوض لرئيس الجامعة ومن معه مهمة اختيار المدرب والمدير التقني، بدل الإعلان عن تعيين لجنتين شبيهتين باللجنة التي قيل إنها اختارت المدرب السابق هيرفي رونار.

وهنا لابد أن نتساءل لماذا الإصرار على تكرار نفس الأخطاء وبنفس الطريقة، ولماذا يقبل أغلب أعضاء المكتب المديري أن يتحولوا إلى "كراكيز"، بإقحام أنفسهم في لجنة لا دور ولا قوة اقتراحية لها، اللهم محاولة إعطاء غطاء لعملية الاختيار..

أيضا هل تم التساؤل كيف تتم عملية اختيار المدربين ووفق أية معايير؟

لا أحد يطرح مثل هذه التساؤلات، لأن هناك تسابقا محموما على تقديم الولاء لرئيس الجامعة ومن معه، بدلا من مصارحته بالحقائق المؤلمة والصادمة وبالأخطاء التي يتم ارتكابها في محاولة لتجنبها وعدم تكرارها.

في هذا الصدد لقد كان هناك شبه اتفاق على أن مدرب المنتخب الوطني الأول هو الذي يجب أن يقود المنتخب المحلي، كما هو معمول به في كل المنتخبات الإفريقية، لأن في ذلك ترشيدا للنفقات، واستمرارا لخط التواصل بين المحليين والمنتخب الأول الذي انقطع في التجربة السابقة.

وبدل أن تمضي الجامعة في هذا النهج، فإنها عينت الحسين عموتة مدربا للمنتخب المحلي، مع مقترح بأن يتولى مهمة مدرب مساعد لوحيد، وهو مقترح غريب جدا، والأغرب هو أن يقبله عموتة الذي قاد الفتح للفوز بلقب "الكاف" وقاد الوداد لإحراز دوري أبطال إفريقيا، ونجح في مختلف التجارب التي خاضها كمدرب.

المؤسف هو أن الجامعة عينت عموتة ليس لأنها مقتنعة بمؤهلاته وكفاءته، بل إنها عينته فقط لأن اسمه بات مطروحا كبديل.

لقد كان بمقدور الجامعة أن تعين وحيد خاليلوزيتش مدربا للمنتخب الأول والمحلي في الوقت نفسه، مثلما كان بمقدورها أن تعين عموتة للمهمتين معا، أو باتريس بوميل الذي مددت الجامعة عقده إلى سنة 2022، وتبدو مقتنعة به بشكل جنوني.

وكان بمقدور الجامعة أن تدافع عن اختياراتها، وأن يمضي الجميع إلى الأمام.

لكن للأسف بدل أن تحضر الاحترافية والعقلانية والحكامة في الاختيار وتنزيل القرارات، فإن العشوائية مازالت مسيطرة على المشهد.

ولعل هذا ما يفسر أن النقاش الدائر اليوم والذي تغذيه الجامعة باجتماعاتها ولقاءاتها التواصلية، يهرب إلى النقاشات المفتوحة والشاملة، وليس إلى نقاش متخصص مرحلي وحسب الأولويات..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اختيار مدربي المنتخباتعشوائية لا تنتهي اختيار مدربي المنتخباتعشوائية لا تنتهي



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 11:05 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 20:22 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض الجيل الثاني من "رينو كابتشر" في معرض فرانكفورت

GMT 07:04 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

اوتلاندر PHEV 2019 تتمتع بانخفاض الضرائب

GMT 05:07 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتداء بيجامات النوم خارج المنزل أكثر صيحات الموضة تنافسية

GMT 06:57 2016 الثلاثاء ,19 إبريل / نيسان

أهم 5 ألوان للشعر في موضة صيف و ربيع 2016

GMT 08:05 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

"الجينز المطاطي" يعود من جديد بعد اختفائه عن عالم الموضة

GMT 05:08 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حذاء المحارب الرانجر ""Combat Shoes يُسيطر على موضة الخريف

GMT 19:21 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عاصى الحلانى يحيى ذكرى رحيل وديع الصافى بكلمات مؤثرة

GMT 17:47 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة غنوة سليمان إثر حادث سير

GMT 18:26 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ضبط شخصين حاول اغتصاب قاصر في جبل تاييرت

GMT 05:29 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

منتجع "Mukul" جوهرة مخبأة على شواطئ نيكاراغوا

GMT 09:11 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

جواز الخدمة يدُخل كل مغربي هذه البلد دون تأشيرة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca