اتضحت صورة المنتخبات الوطنية في المرحلة المقبلة، بعد أن تم تعيين مدربي المنتخبات في انتظار التعيين الرسمي للبوسني وحيد خاليلوزيتش مدربا للمنتخب الوطني الأول.
لقد أعلنت الجامعة الملكية المغربية عن تعيين الحسين عموتة مدربا للمنتخب المحلي، وباتريس بوميل مدربا للمنتخب الأولمبي، وجمال السلامي مدربا لمنتخب أقل من 20 سنة.
في الوقت الذي أعلنت فيه جامعة كرة القدم عن تعيين لجنتين مهمتهما اختيار مدرب المنتخب الأول والمدير التقني، سيتضح أن الأمر يتعلق بلجنتين صوريتين،
لا دور لهما وأنهما مجرد إكسسوار لتأثيث المشهد والإيحاء أن هناك عملا مؤسساتيا يتم بموجبه الاختيار.
وقد كان من الأفضل في إطار احترام الرأي العام أن يقول بلاغ الجامعة إنه فوض لرئيس الجامعة ومن معه مهمة اختيار المدرب والمدير التقني، بدل الإعلان عن تعيين لجنتين شبيهتين باللجنة التي قيل إنها اختارت المدرب السابق هيرفي رونار.
وهنا لابد أن نتساءل لماذا الإصرار على تكرار نفس الأخطاء وبنفس الطريقة، ولماذا يقبل أغلب أعضاء المكتب المديري أن يتحولوا إلى "كراكيز"، بإقحام أنفسهم في لجنة لا دور ولا قوة اقتراحية لها، اللهم محاولة إعطاء غطاء لعملية الاختيار..
أيضا هل تم التساؤل كيف تتم عملية اختيار المدربين ووفق أية معايير؟
لا أحد يطرح مثل هذه التساؤلات، لأن هناك تسابقا محموما على تقديم الولاء لرئيس الجامعة ومن معه، بدلا من مصارحته بالحقائق المؤلمة والصادمة وبالأخطاء التي يتم ارتكابها في محاولة لتجنبها وعدم تكرارها.
في هذا الصدد لقد كان هناك شبه اتفاق على أن مدرب المنتخب الوطني الأول هو الذي يجب أن يقود المنتخب المحلي، كما هو معمول به في كل المنتخبات الإفريقية، لأن في ذلك ترشيدا للنفقات، واستمرارا لخط التواصل بين المحليين والمنتخب الأول الذي انقطع في التجربة السابقة.
وبدل أن تمضي الجامعة في هذا النهج، فإنها عينت الحسين عموتة مدربا للمنتخب المحلي، مع مقترح بأن يتولى مهمة مدرب مساعد لوحيد، وهو مقترح غريب جدا، والأغرب هو أن يقبله عموتة الذي قاد الفتح للفوز بلقب "الكاف" وقاد الوداد لإحراز دوري أبطال إفريقيا، ونجح في مختلف التجارب التي خاضها كمدرب.
المؤسف هو أن الجامعة عينت عموتة ليس لأنها مقتنعة بمؤهلاته وكفاءته، بل إنها عينته فقط لأن اسمه بات مطروحا كبديل.
لقد كان بمقدور الجامعة أن تعين وحيد خاليلوزيتش مدربا للمنتخب الأول والمحلي في الوقت نفسه، مثلما كان بمقدورها أن تعين عموتة للمهمتين معا، أو باتريس بوميل الذي مددت الجامعة عقده إلى سنة 2022، وتبدو مقتنعة به بشكل جنوني.
وكان بمقدور الجامعة أن تدافع عن اختياراتها، وأن يمضي الجميع إلى الأمام.
لكن للأسف بدل أن تحضر الاحترافية والعقلانية والحكامة في الاختيار وتنزيل القرارات، فإن العشوائية مازالت مسيطرة على المشهد.
ولعل هذا ما يفسر أن النقاش الدائر اليوم والذي تغذيه الجامعة باجتماعاتها ولقاءاتها التواصلية، يهرب إلى النقاشات المفتوحة والشاملة، وليس إلى نقاش متخصص مرحلي وحسب الأولويات..