مهمة ثلاثية الأبعاد

الدار البيضاء اليوم  -

مهمة ثلاثية الأبعاد

بقلم :بدر الدين الإدريسي

ما بين اختيار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لمدير تقني جديد واستعدادها للكشف عن الربان الذي سيأخذ مكان هيرفي رونار، للإبحار بسفينة الفريق الوطني في تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2021 وكأس العالم 2022، وما بين دعوتها اليوم لعائلة كرة القدم الوطنية إلى تناظر جديد بقصر المؤتمرات محمد السادس بالصخيرات، ما يؤكد على أننا أمام انعطافات كبيرة في مسار تقويم وهيكلة المشهد الكروي الوطني بقاعدة هرمه وبقمته أيضا، ما يرتبط بالمرفق التقني الذي هو بالأساس ضمان النجاحات الكبرى، وما يرتبط بالمحددات الكبرى لتدبير كرة القدم الوطنية، الجماهيرية والنخبوية على حد سواء.

يثير كثيرا من الجدل، ما أقدمت عليه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهي تعين بشكل فاجأ حتى لا أقول باغث الجميع، مديرا تقنيا من جنسية ويلزية، إستحال على البعض أن يجد لذلك تفسيرا، إذ ما الذي يستطيع أن يقنعنا بجدوى إناطة مهمة تدبير ورش الإدارة التقنية الوطنية، لرجل تقني قادم من بلاد الغال، برغم أنه يملك سيرة ذاتية تقول أنه اشتغل بورش الإدارة التقنية في بلاده لـ 12 سنة كاملة من 2007 لغاية 2019؟

الذين لا يتعمقون في قراءة المبحوث عنه في أي مدير تقني، جانب الكفاءة والقدرة على بناء الورش بمقاربات جديدة وحديثة، ذهبوا إلى القول بأننا بالذي فعلناه، نكون كمن يرمي بكرة القدم المغربية في حضن كرة بريطانية نعرف خصوصياتها التقنية التي لا تتطابق كليا مع خصوصياتنا التقنية، وهذا تبئيس للنقاش الذي يجب أن ينصب على الصلاحيات المفوضة في الوقت الحالي للمدير التقني الوطني، والتي يبدو واضحا للجامعة أن أيا من الأطر الوطنية لن يقدر على تحملها.

الإدارة التقنية الوطنية التي قالت الجامعة بأنها أخضعتها لافتحاص دولي، عالج جوانب العمل المؤسسي فيها، يبدو واضحا وقد انتهى عهد ناصر لاركيط بها، أنها بحاجة لكفاءة ميدانية ومهنية، إن نحن وجدناها في إطار تقني ويلزي، فلا يعنى ذلك بأن هذا الرجل سيأتي لكرة القدم بما تراكم في تجربته من خصوصيات المدرسة البريطانية، أبدا، بل إن المنتظر منه، هو وضع مؤسسة الإدارة التقنية فوق أرضية صلبة لتتمتع بكل خصوصيات المؤسسة، أن تتكامل كل الأوراش التي تنكب عليها في العادة الإدارة التقنية الوطنية، ورش تكوين أطر المستوى العالي من كل أجناس الإختصاص، وورش تكوين لاعبي المستوى العالي، وورش إطلاق مراكز التكوين الجهوية التابعة للجامعة ومراكز التكوين التابعة للأندية، وورش إدارة المنتخبات الوطنية وفق منظومة تقنية متناغمة، وكل هذه الأوراش مجتمعة ستقودنا في النهاية إلى نموذج مغربي متفرد تستطيع به كرة القدم المغربية أن تتسيد قارتها وأن تداوم على العالمية.

وشخصيا سأنظر للمدير التقني الوطني، ليس من زاوية جنسيته ولا من زاوية اللغة التي سيتحدث بها، ولكن من هذه المعرفة المكتسبة لديه في إدارة هذا المرفق الحيوي وتسيير مؤسسة ذات بعد إستراتيجي في عمل الجامعة، سأنظر إليها من باب الإضافة النوعية التي سيقدمها للأطر التقنية الوطنية، ولجانب المقاومة في فكره وشخصه لكل عوامل الضغط والإبتزاز التي يوضع تحتها المدراء التقنيون.

وانتظارا للإسم الجديد الذي سيدير شأن الفريق الوطني خلفا لرونار، فإن ما يثيرني فعلا ما قاله رئيس الجامعة السيد فوزي لقجع في حواره الحصري مع «المنتخب» والمنشور في هذا العدد، من أن مقاربة العلاقة بين الناخب الوطني والمدير التقني في المرحلة القادمة، ستختلف عنها في مرحلة سابقة، فبعد أن كانت هناك جسور مانعة تعطي لكل واحد الإستقلالية في القرار عن الآخر، ستتميز العلاقة هذه المرة بالتكامل درءا لكل المفاسد التي يأتي بها هذا القطع أو الفصل بين الأدوار.

ومع حجم النفع الذي يمكن أن يأتي به هذا التقارب بين الناخب الوطني والمدير التقني، فإننا ننتظر من الجامعة أن تحمي هذه العلاقة، من كل ما يمكن أن يحجب وجهها الجميل، لطالما أن الأيام ستبدي لنا في هذا الباب ما نجهله اليوم.

ومع تسمية المدير التقني، ومع القرب من إحلال بديل لرونار على رأس العارضة التقنية للأسود، يأتي تناظر اليوم بالصخيرات ليؤسس لمساحة جديدة للحوار، تناظر يراكم على التناظر الذي كان قبل ثلاث سنوات، ويحاول أن يتقدم بالأندية والجامعة وكافة الفاعلين خطوة على درب صناعة المستقبل القريب للكرة الوطنية، فنحن ما زلنا في مرحلة بناء، بناء الثقة في القدرات على تطهير كرة القدم من كل أشكال الفساد المستشري، وبناء الفكر الخلاق الصانع للحلول، لا الفكر الظلامي الغارق في سواد الأشياء.

اليوم الدراسي هو مناسبة لتؤكد كرة القدم الوطنية حاجتها إلى طاقة إيجابية ترفض الإنكسار أمام ما يتسيد المشهد الكروي الوطني للأسف، من معطلات ومن فكر لا يتصيد إلا الأخطاء لعله يتاجر فيها، وتدفع بالتغيير إلى مناطق متقدمة إلى حيث يشع الأمل الذي لولاه لاختنق الصدر بما لا يطاق..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهمة ثلاثية الأبعاد مهمة ثلاثية الأبعاد



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 11:05 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 20:22 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض الجيل الثاني من "رينو كابتشر" في معرض فرانكفورت

GMT 07:04 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

اوتلاندر PHEV 2019 تتمتع بانخفاض الضرائب

GMT 05:07 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتداء بيجامات النوم خارج المنزل أكثر صيحات الموضة تنافسية

GMT 06:57 2016 الثلاثاء ,19 إبريل / نيسان

أهم 5 ألوان للشعر في موضة صيف و ربيع 2016

GMT 08:05 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

"الجينز المطاطي" يعود من جديد بعد اختفائه عن عالم الموضة

GMT 05:08 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حذاء المحارب الرانجر ""Combat Shoes يُسيطر على موضة الخريف

GMT 19:21 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عاصى الحلانى يحيى ذكرى رحيل وديع الصافى بكلمات مؤثرة

GMT 17:47 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة غنوة سليمان إثر حادث سير

GMT 18:26 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ضبط شخصين حاول اغتصاب قاصر في جبل تاييرت

GMT 05:29 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

منتجع "Mukul" جوهرة مخبأة على شواطئ نيكاراغوا

GMT 09:11 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

جواز الخدمة يدُخل كل مغربي هذه البلد دون تأشيرة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca