بقلم - جمال اسطيفي
أنهى المنتخب الوطني لكرة القدم تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2019 المقررة في مصر بتعادل خارج ملعبه أمام منتخب مالاوي بدون أهداف، في مباراة غاب عنها اللاعبون الأساسيون الذين فضل رونار إبقاءهم بطنجة استعدادا للمباراة الودية التي ستجمع "الأسود" بمنتخب الأرجنتين غدا الثلاثاء.
رغم الاكتفاء بنتيجة التعادل، فقد كانت هناك بعض المكاسب الإيجابية للمباراة، فأسامة الإدريسي الذي خاض أول مباراة اتضح أنه ربح كبير للمنتخب الوطني، والأمر نفسه ينطبق على لاعب حسنية أكادير كريم باعدي الذي قدم مباراة جيدة، بالإضافة إلى المهدي بوربيعة لاعب ساسولو الإيطالي.
من الجيد أن يوسع الناخب الوطني هيرفي رونار قاعدة الاختيار بهدوء في إطار الاستمرارية وأن يجد بدلاء في المستوى، فالمشاركة في كأس إفريقيا للأمم تفرض أن يتوفر المدرب على كل الأسلحة الممكنة، وأن تكون هناك تنافسية في المراكز حتى تكون المشاركة في المستوى الكبير.
حتى يظهر المنتخب الوطني بأفضل صورة في كأس إفريقيا للأمم بمصر فإنه يحتاج إلى انسجام وتكاثف وأن يضع الجميع اليد في اليد.
فإذا كان المنتخب الوطني يتوفر على مجموعة مميزة من اللاعبين التي بإمكانها أن تنافس على اللقب، إلا أن العديد من الأمور المرتبطة بهوامش المنتخب الوطني مثيرة للقلق.
ففي الوقت الذي يصر فيه رئيس الجامعة فوزي لقجع على أن المنتخب الوطني لن يتنازل عن اللقب، فإن رونار دعا الجميع إلى الحذر لأن بحسبه الكلام شيء وحقيقة الميدان شيء آخر، مشيرا إلى أن المنتخب الوطني ليس الوحيد الذي سيشارك في الكأس الإفريقية، وأن هناك منتخبات متميزة بإمكانها أن تنافس بقوة ضمنها منتخب مصر المنظم والسنغال ونيجيريا والجزائر وتونس وغيرها، قبل أن يؤكد أنه شارك في كأس إفريقيا سبع مرات وفاز بلقبين ويتحدث كتقني يعرف هذه الكأس جيدا، كما أعطى مثالا بما عاشه المنتخب الوطني مع البلجيكي إيريك غيريتس قبل "كان" 2012، عندما كانت التصريحات موغلة في التفاؤل وتتحدث عن انتزاع اللقب، قبل أن يخرج المنتخب الوطني من الدور الأول.
ليس هذا فقط ما يحدث في محيط المنتخب الوطني، فهناك اليوم من يحاول الترويج بأن المدرب المساعد باتريس بوميل هو الذي يقوم بكل شيء، وهذا هراء بطبيعة الحال فبوميل عضو في الطاقم التقني، ولا يمكن أن يتجاوز دور المدرب، وفي الطرف الآخر هناك من يتحدث عن أن بوميل ليست له علاقة جيدة مع معظم اللاعبين، وهذا بدوره ليس دقيقا.
وهنا وهناك ثمة هجوم تجاوز كل الحدود ضد رونار، الذي لا يتواصل، والذي تسبب في خسارة الأولمبيين ذهابا بهدفين لصفر أمام الكونغو الديمقراطية، والذي ليس مستبعدا أن يكون مسؤولا عن الهجوم الإرهابي الذي عرفته نيوزيلندا !!
إن المنتخب الوطني ينتظره رهان كبير جدا وهو كأس إفريقيا، وهو ما يقتضي أن تكون الأجواء مناسبة وصحية حتى يحقق الفريق الوطني حلم المغاربة.
النقد الإيجابي مطلوب والتنبيه إلى الأخطاء وإبداء الملاحظات ضروري، فليس هناك مدرب أو مسؤول فوق النقد البناء، أما "شد ليا نقطع ليك"، والحروب الفارغة والتصريحات الطائشة فإنها لن تكون مفيدة أبدا.