بقلم عبد الرحمن الهواري
رأي معظمنا الأحداث المؤسفة التي وقعت بفرنسا خلال فعاليات كأس الأمم الأوروبية والتي تستضيفها خلال الشهر الجاري، والتي نشبت بين أنصار منتخب إنجلترا والمنتخب الروسي ووقع عنها ضحايا يفوقوا الـ30 بخلاف التلفيات في الممتلكات العامة.
لا يجب أن ننكر تشفي بعض الرموز في عالم كرة القدم وعدد من القيادات مما حدث في فرنسا، وقالوا بأن هذا دليل بأن شغب الملاعب يحدث في كل مكان ولا يقتصر على مصر فقط وأن الحل هو مواجهة ذلك بقبضة أمنية قوية تحجم خرابهم وشغبهم على حد قول تلك القلة القليلة من محدودي الفكر.
ولم يكلف هؤلاء أنفسهم بالنظر إلى الصورة الشاملة في كيفية تصدي الشرطة الفرنسية لتلك الواقعة وكيف قامت بتفريق المشاغبين ومحدثي الشغب، بخلاف طبعاً التواجد السريع لقوات الحماية المدنية التي لولاهم لكانت الأمور فاقت التوقعات.
وعند النظر إلى ما حدث فأنك تجد المشاجرة وقعت بين أنصار دولتين كبيرتين وليس مجرد خلاف في الرأي حول كيفية التشجيع، بالإضافة فأن الشرطة ليست عنصر في "الخناقة" ولكنها الحل لفض ذلك النزاع.
وعند المقارنة بين أحداث الشغب التي حدثت في فرنسا ومثيلتها في مصر، مع أن المقارنة ظالمة لكل الطرفين، فأولاً سنجد في فرنسا المشاجرة وقعت بين أنصار دولتين، وهنا على سبيل المثال وقع ضحايا من مشجعي نادي الزمالك في تطور غريب من الداخلية "الوطنية" من أجل منعهم من حضور مباراة أو محاولة سيطرة غاشمة أدت إلى موت العشرات.
بخلاف أحداث بورسعيد والتي راح ضحيتها 72 مشجع من أنصار الأهلي، وعشرات من مشجعي النادي المصري بسبب عدم كفاءة الداخلية في السيطرة على الوضع وإطلاق العنان للمشجعين لإبراز عنفهم تجاه بعضهم البعض.
وبدل التشفي يجب أن يتعلم هؤلاء كيف يتم معاملة البشر، وكيفية تحجيم المشكلة قبل أن تصبح كارثة، فإصابة 30 فرد بجروح مختلف عن موت فرد واحد وهو أمر لم يحدث في فرنسا منذ انطلاق اليورو لنفكر هل نحن بشر!!.