بقلم: عبد الإله المتقي
أن غادر جمال سلامي الرجاء قبل 15 سنة تقريبا، خاض عدة تجارب، وترك بصمة في أغلب الفرق التي دربها، لكن المطلوب منه اليوم ليس هو ترك بصمة، بل ترك ألقاب، فهل يستطيع؟
أولا، يتوفر جمال سلامي على كل المؤهلات المطلوبة في المدرب العصري: النظرة الموفقة، ومواكبة التطورات، والاستقامة في تدبير الفريق، غير أنه أظهر في أغلب التجارب التي خاضها، أنه من نوع المدربين الذين يحتاجون إلى الوقت، لكي يبنوا فريقا بشكل تدريجي.
ولكن الوقت سيكون أول خصم سيواجه سلامي في مهمته الجديدة، ليس بحكم لهفة جماهير الرجاء على الألقاب، بل بحكم اقتراب المواعد الكبرى، خصوصا الديربي العربي أمام الوداد ومباريات عصبة الأبطال، من جهة، وعدم تمكنه من الاستفادة من أبرز اللاعبين، في فترة توقف البطولة، من جهة ثانية، إما لوجودهم مع المنتخبات الوطنية (بدر بانون وحميد أحداد وسفيان رحيمي وأيوب نناح وزكرياء الوردي)، وإما بسبب الإصابة (أنس الزنيتي وسند الورفلي وعمر بوطيب وعبد الإله الحافظي).
ثانيا، بغض النظر عن الغيابات، وضيق الوقت، فإن الرجاء يعاني، كما كتبنا هنا أكثر من مرة، أزمة لاعبين قادرين على قيادته نحو الألقاب، وضعف المنافسة على المراكز، لدفع اللاعبين الأساسيين إلى الاجتهاد، ومنذتقديم الحلول في الأوقات الصعبة، وهذا أمر كان منتظرا، بعد التفريط في لاعبين من حجم محسن ياجور وزكرياء حدراف، وعدم جلب لاعبين في مستواهما، وإصابة الحافظي وبوطيب، وعدم تعويضهما أيضا، كما أن حميد أحداد لم يقدم الإضافة المرجوة منه إلى حد الآن.
ثالثا، في الوقت الذي تنعم فيه فرق أخرى بالاستقرار، مثل الوداد ونهضة بركان وحسنية أكادير، فإن الرجاء قام بتغيير نصف فريق تقريبا، ثم غير الطاقم التقني بأكمله، في توقيت صعب.