"سايس سايس" ولينا طامعين

الدار البيضاء اليوم  -

سايس سايس ولينا طامعين

بقلم: منعم بلمقدم

كانت هذه الجملة التي غلبت على نقاشات جماهير الفريق الوطني في المقاهي بعد مباراة كوت ديفوار، لأن ما حدث كان شبيها بمنعش أو «سيروم» أعاد ترياق الحياة لشخص يحتضر.
ولينا طامعين من مباراة واحدة من 90 دقيقة، قد لا تبدو القراءة واقعية ولا هي منطقية لكن من كان سببا في إشاعة هذا الإنطباع الحسن وهذه الروح المتفائلة، هو التحول الجذري والراديكالي للأسود من رعشة واضحة أمام ناميبيا والتي كانت استمرارية لنفس رعشة مباراتي مراكش الوديتين أمام غامبيا وزامبيا، لمنتخب يلعب بإيقاع مونديال ويستحضر "غرينطا" وشخصية البطل وهو يواجه منتخبا إفريقيا كبيرا من طينة كوت ديفوار.
صحيح أننا لم ننتصر بحصة ساحقة كي يكبر هامش الحلم والتفاؤل لهذه الدرجة، وصحيح أننا لم نقس على الأفيال كما كان ينبغي نحلم بنجمة ثانية في الأهرامات الفرعونية، لكن أداء أمرابط وباقي الرفاق وحتى من كانوا بالأمس القريب يقدمون أداء سيئا وأخص بالذكر يونس بلهندة، كان كافيا ليصدر هذه السعادة للجماهير التي أصبحت ترى ما حدث قبل 40 سنة في الأراضي الإثيوبية من الممكن تكراره هذه المرة أيضا بالقاهرة.
ولينا طامعين لأننا انتظرنا مرور مباريات الإفتتاح في كل المجموعات، إنتظرنا ردات فعل الحيتان الكبيرة بعد خجل ودهشة المباراة الأولى ولم يظهر بكل صدق منتخب يملك جينات البطل أو منتخب يرسم تفوقا على البقية باستثناء 4 منتخبات أرى أنها تملك هذه الخاصية.
راقني كثيرا منتخب محاربو الجزائر وهو منافس خطير ويستمد خطورته من الجالس في كرسي احتياطه والذي ليس سوى إبن البلد جمال بلماضي، لأنك حين تعاين بلماضي يضع ثقته في لاعب الترجي البلايلي ويجلس ابراهيمي نجم بورطو البرتغالي احتياطيا فأنت هنا بحضرة مدرب ماكر قد يحول ثعالب الصحراء لوحوش ضارية في هذه النسخة.
ورغم خسارة المنتخب السينغالي إلا أنه أبرز ملكات المنتخب القوي الذي لن تنال خدوش الهزيمة أمام الجزائر من أسهمه وسيكون له شأن في مصر، ومنتخب غانا القوي بدنيا ويمكنني وضع مصر ونيجيريا والكامرون في ذات السلة، لأن هذه المنتخبات الثلاث تملك خصوصيات ألمانية ممكن أن تغدر بك دون أن تقنع ويتطور مستواها بتدرج المباريات.
ولينا طامعين لأن  ما قلته حين غادر عبد الرزاق حمد الله معسكر الأسود، تأكد وقلت بالصوت والصورة والقلم أن فيصل فجر ونبيل درار سيشحنون باقي الكتيبة الفرنسية التي قيل أن تحالفت ضد إبن آسفي، لتأكل «الكازون» مع رونار وسيصبح لرونار أكثر من حمد الله داخل الأسود، ولعل إشارة النصيري وحركته بعد الهدف، وكيف طار لاعبو الإحتياط فرحا وتوجهوا صوب المسجل، وبعدها هبوط لقجع للملعب ليعانق اللاعبين فردا فردا، وختمها رونار وهو يترك الجميع ويقصد حكيم زياش ليرمم كرامته قبل معنوياته ويسعفه قبل أن يتعفن جرح الكبرياء.. قلت كل هذه الإشارات مجتمعة هي من تصنع الفريق البطل وتتيح أمام الجمهور حقه في أن يطمع قبل أن يطمح.
لن أنساق بكل تأكيد خلف موجة التفاؤل الهادر وأريده تفاؤلا حذرا، فما قدمته مبارتا ناميبيا وكوت ديفوار هما نقيضان لا يتيحان في رأيي المتواضع أي إمكانية لإصدار هكذا أحكام قيمة بهذه السعة من الحلم، لأنه لو قدر الله وسجل كودجيا هدفه في أول دقيقة ولو لم يخرج المحارب والفدائي الرائع رومان سايس الكرة من خط المرمى، وليست هذه المرة الأولى التي يفعل فيها هذا، لعشنا ربما فصول ما حدث أمام زامبيا بمراكش لما ساهمت رصاصة هذا المنتخب النحاسي في انهيار معنوي مبكر إنتهى باستقبال 3 أهداف على ملعبنا.
من أحدث ذلك الإنقلاب الإيجابي أمام كوت ديفوار هو رومان سايس، لأنه وعلى طريقة التنس حول كرة «البريك» لمصلحة الفريق الوطني فنفذها بنجاح يوسف النصيري..
لا تعجبني أغاني الراي والموجة التي تتبعها،  صحيح ولينا طامعين، لكني أعتذر منكم في استلهام مقطع من السرحاني في فرملة هذا الحلم وقليلا «سايس سايس».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سايس سايس ولينا طامعين سايس سايس ولينا طامعين



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 09:38 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

«بوليساريو» الداخل..!

GMT 09:46 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

برودكوم تعرض الاستحواذ على كوالكوم مقابل 130 مليار دولار

GMT 01:09 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

Poison Girl Unexpected الجديد من "ديور" للمرأة المفعمة بالأنوثة

GMT 18:56 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

الأهلي يخطف كأس السوبر بعد الانتصار على المصري بهدف نظيف

GMT 18:18 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

تامرعبد المنعم يصالح محمد فؤاد في حفلة زفاف

GMT 21:31 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

مدينة تاوريرت تستقبل حافلتين من اليهود

GMT 04:47 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

توقيف أحد مهربي المواد المخدّرة في مدينة بركان

GMT 23:59 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مواهب صغيرة تُشارك في الموسم الثاني لـ "the Voice Kids"

GMT 21:14 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

فوائد عصير البطيخ المر في القضاء على الخلايا السرطانية

GMT 19:59 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

دار "LAVINTAGE" تغازل الباحثات عن الأناقة في مجوهرات 2018

GMT 06:17 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

دور المثقف في المجتمعات العربية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca