بقلم: محمد الروحلي
يعيش فريق حسنية أكادير لكرة القدم منذ بداية الموسم الجاري، وضعية جد مقلقة على مستوى النتائج، كما أن الأداء لا يرقى إلى ما كان يقدمه الفريق السوسي من عروض شدت أنظار المتتبعين. وسواء على مستوى كأس الاتحاد الإفريقي أو مباريات البطولة الوطنية أو حتى كأس العرش، فإن القاسم المشترك منذ بداية هو التواضع، وكان آخرها الهزيمة أمام نهضة بركان بهدف لصفر، في مباراة حرم خلالها الفريق الأكاديري من ضربة جزاء واضحة، إلا أن ذلك لم يكن سببا مباشرا في الهزيمة، مادام الأداء في مجمله كان سلبيا وعلى جميع المستويات.
تراجع يعتبره المتتبع العادي غير مبرر بحكم أن الفريق يعيش نوعا من الاستقرار المطلوب إداريا وتقنيا وتشكيلا قارا، لكن العارف بخبايا الأمور يقف على حقيقة ما يجري والأسباب المباشرة وراء هذا الاستعصاء غير المبرر والمفاجئ.
فهناك ما يشبه الإجماع داخل البيت الأكاديري، على أن سبب هذا التراجع أو عدم الإقناع يعود إلى افتقاد الربان التقني إلى البوصلة التي كان يهتدي بها للطريق الصحيح، حيث تاه وسط دوامة من المشاكل وزج نفسه وسط صراعات هامشية، لا علاقة له بها، ولاتهمه بالمرة، لا من قريب ولا من بعيد.
الربان الذي نتحدث عنه هو الأرجنتيني ميغيل غاموندي الذي تحول بقدرة قادر من مدرب يشهد له بالكفاءة، والمسؤول المباشر عن كل ما يهم الأمور التقنية، إلى شخص مزعج ومثير للمشاكل، يقحم نفسه في كل شيء، بل أعطى لنفسه صفة الآمر والناهي متجاوزا لاختصاصاته، ورافضا حتى لقرارات المكتب المسير الإدارية والمالية.
منذ حوالي سنة تقريبا شن الأرجنتيني حربا شعواء على كاتبة إدارية يشهد لها بالكفاءة والخبرة والدراية والالتزام المهني، خاصة في المجال المحاسباتي، مما أدى إلى إبعادها عن محيط النادي، نزولا عند رغبة هذا المدرب الذي تحول إلى شخص غريب الأطوار، إلا أنه بعد تأسيس الشركة الرياضية اضطر المكتب إلى استعادة الكاتبة المذكورة، نظرا للحاجة الملحة لخدماتها بحكم خبرتها الطويلة، إلا أن صاحبنا غاموندي، عاد ليقف حجرة عثرة أمام عودتها.
وفي إطار دائما تقوية الهيكلة الإدارية التي يسعى إليها النادي، تم التعاقد مع مدير إداري مجرب يشهد لها بالتجربة والخبرة، وهنا ظهر مرة أخرى “فيتو” السيد غاموندي، بل الأمر لم يقف عند هذا الحد، إذ طالب رئيس الفريق بالاستغناء حتى عن امرأة منظفة بدعوى أن الماء الذي تستعمله في عملية تنظيف جنبات مقر النادي به سحر وشعودة.
غاموندي هذا الذي لجأ إلى أكادير طالبا منصب شغل بدون أي شروط، بعد أن أغلقت أمامه كل المنافذ والأبواب، سواء بالخليج العربي أو الجارة الجزائر، قبل في بداية الأمر بمنصب مسؤول عن الفئات الصغرى، ومع توالي الأيام منحه المكتب المسير الثقة لقيادة الفريق الأول، بعد رحيل عبد الهادي السكيتوي، فجاءت النتائج إيجابية نظرا لوجود مجموعة من الأسس الإيجابية، وليس بفضل عمله هو فقط، إلا أن إيجابية المرحلة واستحسان الجمهور لطريقة تدريبه، وقطفه لثمار عمل من سبقوه، جعله يتمادى في هذيانه إلى درجة الاعتقاد أنه يمكن أن يتحول إلى مالك للنادي، وصاحب الأمر والنهي، حتى في أمور تتجاوز الجانب التقني.
انه بفعل إشكال حقيقي نزل كالصاعقة على مسؤولي النادي، فتخوف المكتب المسير من زعزعة استقرار الفريق، والتأثير على تماسكه، أو احتمال حدوث رد فعل احتجاجي من طرف جزء كبير من الجمهور في حالة رحيله، جعل هذا المدرب يواصل تماديه في تجاوزات مرفوضة تماما، بل دخل في نوع من الابتزاز والمساومة، وعدم الانضباط، وغياب المتكرر عن الحصص التدريبية.
للإشارة فجامعة كرة القدم منحت غاموندي رخصة استثنائية لتدريب الحسنية لعدم توفره على دبلوم من صنف ألف، كما يقتضي ذلك القانون، فهل ما يزال هذا الترخيص المؤقت مستمرا إلى ما لا نهاية؟