جماهير الرجاء وتجار الوطنية

الدار البيضاء اليوم  -

جماهير الرجاء وتجار الوطنية

بقلم: منعم بلمقدم

حماقات كثيرة وهلوسات رمضانية وعلماء جهابذة برزوا للساحة في الفترة الحالية ليقدموا فتاويهم و يوزعوا صكوك الوطنية على هذا و يجردوا الآخرون منها..
ما يحدث اليوم من ضجيج وغوغائية في النقاشات وتصدير الشعبوية لخلق الله٬في محطات الأثير و عبر مواقع زاغت عن السكة ٬هو ظاهرة متأصلة فينا وداخل مجتمعنا الفرق فقط أنها أخذت بعدا إشعاعيا كبيرا بسبب الفيسبوك ومنصات التواصل الإجتماعي فانتشرت كما تنتشر النار في التبن..
أنا هنا أتحدث عن العداء الأصيل الموجود منذ زمن بين جماهير الأقطاب الكروية و غرماء الجلد المدور في كل بلاد الدنيا٬والبعض ركب على تعاطف يصعب الحكم إن كان مشروعا مباحا أو مكروها حراما لجماهير الرجاء مع الترجي و مناصرتهم للزمالك على حساب نهضة بركان٬ فانطلق الفقهاء في تخوين هذا و رمي الثاني بصفة العميل و هكذا..
لن أنصب نفسي قائما بأمر الله يجرد أي كان من وطنيته لا لشيء سوى لأنه يقدس اللون الكروي الذي ينتمي إليه و يكره لون الغريم٬خونة الوطن ليست هذه الفئة الهشة من المجتمع التي يأكلها الفقر و تقهرها الحاجة وتجعل من الكرة المتنفس و الملاذ.
أن يناصر الرجاوي فريق الترجي في حدود التنابز و» الشدان» المسموح به في عرف الكرة فهذا لا يعطي الشرعية لأي كان كما نسمع هذه الأيام من بعض المتقولين كي يجردوا الرجاويين من وطنية تربوا و نشأوا عليها.
وكم كان قاسيا حسن ناضر و مبالغا في الطرح حين ذهب بعيدا ليؤكد أنه كل من لا يريد للوداد أن تنتصر في تونس فعلي» أن يخوي البلاد».. وما هكذا تورد الإبل في نقاشات الإختلاف الذي هو أساس الرحمة..
في إسبانيا يستحيل أن يفرح مناصر برشلوني لانتصار ريال مدريد٬و العكس صحيح ٬بل مستحيل في مدار العاصمة أن يسعد واحد من جماهير الريال لفوز الجار الأتلتيكو و لا أحد يتجرأ هناك على وصف إحدى الضفتين بالخيانة..
في أنجلترا الأمر أفضع بين قطبي مانشستر وأقطاب العاصمة لندن فيستحيل تصور مثلا أن مناصرا من تشيلسي يسعى لخير أرسنال أو طوطنهام وحين يخسر ليفربول أوروبيا يقيم أنصار إيفرطون سهرات تستمر حتى الصباح نكاية و سخرية من شياطين الليفر و لا تقام جنائز و مندبات التخوين وتوزيع صكوك الوطنية بينهم..بل من المخجل أن يفتحوا هكذا نقاش بينهم لأنه من صميم التعدي على الحريات الفردية..
بين ميلان و الأنتر و روما ولازيو حكايات شماتة هذا الطرف من الثاني لا تكاد تنتهي٫ وفي هولندا أقامت جماهير فينورد عرسا بسقوط أجاكس الذي أدمى قلوب الهولنديين أمام طوطنهام واحتفل أنصار فينورد مع الفريق الأنجليزي في مقر الفريق و لو حدث ذلك عندنا لأهدر دم الفريق المعني..
ولماذا نذهب بعيدا٬فحين واجه الزمالك المصري نادي نهضة بركان كانت بلاطوهات و قناة الأهلي تتحدث عن نهضة بركان و كأنها ملحق تابع لفريق القرن الإفريقي٫ بل أن شوبير حارس المنتخب المصري السابق و الأهلي لا يخفي متمنياته بسقوط الزمالك ومنصور أي كان شكل و لون المنافس و لأنه شعب حضارة لا أحد يفصل عباءة الوطنية على مقاسه هناك ليضعها على أكتاف هذا ويجرد الثاني منها..
أنا هنا لا أحرض الرجاويين على كراهية الوداد لأنها أصلا مغروسة لديهم و العكس صحيح٬ بل ثابت بالدليل في مناسبات سابقة ..لكن ما شددت عليه هو أن لا يخرج هذا الشدان عن حدود الإحترام ومساحة التقدير و عدم تجاوز الأسلاك الشائكة و الخطوط الحمراء بأن يتمنى هذا الأذى للثاني..
للذين خرجوا من جحورهم ليتاجروا باسم الوطنية و يركبوا على صهوة جماهير الرجاء ليقدموا أنفسهم أوصياء على الوطن أقول لهم زمن الريع و» الكريمات» انتهى وابحثوا عن شماعة ثانية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جماهير الرجاء وتجار الوطنية جماهير الرجاء وتجار الوطنية



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء

GMT 14:11 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

جمعية خيرية تنظيم حملة للتبرع بالدم في تاوريرت

GMT 09:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيقاف وسيط في تجارة الممنوعات بالقصر الكبير

GMT 04:03 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب تربوي جديد للدكتور جميل حمداوي

GMT 13:41 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ليلى أحمد زاهر تهنئ هبة مجدي بخطوبتها
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca