بقلم:المهدي الحداد
إقترب الموعد ودنا الحلم، وأسابيع معدودات فقط تفصل العالم عن عرسه الكروي الصاخب، هناك حيث ستتوقف الكرة الأرضية عند خطوط طول الأراضي الروسية لمدة شهر.
100 يوما بالتمام والكمال هي المدة الزمنية التي باتت تفرقنا عن 14 يونيو المقبل تاريخ الإنطلاق، و3 أشهر ونيف قنطرة قصيرة نسير فيها بسرعة البرق، لنبلغ موعد البداية إن شاء الله، ومعه رحلة التحدي والأحلام العائدة بعد غياب عقدين كاملين.
الكل ينتظر ويترقب، والمغاربة بشكل خاص يتأهبون للحدث الأعظم على كافة الأصعدة، من مسؤولين إلى جامعة ومدرب ولاعبين، وصحافة وجمهور في مشهد رائع وتلاحم فريد قل نظيره.
الجميع يريد الذهاب إلى روسيا، وأغلب الأنصار خططوا وهندسوا الرحلات إلى بلاد الدببة، ورتبوا المواعيد في إنتظار التأكيد النهائي، ومواقع الخطوط الجوية المختلفة والفنادق الروسية أصبحت الوجهة الأولى للمدمنين وغير المدمنين على الأنترنيت وشبكات التواصل الإجتماعي، حيث لا حديث إلا عن العروض والأسعار و«الهمْزات.»
تعبئة جماهيرية كبيرة بدأت منذ تأهل الأسود إلى أبيدجان شهر نونبر من السنة الفارطة، وإجتماعات ماراطونية تدور منذ أسابيع بين عدة قطاعات رياضية وسياحية وجمعيات المحبين، لتسهيل مأمورية العشاق والراغبين في ركوب الحلم الروسي وتشجيع الفريق الوطني في معاركه مع عمالقة العالم.
لا بد من التدخل الحكومي مجددا كما كان بموقعة أبيدجان، والحيلولة دون الفوضى والإستغلال الذي تنهجه بعض وكالات الأسفار، بالحرص على وضع تسعيرات موحدة لمختلف النجوم والعروض، والعمل على بناء جسور جوية بين المدن المغربية والروسية، تسمح للجماهير المالكة للتذاكر من موقع الفيفا بالتنقل بسلاسة وهدوء وتنظيم قبلي وبعدي محكم.
وهنا أستحضر الخطوة المحترمة التي قامت بها قبل 4 سنوات الجارة الجزائر، بإشراف رئاسي وحكومي مباشر على سفر مشجعي المحاربين إلى البرازيل، وذلك بوضع جسر جوي ونقل أكثر من 5000 مناصرا بتكلفة مالية لا تتجاوز 4000 أورو للفرد الواحد، تمكنه من تذاكر الطائرة ذهابا وإيابا وحضور المباريات الثلاث، والإقامة طيلة مدة منافسة الدور الأول بفنادق 3 نجوم مع التنقل بين المدن البرازيلية والقيام بزيارات وإكتشافات سياحية، مع وعود بعدم تسديد أي أورو إضافي في حال تأهل المنتخب إلى الدور الثاني.
100 يوما فترة كافية لنا لوضع اللمسات الأخيرة بين جميع المتدخلين والراغبين في مؤازرة الأسود عن قرب بروسيا، وبدء العد العكسي لترتيبات السفر بكل هدوء وتدقيق، تماشيا مع ما يفعله باقي شعوب العالم الذين تسري في دمائهم روح التنظيم والتأطير والمساعدة.
الإيسلنديون الذين سيحضرون بالمناسبة لأول مرة كأس العالم كمشاركين، أنهوا كل تفاصيل رحلاتهم إلى روسيا برقم خرافي سيتجاوز 50 ألف متفرج، والجمهور الهولندي والأمريكي هندس بأعداد غزيرة عطلته جنبا إلى جنب المشجعين الآخرين، رغم عدم تأهل الطواحين وأبناء العم سام إلى العرس الكروي، وعشاق البطولة والفرجة بجميع الجنسيات والأديان يتهافتون على مقاعد بالملاعب وأسرّة بالفنادق، للمشاركة في اللوحات التي ستُعرض والمساهمة فيها.
100 يوما سباق السرعة النهائية للرئيس فوزي لقجع والناخب هيرفي رونار لتجهيز العدة والعتاد، وللإعلاميين ليرتبوا الأفكار ويواكبوا التحضيرات ويستعدوا للتغطيات، وطبعا للجمهور المغربي الكبير ليسارع إلى شراء آخر التذاكر وحجز الرحلات.
فلنتوحد جميعا ولنتأهب للمونديال بأجمل ثوب وأرقى عقلية، فكل مغربي بروسيا سيحمل قبعة السفير بين سفراء العالم، ومن يخطط للشغب والفوضى وتشويه سمعة الوطن فليلزم بيته، لأن كأس العالم أكبر من مجرد رحلة إسكتشافية وسياحية.