تهور بالحسيمة

الدار البيضاء اليوم  -

تهور بالحسيمة

بقلم - محمد الروحلي

شهدت إحدى الحصص التدريبية لفريق شباب الحسيمة لكرة القدم هذا الأسبوع، تهجم أفراد من الجمهور المحلي على لاعبي الفريق، حدث هذا بملعب ميمون العرصي، في غياب كلي للأمن سواء العام أو الخاص، كما اختفى مسؤولو الفريق عن الأنظار. حسب أخبار من عين المكان، فإن مجموعة ممن يدعون حبهم للفريق، اقتحموا أرضية الملعب، بعدما كانوا يتابعون التداريب من المدرجات، حيث نزلوا مباشرة بعد انتهاء الحصة، قاصدين لاعبين معينين، في محالة للاعتداء عليهم.

تحولت الحصة التدريبية إلى ساحة للاشتباك، بعض رفض بعض اللاعبين هذا الأسلوب الفض في الاحتجاج، مما ساهم في تأجيج شرارة المواجهة، إذ تم الاعتداء بالضرب على اللاعبين، فضلا عن سرقة بعض الهواتف الخاصة بهم.

أسباب هذا التهور في الاحتجاج غير الحضاري، يهم تراجع أداء بعض اللاعبين خلال مقابلات البطولة، وكذا “تهاونهم” في تأدية مهامهم على أحسن وجه، وعلى هذا الأساس تم تحميلهم مسؤولية النتائج السلبية، والتي كانت سببا في نظر المحتجين في تواجد الفريق بمؤخرة الترتيب، ووضع قدم أولى بالقسم الثاني على بعد 3 دورات.

بعد هذا الاعتداء المرفوض، قرر بعض اللاعبين التوجه نحو المصالح الأمنية، قصد تحرير محضر لمتابعة المعتدين، وكذا استعادة بعض لوازمهم الخاص التي تم سرقتها أثناء الهجوم.

هو سلوك غارق في الفوضى والتهور من جمهور يدعي الحب والدعم للفريق ويحمل المسؤولية كاملة للاعبين، عوض البحث عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التدهور المزمن لنتائج شباب الحسيمة، قد يكون هناك بعض التهاون أو عدم الشعور بالمسؤولية من طرف بعض اللاعبين، لكن لماذا التوجه بالذات نحو العناصر القادمة من خارج المدينة أو المنطقة، ولماذا لا يحاسب المسؤولين الذين يتحملون مهمة قيادة الفريق.

فالفريق الحسيمي دخل منذ سنوات في دوامة أزمة خانقة، وهى وضعية لا يحسد عليها، بعد تفاقم المشاكل من مختلف الجوانب، والدليل الهزيمة الثقيلة التي مني بها في أول دورة من بطولة هذا الموسم بحصده هزيمة قاسية أمام الرجاء البيضاوي بستة أهداف دون رد، لتتوالى بعد ذلك سلسلة النتائج السلبية إلى حدود الدورة السابعة والعشرين.

وفي الوقت الذي كانت فيه الأندية الوطنية تستعد للموسم الكروي، وجد الفريق الحسيمي نفسه بدون مكتب مسير، ولا ملعب، ولا موارد مالية كافية، مما أزّم وضعيته بشكل يهدد تواجده داخل بطولة القسم الأول، وجعله في تخبط دائم دون تسيير واضح المعالم.

تأخر في صرف الرواتب لعدة أشهر، بدون مكافأة التوقيع، مع العلم أن مجموعة من اللاعبين ينتمون لأسر تقيم خارج الإقليم، كما أن هناك من يتحمل مسؤولية عائلاتهم، مما يفرض على البعض اللجوء للاقتراض قصد تغطية المصاريف اليومية، ورغم الوعود التي قدمت لهم من طرف السلطات المحلية وبعض الفعاليات الاقتصادية، فإن شيئا لم يحدث.

فكيف تناسى المعتدون كل هذه العوامل السلبية والحيثيات غير المقبولة، وتوجهوا مباشرة نحو اللاعبين المغلوبين على أمرهم، والأكثر من ذلك الاعتداء عليهم وسلب أمتعتهم، إنها قمة الفوضى وحالات التسيب.

الأمر يقتضي أولا معاقبة المخالفين، وثانيا البحث عن حلول عاجلة لمشاكل الفريق المتراكمة، أما البقاء أو النزول للقسم الثاني، فهذا مرتبط بما سيحققه الفريق من نتائج، وانتظار نتائج باقي الفرق التي تصارع هي الأخرى بالمراكز المتأخرة.

وعموما، فالنزول تحصيل حاصل نظرا لوجود مجموعة من المواسم الكارثية، وهذا ليس مفاجأة ولا خطأ فرد أو فردين…

عن صحيفة بيان اليوم المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تهور بالحسيمة تهور بالحسيمة



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 11:05 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 20:22 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض الجيل الثاني من "رينو كابتشر" في معرض فرانكفورت

GMT 07:04 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

اوتلاندر PHEV 2019 تتمتع بانخفاض الضرائب

GMT 05:07 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتداء بيجامات النوم خارج المنزل أكثر صيحات الموضة تنافسية

GMT 06:57 2016 الثلاثاء ,19 إبريل / نيسان

أهم 5 ألوان للشعر في موضة صيف و ربيع 2016

GMT 08:05 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

"الجينز المطاطي" يعود من جديد بعد اختفائه عن عالم الموضة

GMT 05:08 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حذاء المحارب الرانجر ""Combat Shoes يُسيطر على موضة الخريف

GMT 19:21 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عاصى الحلانى يحيى ذكرى رحيل وديع الصافى بكلمات مؤثرة

GMT 17:47 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة غنوة سليمان إثر حادث سير

GMT 18:26 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ضبط شخصين حاول اغتصاب قاصر في جبل تاييرت

GMT 05:29 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

منتجع "Mukul" جوهرة مخبأة على شواطئ نيكاراغوا

GMT 09:11 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

جواز الخدمة يدُخل كل مغربي هذه البلد دون تأشيرة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca