سفيان اندجار
خلق «تيفو» الوداد «التنين» و«تيفو» الرجاء «المغنية الصلعاء» جدلا كبيرا أظنه سيستمر إلى غاية «ديربي» الإياب ولن يُنسى إلا من خلال لوحات جديدة أكثر روعة.
وبعيدا عن التنين الذي لفظ ناره في جهة «فريميجة» وألهب الجميع، وعمق المغنية التي غنت على مسرح «المكانة»، كان هناك «ديربي» آخر في رقعة الميدان خرج بأداء باهت لأغلب العناصر باستثناء قلة، وحتى الإحصائيات أظهرت أن فرص التهديف في المواجهة كانت ضئيلة.
بعيدا عن «التيفوات»، وخلال «الديربي» تشاجر زوران مع مساعده الصحابي، لكون المدرب الصربي لم يستسغ أن يقترح عليه شخص آخر خطة جديدة، وأن يتجاوز اختصاصه..، وفي الجهة المقابلة كان كارتيرون يعيش الوحدة والعزلة بعدما تركه الجميع يواجه اختياراته منفردا.
بعيدا عن «التيفوات» والاحتفالية في المدرجات، كان أحد أنصار الرجاء يعاني بعد تعرضه لأزمة اختناق حادة فقد وعيه خلالها، ولولا تدخل رجال الإسعاف في آخر لحظة وإنعاشه اصطناعيا، لكان فقد الحياة.
وبعيدا عن «الكركاج» و«الفيميجان»، وجد رجل أمن، وهو يعمل على حفظ أمن الجماهير في مباراة «الديربي»، نفسه يهوي إلى حافة ملعب محمد الخامس التي يبلغ عمقها سبعة أمتار، لينقل على وجه السرعة إلى المشفى وقد توقف قلبه عن النبض، لدرجة أن الجميع اعتقد معها أنه مات، قبل أن تعود إليه الحياة بقدرة الله، في استغراب الجميع ليدخل العناية المركزة، وهو في حالة خطيرة.
بعيدا عن جمالية التنابز بين الجماهير في «الميساجات» والشعارات و«التيفوات»، كان هناك، بالمقابل، منظر قبيح إثر نهاية المباراة بعد اعترض بعض المحسوبين على جمهور الرجاء سبيل مشجع ودادي وانهالوا عليه بالضرب بشكل وحشي، ليتعرض لكسور وضرر كبيرين.
بعيدا عن «باشات إلتراس» الفريقين، كان رئيس الوداد يشاهد المباراة من منزله، وهو يقول إنه لا يستطيع ضبط نفسه في مثل هذه المباريات، لذلك يختار مشاهدتها عبر التلفاز، في حين أن رئيس الرجاء كان يحسب عدد «اللايكات» في الصفحة الرسمية للفريق، لكي يقدمها حجة للجميع بكون الرجاء الأكثر شعبية.
وبعيدا عن ديربي «الأهازيج» و«الترولات» كان جيش من الصحفيين المغاربة يسخر خدماته للقناة الإماراتية من أجل نقل المواجهة، ومن يعتقد أن القناة هي التي أبرزت «الديربي» ومنحته رونقا فهو مخطئ، لأن جل ما أنجز كان وراءه صحفيون وأطر مغاربة، ولو توفرت الإمكانيات ووُجد مسؤولون في المستوى على رأس قنواتنا المحترمة، لكان المردود نفسه وأكثر من ذلك.