بقلم: جمال اسطيفي
ثمة الكثير من القراءات لصورة هؤلاء الأطفال في منطقة بويبلان النائية بالمغرب وهم يتابعون عبر شاشة هاتف جوال مباراة المنتخب الوطني والكوت ديفوار في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2019 بمصر.
أول القراءات هو أن الشغف بمتابعة مباريات المنتخب الوطني لا حدود له، وأن الأطفال كما بقية الفئات يحرصون على متابعته في كل الظروف، وأن الفريق الوطني يحمل رمزية كبيرة جدا يختلط فيها الانتماء بالشغف..
ثانيها هو أن أسوأ ما يمكن أن يعيشه المرء هو الشعور المتعاظم بالحرمان، والذي تكون له انعكاسات وخيمة على الفرد والمجتمع..
وفي هذه الصورة الكثير من الحرمان، والكثير من الفقر، ذلك أن متابعة تلفزيونية لمباراة للمنتخب الوطني ليست متاحة للجميع، لأن الخدمة العمومية غير متوفرة لأسباب وعوامل شرحناها سابقا يختلط فيها الذاتي بالموضوعي..
ثالثها: هذه الصورة أكبر مؤشر على أننا في حاجة الى سد الفراغ التشريعي الذي لا يحمي حقوق المواطن المغربي في متابعة الأحداث الرياضية الكبرى، وخصوصا التي يكون فيها المنتخب الوطني طرفا مشاركا..
رابعا: هذه الصورة قد تكون مقدمة لحملة إعلامية دولية بخصوص حقوق النقل التلفزيوني في الفيفا والكاف واللجنة الأولمبية الدولية..
خامسا: الحرمان من متابعة الأحداث الرياضية الكبرى، هو جزء من حرمان عام فيه صحة تتثاءب وتعليم بدون بوصلة وتشغيل نائم، وتساؤل طويل عريض حول "أين الثروة"؟