تدوينة خبيثة

الدار البيضاء اليوم  -

تدوينة خبيثة

بقلم - بدر الدين الإدريسي

تابعت كغيري، ما جلبته من تعليقات ومن ردود فعل، إما رافضة أو مؤيدة، تدوينة ليحيى السعيدي الذي يقدم نفسه تارة كباحث رياضي وأخرى كخبير في القانون الرياضي، تدوينة شككت في عدد من الأرقام القياسية العالمية التي حققها عداءون مغاربة خلال الزمن الجميل لألعاب القوى الوطنية، ونسبتها لما ساد مشهد ألعاب القوى وقتذاك من تعاط «مبرمج» للمنشطات، وصف في حينه بالسم الذي يضرب كل حصون ألعاب القوى والرياضة في العالم كله.
وأطلعت على الرد السريع والصارخ لوزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي، والذي ما كان من داع للإسراع في تعميم رده من خلال بيان رسمي، إلا لأن هناك من ربط بين صفة السعيدي المتداولة بيننا كإعلاميين رياضيين، وهي أنه يعمل مستشارا قانونيا لدى السيد الوزير، واستمعت بإمعان للتصريح الذي أدلى به البطل العالمي هشام الكروج الذي يتقدم العدائين المغاربة في عدد مرات تحطيم أرقام قياسية عالمية، لعدد من المسافات المتوسطة والتي ما زال صامدا بينها الرقم القياسي العالمي الخرافي لمسافة 1500 متر، ووجدت في ثنايا التصريح، غير الإحباط والحزن والإستغراب، ما يقول بوجود حرب دفينة، لا تهمني درجة قذارتها، ولا يهمني أن أسمي الضالعين فيها، ولكن ما يهمني هو أن هذه الحرب بلغت درجة من الإنحطاط والسفاهة، فتجرأت على رموز رياضة الوطن، وسعت إلى تشكيك المغاربة في لحظات الفرح التي أهداهم إياها هؤلاء الأبطال.
ما خرج يحيى السعيدي الذي يروج في بيت الرياضة الوطنية، على أنه أيضا مستشار لدى رئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى السيد عبد السلام أحيزون، بهذا التصريح في هذا التوقيت بالذات، إلا ليثبت لنا أن جامعة ألعاب القوى خاضت معركة شرسة من أجل تجفيف كل المنابع التي تتاجر في المنشطات وتدس سما زعافا في أوساط ألعاب القوى المغربية تحديدا، وإن سلمنا بأن الجامعة ربحت جولة في معركة تنظيف ألعاب القوى الوطنية، ونالت تلقاء ذلك التهانئ من الإتحاد الدولي لألعاب القوى، فهل هناك ما يجيز تنويها بهذا «الفتح العظيم»، أن نتطاول على رموز الرياضة الوطنية ونضع كل الأرقام والألقاب المغربية التي تحققت في البطولات والملتقيات العالمية في سلة المنشطات والغش؟
لأي كان الحق، في أن يطرح سؤال النزاهة والشفافية والنظافة في تدبير شأن ألعاب القوى الوطنية، ماضيها وحاضرها، ولكن أن يطرح السؤال بغاية الوصول إلى حقيقة أن الجامعة الحالية بذلت مجهودا تشكر عليه، في إسقاط مصانع المنشطات والقضاء على المتاجرين فيها، بالتشكيك في الأرقام القياسية العالمية التي تحطمت على يد كل العدائين المغاربة من سعيد عويطة إلى هشام الكروج، فهذا تجن على الحقيقة واستبلاد للناس وشروع فعلي في تجريد ألعاب القوى المغربية والرياضة الوطنية من لحظات نبوغ وإبداع صنعها رياضيون بحسهم الوطني وبعبقريتهم التي حار في أمرها كبار مؤرخي رياضة ألعاب القوى عالميا.
ثم إن هشام الكروج تحديدا، ما ترك من الوكالة المناهضة للتعاطي للمنشطات ومن الإتحاد الدولي لألعاب القوى، يوما واحدا إبان جلوسه على عرش ألعاب القوى العالمية، من دون أن يفحص وأحيانا بطريقة كيدية.
بالقطع لا نية لي في تلجيم الألسنة أو في ردع كل صوت يريد أن ينطق بالحقيقة ويرفض أن يكون شيطانا أخرس، ولكنني ضد أن يستيقظ أحدنا من نومه، فيشعل مواقع التواصل الإجتماعي بتهم لا يستطيع أن يقيم عليها الدليل، كما أن الكروج ومن نعلمهم رياضيين شرفاء صنعوا للرياضة الوطنية لحظات فرح خالدة، لا يمكن أن يسقطوا بهكذا ادعاءات، لا يهمني من كان لها مصدرا أو موجها، فالكروج في عيون المغاربة هرم رياضي، وهو في تاريخ الرياضة الوطنية جبل من نور لا يتزعزع بأي ريح خبيثة، وهو في متحف ألعاب القوى العالمية أسطورة ليست ككل الأساطير.        

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تدوينة خبيثة تدوينة خبيثة



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 14:19 2020 الأربعاء ,13 أيار / مايو

بريشة الفنان هارون

GMT 21:42 2016 الأحد ,06 آذار/ مارس

عشبة باما الصينية وفوائد علاجية مذهلة

GMT 12:54 2013 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

البربير الخضرة الغنية الرخيصة تقلل الإصابة بأمراض القلب

GMT 21:17 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

داليا كريم تنقذ أسرة فقيرة وتعيدها إلى منزلها بعد ترميمه

GMT 08:19 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تعرف علي أفضل المطاعم المميزة في روسيا

GMT 22:00 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

توقيف مدير مؤسسة بنكية للاشتباه في صلته بجريمة مراكش

GMT 20:34 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

دييجو كوستا يضاعف محنة أتلتيكو مدريد لشعوره بالإصابة

GMT 09:53 2013 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

عمرو يوسف يبدأ تصوير "نيران صديقة"

GMT 20:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يستعيد طريق الانتصارات ويفوز بصعوبة على سموحة

GMT 13:57 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

كاد المعلم أن يكون مشلولاً

GMT 02:57 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

مجوهرات KREMENTEZ اختيار المرأة الأنيقة في موسم الأعياد

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca