"واعرين عليكم"..

الدار البيضاء اليوم  -

واعرين عليكم

بقلم - يونس الخراشي

في أقل من أسبوع، نقول لمرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك المصري، ومن خلاله لـ"الآخرين"، "حنا واعرين عليكم"، ثم نجد أنفسنا وسط زوبعة كبيرة حول مباريات البطولة، بين مطالب بتأخير، وآخر بتقديم، وآخر بفتح تحقيق، ومن يهدد بـ"الانسحاب كاع.. أيييه أسيدي، الانسحاب".
ما وقع يوضح، لمن ما زال يحتاج إلى توضيحات، ما سبق أن قلناه وأعدناه، وهو أن تدبير شؤون كرة القدم الوطنية ليس شفافا كما ينبغي، ولا تحكمه الضوابط التي يتعين، والنتيجة ما سمعتم ورأيتم من صراخ وعويل يعيد إلى الأذهان "فضيحة الجمع العام الذي على بالكم".
ففي الوقت الذي يفتخر البعض بأننا نملك منتخبا قويا جدا، وهذا فيه جزء من الصحة، ولو أننا لم نصرف فلسا لتكوين لاعبيه، ولا مدربه، ولا مساعده، ولا معده البدني، نجد أنفسنا إزاء بطولة ما أن يغضب أحد المسؤولين فيها حتى يسمعك "خل الوذنين"، وارجعوا إلى ما قاله نور الدين البيضي، مثلا، واحكموا بأنفسكم. وللإشارة، فهذا الرجل عضو جامعي، ورئيس فريق، ورجل سياسة أيضا.
الآن، هناك فريق يشتكي آخر بداعي أنه كسب مباراته بـ"طريقة غير سليمة". وهناك فريق آخر يهدد بالانسحاب، لأنه يرى في تأخير مباراة لغريمه تضييعا لمبدأ تكافئ الفرص. وهناك فريق آخر يقول إنه فوجئ بتأجيل مباراته؛ وهذا شيء مضحك بالفعل. وهناك فريق فتح له باب الملعب حين لم يعد بحاجة إلى ذلك، وهناك فرق أخرى صامتة، ولكنها غاضبة، وتنتظر فرصتها في الكلام. 
لقد وُضع التحكيم، ولمرات كثيرة، هذا الموسم، موضع تشكيك، من قبل مسؤولين ولاعبين ومدربين، وغيرهم. وكانت البرمجة؛ حتى وإن تعلق الأمر بموسم استثنائي، موضع تساؤلات كثيرة، هي الأخرى، حتى إن المسؤول عنها جاء مرة إلى "راديو مارس"، وقال كلاما بالدارجة، وبالتصوير البطيء، ومع ذلك لم يفهمه أحد. لأنه بالفعل يصعب فهمه. بل يستحيل فهمه. أما العقوبات، التي حطمت الرقم القياسي العالمي هذا الموسم، فنالت لجنتها، هي بدورها، الكثير من النقد، بفعل ما يرى المتتبعون أنه "تناقضات غريبة وعجيبة". وهلم جرا.
سؤال الآن. ما الذي يميزنا عن هذا الذي قبل أن يصل فريقه؛ الزمالك المصري، إلى النهائي، في وقت شاهد مع العالم كرة حسنية أكادير تتجاوز خط المرمى بمتر؟ ما الذي يجعلنا أفضل منه، ومن بطولته؟ وما الذي يجعلنا أحسن أمام العالم؟ ونحن بهذا البؤس في التقدير، وهذا البؤس في النقاش، وهذا البؤس في طرح الحلول، وهذا البؤس في التعاطي مع الجمهور؟
العبرة دائما بالنتيجة. وفي المحصلة، ومهما قيل، فإن الكلام وحده لا يغير واقعا. بل هي الأفعال في السر، والأعمال في العلن، التي تغير. وحين يقول لك رجل اسمه ناصر لارغيط إن أموال التكوين تذهب سدى، وإن اللاعبين الصغار لا يجدون، في أغلب الفرق، حتى كرة يضربونها بأقدامهم، فاعلم أنك بالفعل في بطولة استثنائية، تسيرها مجموعة استثنائية، في بلد استثنائي.
إلى اللقاء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واعرين عليكم واعرين عليكم



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام

GMT 05:34 2018 الإثنين ,11 حزيران / يونيو

تعرف على أبرز علامات ظهور "ليلة القدر"

GMT 23:49 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

الليمون الحل النهائي للقضاء على "قشرة الشعر"

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca