هل عندكم شك؟

الدار البيضاء اليوم  -

هل عندكم شك

بقلم - المهدي الحداد

يختار هيرفي رونار ووكلاء أعماله جيدا توقيت الخروج بأخبار الرحيل والتوصل بالعروض الأجنبية، ويدرسون بإتفاق عن سبق الإصرار والترصد واجهات الصحف والمواقع الفرنسية، والتي لا تنشر موادها إلا بالدلائل، وحينما تكون الشائعات جزءا من الحقيقة.
 جل الأخبار السابقة سواء قبل المونديال أو بعده والتي ربطت رونار بمغادرة العرين، كان في صلبها شيء من الواقع والمفاوضات السرية، والنبأ الأخير الذي نشرته العديد من الجرائد الفرنسية والذي يضع الثعلب الفرنسي في بيت ليون الموسم المقبل، يؤكد مجددا أن الرجل عاد ليتفاوض مع أطراف جديدة، وبصورة علانية أقوى وأكثر جدية وعقلانية هذه المرة.
 معروف عن رونار أنه يعشق المغامرات القصيرة ولا يحبذ الإستمرار لأزيد من عامين متتاليين في نفس المنصب، وإشرافه على الفريق الوطني لأكثر من 3 أعوام كان إستثناءا لعدة أسباب، أبرزها المشاريع الضخمة التي وقع عليها والتحديات التي ركب قطارها على مثن خطوط الجامعة الملكية، دون إغفال الرواتب والمنح والإمتيازات المالية القياسية التي لم يسبق قط وأن حصل عليها في مشواره.
 الكل يتذكر الضجة التي أحدثها هيرفي بعد العودة من روسيا الصيف الماضي، وحينما تردد وفكر طويلا قبل أن يقرر الإستمرار مع الأسود بهدف تحقيق لقب كأس أمم إفريقيا بمصر، وكيف أراد أن يشعر بالترحيب والحب والتعلق من المسؤولين والجماهير واللاعبين، ليعلن بعدها بذكاء أنه سيبقى بالمغرب ولن يغادره على المدى القريب.
 رونار وما لا يعلمه الكثيرون حدد أنذاك أيضا تاريخ حزم الحقائب والرحيل، لكنه إلتزم الصمت بإحترافية ومنطق ولم يكشف عنه إلا لبعض المقربين، مع وضعه خارطة الطريق المستقبلية لمشواره التدريبي، والتي رسم معالمها بدخول تجارب جديدة بعيدا عن القارة السمراء التي تشبع بمجدها وألقابها، وصنع بفضلها إسما رنانا وخالدا مع أكثر من منتخب.
الأخبار الأخيرة التي تقول أن رونار سيدرب على الأرجح بالليغ1 الموسم المقبل لم تفاجئني قط، كون مروض الأسود الحالي نوى ومنذ شهور توديع العرين مباشرة بعد صافرة آخر مباراة بالكان القادمة، ومهما كانت النتائج، سواء إنتزع اللقب أم لا، سواء بفتح باب المغادرة من الباب الكبير أو الخلفي، لكن المهم بالنسبة له أن الظرفية حانت لخوض تحدي أكبر وأشرس، ليس بإفريقيا ولا حتى بالخليج، وإنما بأوروبا التي تشكل بالنسبة له عقدة يريد فكها عاجلا.
 رونار سبق وأن قال لي حرفيا وفي حوار جانبي ودي جمعني معه خلال مناظرة الكاف بالصخيرات 2017، أن لا أحد في فرنسا يعرفه وأن كل ما يعيشه من شهرة وسمعة بالقارة السمراء، يفتقده ببلاده التي يجهل الكثير من مواطنيها من يكون هيرفي، معترفا لي بأنه يشكو من نقص ولديه دين يجب أن يرده إلى فرنسا، ولن يتحقق إلا بالعودة للتدريب والإشراف على فريق محترم ينافس على الألقاب المحلية ويشارك في المسابقات الأوروبية، بعدما فشل فشلا ذريعا ومحبطا في تجربتين قصيرتين وسيئتين رفقة سوشو وليل.
الآن والأمور قد إتضحت وأصبت شبه رسمية، هل ما زال عندكم شك أم كلكم يقين مثلي أن رونار عائد لا محالة إلا وطنه بعد الكان، وقد يدرب ليون الذي سيعطيه فرصة تحقيق حلمه الثاني في مساره، وهو المشاركة في عصبة الأبطال الأوروبية بعدما ظفر بالحلم الأول وهو المونديال مع الأسود، وهل تتكهنون أيضا بمصير الفريق الوطني الذي سيعيش التفرقة والفراغ وحتى التشرد برحيل رونار وإعتزال وإستبعاد ثلثي المجموعة الحالية، لأن نهاية هذا الجيل الذهبي ستسدل الستار على فصل مميز من أمجاد الكرة الوطنية، وذهاب الثعلب وأسوده سيخلف مرحلة إنتقالية صعبة ومعقدة قد تطول وقد تقصر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل عندكم شك هل عندكم شك



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:59 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 02:12 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

قطار ينهي حياة شيخ ثمانيني في سيدي العايدي

GMT 10:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

"خلطات فيتامين سي" لشعر جذاب بلا مشاكل

GMT 13:54 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

نصائح مهمة لتجنب الأخطاء عند غسل الشعر

GMT 13:08 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام فعاليات "ملتقى الشبحة الشبابي الأول " في أملج

GMT 16:52 2015 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

كمبوديا تستخدم الجرذان في البحث عن الألغام

GMT 04:44 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميم مجمع مباني "سيوون سانغا" في عاصمة كوريا الجنوبية

GMT 06:28 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

خبير إتيكيت يقدم نصائحه لرحله ممتعة إلى عالم ديزني

GMT 12:22 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 7 على الأقل في قصف جوي ومدفعي على حي الفردوس في حلب

GMT 04:48 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير الوليد بن طلال يؤكد بيع أسهمه في "فوكس 21"

GMT 22:13 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب غانا يهزم نظيره المصري في بطولة الهوكي للسيدات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca