بقلم: محمد فؤاد
لن نتعجب جميعا حول الهالة التي يتمتع بها الدولي المغربي بالنصر السعودي أو من مختلف الجماهير السعودية حين لقبته بالجنرال من مؤدى ما قدمه وما يقدمه لفريقه منذ تعاقده في صيف هذا العام ، ولن تحركنا سواكن العواطف مرة اخرى من الآخر لأننا نعرف قدرة هذا الأسد الكبير وما احتضنه وطنيا ودوليا من تعاطف كبير أوصله إلى العالمية ، كما نعرف مدى حب هذا اللاعب لوطنه وقميص بلاده بكل أوثار التعلق ورسوخ مغربيته في كل مكان كان ابرزها في كأس العالم الأخيرة وما جسده على ارض الواقع من قتالية وحضور فوق كل المقاومات التي تجعل منه واحدا من نجوم المغرب الأفذاذ . وما راقني فعلا أن نورالدين أمرابط قدم رسالة جديدة لأنصاره وفريقه ومسؤوليه ومدربه يؤكد من خلالها سيادته المنطقية على أوضاع الريادة التي يريدها لفريقه بمعزل عن التعليقات السابقة لأسابيع قليلة هشمت نسبيا من إرادته وحطمته هامشيا كونه صفقة فاشلة ، ولكنه آثر أن يركب على هذه الأوضاع ليحولها إلى رجل فوق كل الأوزان التي تجعل منه « غراندايزر» النصر السعودي . وطبعا عندما انساب المعلقون والمحللون في الإطراء والمديح من قبيل المحلل المصري والنجم الأسبق لمنتخب مصر عندما قال «أمرابط قدم اليوم درسا لمعظم اللاعبين الحاضرين في البطولة السعودية، وأظهر بالملموس شخصيته ولعبه القتالي من القلب لأجل فريقه حتى وإن كان لاعبا أجنبيا»، وقس على ذلك الكثير من التعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي بالسعودية التي نال من اعترافاتها ومن خلال مشجعي الهلال القائل أحدهم أن أمرابط أكبر من البطولة السعودية، فضلا عن الكثير من الردود التقنية من متابعي أمرابط كونه قوة بدنية وحضور تقني ومهاري واستحواذ وصانع حقيقي للفرص وذكي في التمركز وغيرها من الجمل التكتيكية التي يملكها هذا الرجل من خلال أدائه الكبير في مباراة القمة وديربي الرياض بين الهلال وفريقه النصر والتي آلت إلى التعادل بهدفين لمثلهما، وكان من خلالها أمرابط هو صانع أفراح النصر بتمريرتي التعادل الذهبي، بل وذهبت الردود إلى اعتبار أمرابط ظاهرة دون مقارنته بأي لاعب أجنبي، وأبرزها كان من جماهير النصر التي طالبت بفسخ العقد مقابل التوقيع على آخر بمائة مليون أورو.
وطبيعي جدا أن يحظى أمرابط بهذا الفخر لأنه يجسد فعلا قيمة اللاعب المحترف أيا كانت قيمة البطولات العربية حتى وإن كانت غير متكافئة مع البطولات الأوروبية على مستوى القيمة التقنية العالية، وأمرابط يجسد هذا النوع من الإشتغال الإحترافي والمهني للعبة قصيرة العمر في تجميع فرص الأموال مقابل العيش الكريم لما بعد الكرة. وأمرابط فوق هذا الإعتبار رجل من طينة المغاربة الذين لا يتخاذلون في أي مكان ويرسم قيمة وعبقرية الرجل المغربي في كل شيء، وعندما لقب أمرابط بالجنرال عند السعوديين، فهم يعرفون قيمة ومغزى ما يطرحونه من دلالات الكلمات المختصرة بقوة المعاني، وأمرابط الذي لقبناه بالمحارب والشرس وغيرها من المصطلحات المتناثرة والمجتمعة في شخصية واحدة لا يريد هو شخصيا أن يمسه في أي شيء لكبريائه ووطنيته وحبه للنفس الأبية بدون مزايدات قبيل أن يظهر عليه هذا المعزى داخل الرقعة من أنه يموت واقفا لسلطة قراره على أنه سيلعب مباراة عمر مثلما فعل في الكثير من المباريات، حتى أنه أظهر في كأس العالم كيف ضمد رأسه بعد إصابته وقاوم الأخطار ليواصل اللعب في أكبر الملاحم الكروية، وهذا هو المختصر من الكلام على أن الرجل يموت من أجل القميص، ويموت من أجل التعاقد ويموت من أجل الوفاء للفريق الذي تعهد بالإنضمام إليه كجنرال بالفعل.
الحاجة الماسة إذن هي أن يبلع كل الدوليين منهم اليوم كأسود مؤهلة إلى كأس إفريقيا ومنهم المترددون لحمل القميص الوطني قيمة هذا الشكل من مفهوم الجنرال المقاتل على كل الواجهات . وأمرابط نريد منه استنساخا جوهريا لكل الصناعات الأخرى من الرجالات سيما المدعوة منها إلى مناقشة كأس إفريقيا القادمة بلون وثوب المقاتل لنيل اللقب الذي الذي انتظرناه لـ 42 سنة، وآن الأوان ليكون هذه المرة بثوب المحترفين لأول مرة في تاريخ كرة القدم المغربية على أنه لقب من رجل المحترفين بعد أن ناله رجال 1976 من صلب جواهر المغرب ومن نظام ثمانية منتخبات على النقيض من نظام النهائيات هذا الجيل الذي سيكون من 24 منتخبا، وأعتقد أن أمرابط والأحمدي وبنعطية ودرار وبوصوفة وبوطيب وغيرهم من جيل فوق الثلاثين لا بد وأن يقاتلوا من أجل هذه الكأس الغالية وهم في عمرهم الكروي المتقدم، مع جيل صغير الهوية ونجوم تصعد بدون استئذان.
عن صحيفة المنتخب المغربية