بقلم - محمد فؤاد
برغم تباينات مجموعات كأس إفريقيا المقبلة ومقارناتها الجوهرية بحسب هرم المنتخبات الرائدة والعملاقة وبين دخول منتخبات جديدة في دائرة الصراع لاول مرة ، وبين تواجد العديد من خبراء المنافسات الدائمة الحضور ، وبين هول وما يقال عن مجموعة الموت التي يدخل فيها المغرب طرفا مع جنوب افريقيا والكوت ديفوار، فلا أجد مبررا للقول عن كون مجموعة المغرب ستضطر إلى إخراج واحد من الثلاثي الموضوع في خانة الذهاب بعيدا في المنافسات إلا باحتمال ضئيل جدا مقارنة مع توجهات المنتخبات للتأهل المباشر وبنسبة عالية قياسا مع توجه الكاف القائل بمنح المركز الثالث فرصة التأهل وبأفضلية التنقيط ، ولذلك لا يمكن أن نقول بلغة الجدل أن مجموعة المغرب تعتبر مجموعة الموت موازاة مع ما رسمته الجامعة بالتأكيد على أن كأس إفريقيا تعتبر هدفا استراتيجيا للذهاب بعيد أيا كانت الخصوم . ومن هذا المنطلق ، لا يمكن أن نخطط للفوز باللقب أمام منطق الدخول في النقاشات الصادمة أو التخوف من مصير التأهل إلى الدور الثاني اعتبارا إلى أن الأسود في مونديال روسيا حضروا مع مجموعة قاسية وصلبة وقدم قوة مثيرة وكاد يتأهل لولا الأخطاء التحكيمية ولعنة الفار .
ما يعني أن من يدخل صراع المنافسات ، عليه أن يقرا كل التفاصيل الدقيقة بالحدث ويضع نفسه أمام حيثيات السقوط في مجموعات متمرسة ومع منتخبات هي بنفس مقاس المغرب وليس مع منتخبات سهلة التجاوز تضع دائما الأسود وغيرة في خانة الإستهجان والتراخي والفوز المسبق.
وأعرف حثما أن صراع الأسود عبر محطات خصومه الثلاثة تستلزم جدية في أبعاد التلاقي أولا من من مشاكل التاريخ الذي يقول أن جنوب إفريقيا شكلت عقدة للمغرب في أربع مناسبات دون أن يفوز عليها المغرب بحاصل تعادلين وخسارتين ،ثم حدث ذلك مع الكوت ديفوار في أربع مناسبات خسر في مناسبتين وتعادل في واحدة ثم فاز المغرب في سنة 2017 ليفك العقدة وكانت طبعا مع هيرفي رونار .وثانيا من أبعاد ما يطرح في فرن التركيز الذهني المفترض أن يكون من علامات التحضير الاستراتيجي للثلاثي مع أي حتى مع ناميبيا التي ستدخل الصراع للمفاجأة ، وثالثا رسم البعد التحضيري والبدني والنفسي لمواجهة كل المنتخبات وليس منتخبات المجموعة الواحدة ، ورابعا قدرة الكوموندو المغربي على خلق الحدث بالشكل الذي قدم فيه ضمانات مطمئنة في العديد من المناسبات القارية ومن ضمنها طبعا وضع الكوت ديفوار عند حده بابيدجان، وأكثر من ذلك تبرز الخبرة الدولية للاسود وبعوالم افريقيا وكذا حماس الحصول على تتويج طال أمده ومع اقتراب العديد من وجوهه نحو الإعتزال.
ولهذه الأسباب والنوايا، لا يمكن أن نعتبر جميعا مجموعة المغرب بالحديدية أو الموت حتى وإن أكدها خبراء القارة بذات التصريحات لأن لا الكوت ديفوار ولا جنوب افريقيا ولا المغرب لا يمكنهم ان يخرجوا جميعا من السباق، وستكون ناميبيا الطائر الجريح أمام العمالقة ولو أنها ستدخل المنافسة بجيل جديد يكتشف الحدث أمام ذات العيارات وإن كان فيلق ناميبيا يضم عشرة محترفين بجنوب إفريقيا ويعرف قيمة كرة جنوب افريقيا لكنه لا يعرف الكوت ديفوار ولا المغرب، وبالتالي يبقى رهان المجموعة التأهل المباشر بالثلاثي القوي شريطة احتلال أفضل مركز ثالث ولو أن سياقات المباريات ستبرز تحديات وثأر خاص من الكوت ديفوار لأول هزيمة مني بها أمام الأسود في كأس افريقيا بالغابون عام 2017 دون احتساب هزيمته التاريخية بأبيدجان أمام المغرب عن إقصائيات كأس العالم، وهو أمر غاية في الأهمية بالنسبة لصلابة المواجهة المرتقبة في ثاني الجولات المفترض أن يكون فيها الأسود أمام مصير التأهل الرسمي بعد الفوز المرتقب أمام ناميبيا في أولى المواجهات.
إن طبيعة قراءة المجموعة أولا يفرض علينا أن نضع الأسود في نفس عيارات المنتخبات القوية ، وأن نتوجه ثانيا إلى قراءة استرتيجية كل منتخب كيف تأهل ؟ ومن هم نجومه؟ وكيف يلعب ؟ وكيف يفوز ؟ وكيف يتعثر؟ ومن أين تؤكل كتفه مثلما فعل رونار باسترتيجية فريقه ونواته في عبور الكوت ديفوار في مناسبتين، وثانيا قراءة الطرف الثالث ألا وهو جنوب إفريقيا كخاتمة المواجهات بصور دلالته البشرية وعياراته المحلية من سانداونز وسوبر سبور يونايتد وكيب تاون ووبيدفيست ويست واورلاندو بيراتس مع أقلية ستة محترفين من فرنسا وهولندا وبلجيكا ، ما يعني أن جنوب افريقيا ستشارك ببطولتها القوية ة وبدعامات محترفة بأندية محتشمة . وهذه النوايا هي من يضع المجموعة في سلالم القوة أولا من حيث أسطول المنتخبات والمقارنات والفوارق ، إذ يبدو الكوت ديفوار والمغرب الحلقة الاقوى مقارنة مع جنوب افريقيا الحاضرة بنموذجها المحلي وضمن بطولة جنوب إفريقيا يتألق المنتخب الناميبي المتأهل إلى النهائيات والحاضر أيضا مع جنوب افريقيا كخصم مقروء لديه، ولذلك علينا جميعا أن نعتبر أنفسنا قوة ستخدش الكل وليس أن نخاف من جدلية وضع المجموعة في ميزان الموت.