"بركة.. حشمتونا"..

الدار البيضاء اليوم  -

بركة حشمتونا

بقلم - يونس الخراشي

هناك كلمة يتعين قولها الآن. كرة القدم المغربية أصبحت في حاجة إلى استراتيجية جديدة، برؤية مغايرة، في التدبير. لقد تغيرت أشياء كثيرة في العالم من حولنا، والجمهور المغربي، الذي يعرف الكرة العالمية حق المعرفة، يدرك ذلك.

في الاتحاد الدولي ذهب جيل سيب بلاتير، وحل محله جيل إنفانتينو، بطريقته الخاصة في التفكير. وسرعان ما راح يغير كل شيء، بدءا من القوانين الأساسية، إلى برمجة البطولات، إلى تنويع الموارد، وبطبيعة حال الشركاء.

وفي البطولات الكبرى القريبة منا جغرافيا؛ وهي الإسبانية والإنجليزية والألمانية، تغيرت أيضا أشياء كثيرة، بحيث صارت الفرق قوية مؤسساتيا وماليا، وأصبحت لها موارد متزايدة، ولديها متتبعون بمئات الملايين عبر العالم؛ واقعيا وافتراضيا، ولم يعد ممكنا لأي كان أن يسيرها أو يلعب لها.

في المقابل، وفي امتدادنا الجهوي والقاري، حيث التخلف، والسلطوية، وسيادة "التخلويض"، و"عطيني نعطيك"؛ سرا وعلانية، فإن الأمور تتغير أيضا، ولكن إلى الأسوأ، اللهم في بعض التجارب التي لا يصح الحكم عليها، ونقصد بها التجارب الخليجية، حيث المال يتدفق بسهولة، ولكن في غياب رؤية بعيدة المدى. وتبقى التجربة القطرية بحاجة إلى الإجابة على الكثير من الأسئلة، حتى تقنع.

في بلدنا الحبيب، حيث هناك طاقات لا تعد ولا تحصى، ورأسمال رمزي عظيم، ورغبة متزايدة لدى الجماهير في تنمية اللعبة، وتطويرها، والمضي بها قدما، يحدث أن يكون الإشكال الرئيسي ليس فقط في غياب رؤية تغييرية جادة وذات بعد استشرافي كبير، بل حتى في وجود من يمكنهم أن يفكروا، ويقترحوا، ثم يقرروا، وينجزوا.

لنكن واقعيين، فالذين غيروا كرة القدم في العالم؛ سواء على مستوى الاتحاد الدولي، ببطولاته الكبرى، وفي الدوريات العظمى، هم المسيرون الكبار، الذين يشرفون على الفرق، فيفكرون، ويقترحون، ويمضون إلى تجسيد رؤاهم على أرض الواقع، خوفا من أن يتجاوزهم غيرهم، ويكونوا سبة في يوم من الأيام.

ما معنى أن يغرق الوداد والرجاء، وهما قطبا البطولة المغربية لكرة القدم، في "شبر ماء"، فتجد رئيسي المكتبين المسيرين، الناصيري والزيات، ومن معهما، يقضون سحابة يومهم في ركض لاهث وراء مباريات الفريق الأول، فقط لا غير؟ مع أن الجماهير الكبيرة، التي تتبعهما، تعيش على وهم أن الفريقين كبيرين بمؤسساتهما، وفروعهما، وفئاتهما العمرية، ومكونينهما، وإدارييهما، وغير ذلك مما له صلة بالتسيير الاحترافي المضبوط والمنضبط، والمنتج؟

مع الأسف. الواقع يقول العكس تماما. فالوداد والرجاء، وغيرهما، باستثناء الفتح، نسبيا، مجرد فرق تغرق في مباريات نهاية الأسبوع، ليس إلا. والمصيبة العظمى أنه كلما جاء رجل ينادي بالتغيير، إلا وحورب حربا شعواء، وعد شيطانا ملعونا، وصاحب فكر مجانب للصواب، في وقت يمر العالم من حولنا إلى السرعة القصوى، في التسيير، والتدبير، والتعاطي مع اللعبة بشكل جديد تماما.

لا أريد أن أحدثكم عن الأقسام الأدنى، والرياضات الأخرى. فالمسألة لا تحتاج إلى شرح مطول. كل ما يحتاج إليه الأمر هو التغيير، ومن الآن، ودون أي تأخير. على أن تكون البداية بالمسيرين، وإلا فإن كرة القدم في المغرب، ومعها الرياضة عموما، ستبقى تدور في حلقة "المنخرطين تشبثوا بي، وبقيت رئيس"، و"ما عندنا ما نديرو، هادشي اللي عطى الله"، و"الفلوس مكايناش، والدولة خصها تعاون"، و"ضحيت بصحتي وولادي، والناس كيسبوني".

إلى اللقاء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بركة حشمتونا بركة حشمتونا



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:15 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

"جدران من الحدائق" أحدث ديكورات غرف النوم في 2019

GMT 21:16 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

سامح الصريطي يناشد بالدعاء للفنانة نادية فهمي

GMT 15:51 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

العربي القطري يتوج بكأس السوبر لكرة اليد

GMT 17:10 2012 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يوافق على إعارة كونان إلى هجر السعودي

GMT 13:26 2014 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

حنان الإبراهيمي ترزق بطفلة اختارت لها اسم صوفيا

GMT 22:03 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"Cupra" تطلق أول سياراتها الكروس أوفر

GMT 04:16 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أم تستفيق بين أحضان طفلها بعد 23 يومًا من الغيبوبة

GMT 02:34 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح ديكورات منزل أكثر جمالًا في خريف 2018

GMT 13:24 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شريف يتدرب بقوة للمشاركة مع القلعة الحمراء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca