بقلم : عبد الله الفادي
ما يعيشه أولمبيك خريبكة حاليا شبيه بالذي عاشه خلال الموسم الكروي 93 / 94 عندما كان يملك نخبة من أحسن اللاعبين في البطولة بمواصفات من الصعب ان تجتمع داخل فريق واحد، منهم أسماء دولية كانت تحمل القميص الوطني مثل الحارس سيبوس ومحمد الزرقاوي ومحمد فيدادي ومصطفى الزعناني والعربي حبابي وطومزين وغيرهم من الكبار، لكنهم أمام استغراب الجميع وقعوا على موسم كارتي حير الجميع في ضل تواجد كل العوامل التي تساعد على التنافس على اللقب وليس التواجد في مناطق الخطر، لكن الخطأ الكبير الذي تم ارتكابه من طرف الوجوه الإدارية التي كانت تقود الفريق حينها وجلها من الأطر العالية داخل إدارة الفوسفاط ولا أحد يشك في وزنها وقيمتها وما قدمته خاصة ارتباطها بحقبة خلق مركز التكوين والتأسيس لإدارة محترفة جعلت أوصيكا حينها نموذجا في هذا الجانب على رأس هؤلاء محمد حمدي، هو عدم التحرك في الوقت المناسب وانهاء الارتباط بمدرب الفريق حينها عبدالقادر يومير والمبالغة في الصبر عليه تحث دريعة أنه مدرب متمكن وله مكانته في الساحة الكروية وسبق له أن حقق نتائج كبيرة مع الفريق إبان الاشراف عليه في الارتباط الأول وسط الثمانيات، دون الانتباه أن الجانب النفسي له دوره وأن النتائج السلبية تزرع الاحباط وهو فعلا ما كان، فاللاعبين الكبار استسلموا للوهن وتسع الشرخ بينهم وبين المدرب الذي كان قد أنزل يديه وكان فقط ينتظر مبادرة المكتب من أجل الفراق بالتراضي، وتم بعدها وضع الثقة في الفريد ريدل، الذي كل ما افلح فيه احتلال الرتبة 14 وتفادي النزول المباشر ولعب مباراة السد التي خسرها بالرباط أمام الدفاع الحسني الجديدي بهدفين لصفر في نتيجة كارثية سببها على الخصوص عدم امتلاك القدرة على اتخاد القرار المناسب في حينه وحتى بعض الأشياء الأخرى البعيدة عن النزاهة، ولو ملك المكتب المسير القليل من الشجاعة لما نزل الفريق...
خلال الموسم الكروي 96 / 97 وكذلك بعناصر بارزة ومتمكنة هي نفسها التي فازت قبل شهور قليلة من ذلك بكأس الكؤوس العربية، وموسم واحد فقط بصمت على مسار قوي في الدوري وختمت الموسم في الصف الرابع بعد الرجاء البطل والوداد الوصيف واتحاد سيدي قاسم صاحب الصف الثالث بقيادة الإطار الوطني الكبير عبدالخالق اللوزاني ، داق الفريق من مرارة النتائج السلبية وتحول إلى لقمة سهلة البلع، من دورة إلى أخرى كان الجميع يمني النفس بالصحوة، فلا يعقل أن المجموعة الخريبكية بكل ثقلها ومدربها الذي لا يمكن بالمرة الشك في قيمته وخبرته وما يملكه من مؤهلات وكل ما حققه مع كل الفرق التي مر منها وكناخب وطني نجح إلى أبعد الحدود في إعادة الروح للمنتخب، أن تشك أن النتائج الإيجابية سيطول غيابها وجرب اللوزاني كل ما يملكه من أجل ذلك لكنه ولاعبيه فشلوا في ذلك فلم يكن من خيار غير الفراق بين الطرفين إمانا من الرجل ومعه المكتب المسير بقيادة الرئيس أحمد الشاربي أن ذلك هو المخرج، وتولى المعد البدني جواد الميلاني ومعه محمد لقصير المهمة بداية من الدورة 20 فكان النجاح حليفهم بنفس اللاعبين ونجو من النزول ولو بصعوبة عندما احتلوا الصف 14 بفارق نقطة واحدة فقط عن اتحاد سيدي قاسم صاحب الرتبة 15 النازل إلى جانب المغرب التطواني ولا يمكن بالمرة الجزم أن الأخيرين أحسن تقنيا من اللوزاني.
وللعبرة وفي واقعة أخرى وصورة رسمها مدرب بفكر كروي راقي هو المرحوم مصطفى مديح، الذي جاء إلى خريبكة في صيف 97 بعد تجارب كثيرة ختمها بقيادة شباب المسيرة في أول موسم له بمدينة العيون وحقق معه أحسن نتيجة في تاريخ الفريق الصحراوي بقسم الكبار باحتلاله الصف الرابع، ليعمل على تصحيح واقع الفريق ويعود به لوضعه الطبيعي، وفي كلمة وجهها للاعبين قبل انطلاق أول حصة تدريبية تجرد من كل الكلام التقليدي الذي عادة ما يخاطب به أي وافد جديد عناصر فريقه وأصاب في الصميم بالقول " ان ما جاء به لتدريب أولمبيك خريبكة ليس حب الفريق وان أي لاعب يقول انه يلعب من أجل القميص هو كاذب وان المال طموح الجميع وللحصول عليه يجب العمل ومن يريد غير ذلك فل يغادر قبل بداية العمل " ليعلن بذلك على مرحلة جديدة بلاعبين منهم الوجوه القديمة المجربة وأخرى جديدة عوضت الراحلة خاصة لعالم الاحتراف في زمن كانت فيه مدرسة الفريق تنجب الكبار وبغزارة تحث اشراف أطر متمكنة ومكونة على أعلى مستوى وأغلبها حاملة لشهادة التدرب الدرجة - أ – في عصر لم يكن ذلك متوفرا للكثير من مدربي أندية القسم الوطني الأول، ونجح الرجل فعلا في خلق فريق قوي طبعه بأسلوب يتمشى مع المنهج المتبع مند عصر – أرمون دروك – وتمكن خلال أول موسم من احتلال الصف الرابع وفي الموسم الثاني الصف الثالث، ولكن في الموسم الثالث أقصمت الكرة بأغلظ الأمان أن تعاكس الفريق، إذ رغم العروض الجيدة والمقنعة لم يفلح في تحقيق نتائج إيجابية بلاعبين ممتازين وهو ما حيره، حيرة فضل أن ينهيها بتقديم استقالته رغم أن الجميع تمسك به معتبرين أن الأمر مجرد مرحلة فراغ ليس إلا، لكن المرحوم رد بعبارة " مبغاتش تدور" في كلمة لخصت واقع الحال بنخوة الرجال مفضلا مصلحة الفريق على نفسه بدون أن يركب رأسه ويبحث عن الأعذار الواهية من أجل الاستمرارية في تصرف احترافي قل في زماننا ودون للفقيد في ذاكرة الجماهير، وبالفعل دارت الكرة وتحرك الفريق بمجرد تولي الميلاني المهمة ليس لكونه يحمل العصى السحرية ولكن لأن المشكل نفسي ليس إلا واحتل الفريق في النهاية الصف السابع ب 43 نقطة.
المكتب المسير بقيادة رئيس شاب لا نشك في حبه للفريق ورغبته الصادقة في تصحيح مسيرته، اختار التريث والصبر وعدم التسرع لكن الأمور دورة بعد أخرى تزداد تأزما لذلك لم يعد هناك من خيار غير أن يملك الشجاعة للإعلان عن القرار المناسب وهو الفراق مع المدرب، وهذا ليس تحقيرا لمستوى وقدرات بنهاشم ولكن لأن الحالة التي وصلتها المجموعة تحتاج لذلك وإلى رجة ومنهج جديدين تقنيا ونفسيا ونعتقد أن العناصر التي يملكها الفريق قادرة على العودة في البطولة بمدرب آخر كما كان الحال في مرات سابقة