اكتشفنا..قبل توديع روسيا

الدار البيضاء اليوم  -

اكتشفناقبل توديع روسيا

بقلم -عبد اللطيف المتوكل

ودعت روسيا أمس الإثنين 2 يوليوز 2018 وفي نفسي شيء بل أشياء من حتى؟!.
هذا الإحساس انتابني كما انتاب باقي الزملاء الصحافيين.

ودعت روسيا على أمل العودة إليها بمشيئة الرحمان لاكتشاف مزيد من خصائص وحقائق الوجه الآخر للعمق الروسي.

كانت تجربة مميزة في تغطية ثاني أكبر وأضخم تظاهرة رياضية عالمية بعد الألعاب الأولمبية الصيفية.

اكتشفنا دولة قوية بمقومات وبنى تحتية وتجهيزات ومرافق عصرية فسيحة وجذابة ورائعة.

اكتشفنا زيف الحملة الإعلامية الغربية التي أصرت بدهاء ومكر وخبث على أن تقدم لنا روسيا في صورة دولة الشر!!.

اكتشفنا دولة معتزة بموروثها التاريخي والحضاري، وبمعالمها وتراثها. وفعلت كل شيء لتجعل الزائر يدرك أن الماضي جزء من الحاضر ومن المستقبل، وأن الماضي بتقلباته وتحولاته المريرة والحاسمة دافع نحو البناء والتطوير لربح معركة المستقبل!. 

اكتشفنا الإنسان الروسي، ووجهه الحسن على مستوى الأخلاق وحسن السلوك والمعاملة الطيبة.
اكتشفنا دولة بنت مشروعها على لغتها الوطنية، فطورتها وجعلت منها لغة التواصل والتعليم والثقافة والعلم وبناء المواطن الصالح.

اكتشفنا كيف انخرطت كل مكونات روسيا الرأسمالية في تنظيم مونديال 2018 وإنجاحه، من الشرطي والعسكري، مرورا بسائق ميترو الأنفاق وسائق القطار والترامواي والحافلة، إلى

المواطن الذي يمشي في محطات ميترو الأنفاق وفي الشوارع والساحات والممرات والحدائق، إلى العامل والموظف في قطاع الخدمات.

اكتشفنا دولة مازالت تستعمل الأكياس البلاستيكية، ولكنها تعتمد خطة محكمة في النظافة وحماية البيئة، بوعي مشترك، العنصر الفاعل والمؤثر فيه هو المواطن.
اكتشفنا دولة لم ترفع شعار "زيرو ميكا" ولكن ترفع شعار "زيرو تخرميز"!!.
اكتشفنا دولة جميلة بتناسق عمرانها ومناظرها ومنتزهاتها وأنهارها. 

اكتشفنا أن تنظيم المونديال لا يمكن أن يتأتى إلا لمن يمتلك على أرض الواقع لأسلحة ومكاسب النهضة الاقتصادية والإجتماعية والثقافية.

اكتشفنا دولة تحيا بالقراءة والمعرفة والثقافة والفنون الجميلة، في المسرح والسينما والتلفزيون، وتتيح للمواطن أن يتغذى منها في كل منطقة وبالقرب من تجمعاته السكنية، وتربي أبناءها على الشغف بهذه الفنون وعلى الإقبال عليها بكثافة.

اكتشفنا مدربين محترمين بتواضعهم، وكلامهم وردود أفعالهم وحرصهم على التواصل مع صحافيي البلدان التي يتشرفون بالإشراف على منتخباتها، وضربنا الأخماس في الأسداس ونحن نرى أمامنا مدربا متعجرفا وصنديدا يؤدي مهمته بأجر شهري يزيد عن 80 ألف يورو، ولا يستحي أن يخاطب صحافيا بقوله: "لستم مجبرين على انتقادي لأتقدم"!!. 
اكتشفنا... واكتشفنا... وقمنا بمقارنات هي بالفعل ظالمة، فجعلتنا نتألم أكثر مما نتفاءل ونأمل!!.

وجعلتنا نطلب مجيء من هم اليوم في مراكز القرار السياسي والتشريعي والتنفيذي والاقتصادي والاجتماعي، وفي مواقع المسؤولية بالجماعات الترابية، لزيارة المدن المحتضنة للمونديال، وليكتشفوا ويقارنوا ويتقوا الله في وطنهم!!.

نطلب منهم أن يأتوا ليمشوا على الأقدام في الأسواق والمراكز التجارية والحدائق والمنتزهات، وليروا الشوارع الواسعة والفسيحة، ودور المسرح والسينما الموجودة في كل مكان، وليكتشفوا جمالية الإنسان والعمران ونقاوة البيئة وروعة الأمكنة، وأن يركبوا القطار وميترو الأنفاق الذي لا يتوقف بانتظام مرور عرباته الواحدة تلو الأخرى بفارق 50 ثانية، والترامواي أيضا، والحافلات التي ما أن تعبر واحدة منها نقطة للوقوف حتى تتبعها أخرى بعد خمس دقائق بالتمام والكمال... 
ما أروعك يا روسيا.
أودعك وفي نفسي أشياء من حتى!!. 
وداعا وإلى لقاء آخر بمشيئة الواحد الأحد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اكتشفناقبل توديع روسيا اكتشفناقبل توديع روسيا



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca