مغرب الفاسي...والقدر القاسي

الدار البيضاء اليوم  -

مغرب الفاسيوالقدر القاسي

بقلم - محمد مغودي

وكأنه مقدر لجمهور المغرب الرياضي الفاسي ان يعيش معاناة فوق معاناته اليومية في هذه المدينة التي انتقلت من عاصمة تاريخية للمغرب العظيم عبر تاريخه الطويل الى عاصمة للمغرب الغير النافع ...انتقلت المدينة من قطب اقتصادي الى قطب للبطالة والفساد على ايدي اشباه المسيرين والمسؤولين الذين لاهم لهم غير البحث عن المناصب والجثوم على صدر هذه المدينة حتى اصابها الاختناق 
ولعل حال الرياضة بهذه المدينة وحال فريقها الاول المغرب الرياضي الفاسي سوى نمودج مصغر للواقع المر الذي تعيشه المدينة ..ومعاناة جمهور الماص هو وجه متقدم لمعاناة مدينة مليونية ...تقاسي في صمت ..فعلى مدى ما يناهز ثلاثين سنة ظل هذا الفريق رهين مصالح مسؤولين ..لا يحملون من هم الفريق سوى زعمهم انهم هنا لخدمته والرقي به الى مصاف الكبار ..فريق تكالبت عليه الايام بمسيرين همهم الوحيد هو خدمة مصالحهم الشخصية حتى ولو كان ذلك على حساب الفريق او مستقبله ..ثلاثون سنة من الحروب والمؤامرات والدسائس ..وكان هذه المدينة لم تنجب غير هذه الطينة من المسيرين ..ثلاثون سنة حتى اتخن جسد الفريق من الجراح وصار غير قادر على ان يبارح مكانه ..مقعدا كسيحا ..واصبح مرضه عضال ...لا ينفع معه دواء سوى الاستئصال 
على مدى ثلاثين سنة ..ادمنا نفس الوجوه ونفس الخطاب ..حتى اصبح واقع الفريق اشبه بالدون كيشوت وهو يحارب الطواحين . وصار العدو الاكبر للفريق هم مسيروه في تبادل للادوار على الهدم ..ولا شئ غير الهدم ..معارضين ومؤيدين ..همهم الوحيد مناصب المسؤولية ..دون تقدير او لنقل معرفة بهذه المسؤولية ...حتى صار الفريق نمودجا متفردا في التطاحنات بل مدرسة متخصصة في نسج المؤامرات واعادة انتاج مسيرين اتقنوا الفشل وادمنوه غير مبالين بان هذا الصرح الكروي قد اصبح قزما بفعل سياساتهم ودسائسهم 
ويبقى السؤال العريض ..اين هم مسؤولو المدينة من كل مايقع وخصوصا في السنوات الخمس الاخيرة ..بعدما اندحر الفريق الى الهاوية ...وصار عاجزا عن مبارحة مكانه ومقارعة فرق امكانياتها اقل بكثير من امكانيات الماص ...صمت رهيب واجه به المسؤولون المحليون وضعية الفريق ..حتى صرنا نتسائل ..هل يعلمون اساسا بوجود هذا الفريق دي الحمولة التاريخية بهذه المدينة ..
ويبقى جمهور المغرب الرياضي الفاسي هو الوحيد الذي تحمل ويتحمل هم الفريق ...معاناته من معاناته ..يستفيق كل يوم على واقع مظلم ..ولا تباشير لتغيير هذا الواقع بفعل مسيريه الفاشلين ومسؤولي المدينة الغائبين والمغيبين ..
هنا وجب القول ان جمهور المغرب الرياضي الفاسي قد وصل اخيرا الى قناعة بان العدو الاول للفريق هم مسيروه الذين ادمنوا الفشل ..ورفع شعار تطهير الفريق من الفاشلين والمراهقين والانتهازيين ..وفهم ان هذا الفريق العظيم يحتاج الى جيل جديد من المسيرين ..حملة افكار وبرامج حقيقية ..فالماص تحتاج الى ثورة حقيقية لتغيير المسار ولن تبدا الا بانسحاب الوجوه التي ادمنها الجمهور على مدى ثلاثين سنة حتى صارت رمزا للفشل ...الماص بحاجة لكل من اخلصوا في عشقها وتحملوا ما تحملوه في سبيلها ..الماص في حاجة الى حملة الفكر المتنور الذين يبقى همهم الاول تغيير هذا الواقع المر المظلم ..بعيدا عن اصحاب المصالح الشخصية الذين اوصلوا الفريق الى هذا الوضع ...
الماص في حاجة لكم جميعا ايها العاشقون المخلصون .

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغرب الفاسيوالقدر القاسي مغرب الفاسيوالقدر القاسي



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 17:40 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 18:54 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 05:14 2017 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

حسين جابر يتحدث عن أرباح صندوق "تنمية العراق"

GMT 23:37 2017 الخميس ,28 أيلول / سبتمبر

"سابع جار" للممثلة هيدي كرم قريبًا على CBC

GMT 14:30 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 05:20 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأفضل الفنادق الفاخرة في العالم

GMT 08:53 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة "العوانة" في الجزائر تسحر العيون بالطبيعة الخلابة

GMT 00:53 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

نقص الحديد يؤثّر على وظيفة المناعة وإنتاج الطاقة

GMT 12:59 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الطقس في مملكة البحرين بارد نسبيًا مع بعض السحب أحيانًا

GMT 08:07 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

عاصفة ثلجية تضرب كندا وتلغي رحلات جوية وتغلق مدارس

GMT 08:38 2016 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

25 تشرين الثاني موعد لبيع مازيراتي 1970 في مزاد
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca