بقلم: جمال اسطيفي
لفضيحة رادس التي هزت العالم، وأماطت اللثام عن بعض من بؤر الفساد الكروي في "الكاف" حسنات أخرى من بينها أنها عرت كذلك الوجه القبيح لبعض الإعلاميين والمعلقين والمحللين، الذين سرعان ما يخلعون جلباب المهنية ويتحولون إلى مشجعين متعصبين يساندون هذا الطرف أو ذاك، ولو أدى بهم الأمر إلى قلب الحقائق..
لقد تابعنا كيف تم استغلال منصات إعلامية ببعد عالمي لترويج الأكاذيب وممارسة التضليل، وخدمة أجندات الانتماء، ولقد تابعت شخصيا إعلاميين ينزلون إلى الحضيض على وسائل التواصل الاجتماعي للدفاع عن هذا النادي أو ذاك، ثم في اليوم الموالي يصعدون إلى غرف الأخبار ليديروا حوارات او يجروا اتصالات بخصوص هذا الملف، مما يتسبب في حالة ارتباك للمشاهد الذي يؤى مشجعا قد تحول مثلا إلى مثدم أخبار!!
ثمة عدة ملاحظات في هذا الصدد لابد من الانتباه إليها ومحاولة تداركها قبل فوات الآوان، وخصوصا في شبكة "البي إن سبورتس"، التي تقدم منتوجا راقيا ولي فيها زملاء وأصدقاء وإخوة أعزاء، لكن انفلاتات الأفراد وتضخم أنا بعض المعلقين واعتقاد بعض المحللين أنهم يحللون فقط لجمهور وأندية ومنتخبات بلدانهم يجعل الصورة مضببة..
1-التعليق المحايد بات ضرورة ملحة، فليس هناك أي معنى لأن يكون هناك معلق لكل بلد عندما يتعلق الأمر بمواجهات عربية عربية، فعدم تحلي المعلق بالمسؤولية المهنية يحوله إلى مشجع متعصب، يقلل من المنافس ويتحول إلى أداة للتهييج والفتنة والتعصب، وقد يتحول إلى شاهد زور، يقول ما لا يرى، ويبرر ما لايبرر..
إسناد مثل هذه المباريات لمعلق محايد من شأنه أن يقدم خدمة كبيرة للمشاهد، وأن يخفف الاحتقان والتوتر وحدة الصياح التي تهز طبلة الأذن..
2-المراسل الصحفي هو إعلامي من المفروض أثناء تغطيته لمباريات تجمع طرفين، أن يسعى إلى الموضوعية ونقل الأخبار بأمانة، لا أن يتحول إلى ملحق إعلامي أو مكلف بالعلاقات العامة لنادي الانتماء، او مخرج يعد السيناريوهات لتبرير ما لا يبرر او تحريف الحقائق.
3-التحليل أحد العناصر المهمة للنقل التلفزيوني للمباريات، ومن المفروض في محللي المباريات أن يشرحوا للمتتبع ما يجري والخطط التكتيكية ويملؤوا بياض الاسئلة، فهم البوصلة التي تقود المشاهد لتفكيك المباريات، لكنهم لا يجب أن يستغلوا تواجدهم لتصفية الحسابات، أو التحول إلى مشجعين متعصبين يصيبهم عمى الالوان..
ثمة قواعد تؤطر عمل كل هذه الأطراف وثمة بروطوكول في القنوات التلفزيونية الكبرى لابد من احترامه والتقيد به، مثلما على المسؤولين مراقبة تنزيله، ووضع حد للانزلاقات المهنية الخطيرة..