القانون فوق المشاحنة

الدار البيضاء اليوم  -

القانون فوق المشاحنة

بقلم: محمد فؤاد

لن أدخل في سياقات المشاحنة الإعلامية التي ما زال فيها مختصو الإعلام التونسي الشقيق يزندون النار بكل الطرق الإستفزازية سواء بالكلمة والرأي والتقرب من الجماهير إلى اليوم لمجرد مباراة كرة قدم أدخلتنا جميعا في متاهة شرسة ذات أبعاد سياسية نحن في غنى عنها، وعندما يقول العقل والحكمة أن المغرب كان ولا زال بلد حكمة وتعقل في كل المعاول والمشاكل والصراعات التي من شأنها أن تؤذيه من أي بلد، نؤكد للإخوة التونسيين أن الكرة أو الرياضة عامة لا يمكنها بأية حال أن تضعنا في مستنقع الوحل وتجرنا جميعا نحو الرد بالرد والسن بالسن، ولا شيء يفرقنا في أخوتنا ولو كان للرياضة أصل الأخلاق مزابل من شردمات وفئات مهيجة تحدث الشغب بمقاصد عنيفة، ولن أقول هنا أن التراشق الأخوي بدأ من نهائي الإياب بتونس لأن لا الوداد ولا المغاربة خرجوا عن مألوف الضيافة التونسية في مباراة الذهاب، ولكنهم ظلموا تحكيميا بالرباط واستشاطوا غضبا على "الكاف" وليس على الترجي، وتنامت الحكاية برادس وازدادت وثيرة الطغيان التحكيمي ليرفض هدفا قانونيا بشهادة العالم وتتوقف على إثره المباراة لساعة ونصف بحكم تعطيل «الڤار».
طبعا، ما يهمنا من القضية ليس هو الترجي مهما كانت الردود الفعلية والصريحة قبل وأثناء المباراة من أن شيبوب وغيره فضحوا كل مزابل التحكيم بأيديهم وفازوا بالألقاب من ذات الوباء، ولكن من الأشقاء الإعلاميين وكأنهم ضليعين بالقانون مجسدين انسحاب الوداد قوة فعلية لقانون المباراة التي تجعل من الترجي بطلا، مع أن الوداد لم ينسحب مطلقا ولم يغادر أرضية الملعب مما يفضي بقوة القانون أن الوداد حاضر بقوة العودة إلى "الڤار" كحق شرعي، ونفس الواقعة قد تتأكد فيما لو كان الترجي متضررا مثل الوداد، والحالة هذه أن الوداد ظلم في الذهاب برفض هدف شرعي له وضربة جزاء واضحة، ومع ذلك لم يقم القيامة، أما وإن تعدى الأمر ذلك حتى بتونس، فلن يقبل واقع الأمر وسيطالب بحقه وهو ما فعله بدرجة امتياز وضع العالم أمام مهزلة تحكيمية للكاف وبردود فعلية صارمة جاءت على لسان رئيس "الكاف" من أنه تلقى تهديدات من المسؤولين التونسيين داخل أرضية الملعب.
وما يسيئ الإعلام التونسي في بعض عناوينه أنه يؤجج الصراع ويجعل من اللقب ضربة معلم وتكسيرا لأجنحة الوداد حتى ولو تعدى الامر التحول إلى المحكمة الرياضية «الطاس» لأن قضية الفوز باللقب محسومة، لكون "الكاف" في منظورهم الخاص تدعم الوداد بكل الطرق ورئيس "الكاف" يقف دائما بجانب المغرب كخزعبلات في قمامات مزابلهم، بينما الواقع يبدو غير ذلك في منظور العالم لأن الوداد أكبر متضرر في جوانب قرارية وأمنية.
فوق كل ذلك، من أعلن الحرب الكروية على المغاربة هو الترجي والإعلام، ومع ذلك تمكن الوداد من إيقاف هذا النزيف الذي يسيء لأخلاقيات الكرة داخل رفعة رادس، وسيفوز الوداد بالقانون بعيدا عن أي مشاحنة حتى ولو ذهب إلى «الطاس»، ومع ذلك سنكون مع الوداد والترجي لأنهما معا يشكلان رمز عصبة الابطال الافريقية، وعار جدا أن نسقط جميعا في وحل التصادم الأخوي لأن الترجي وإن فازت باللقب أو بالألقاب السابقة، لم يثر عليها المغاربة إطلاقا، ولكن أن تفوز باللقب اليوم على الوداد بنقطة نظام ويتوقف ذلك بأمر "الكاف"، فلا يمكنها أن تسقط في وحل الضمير وتشاحننا بردود نحن أكبر منها، ولن نسكت عنها لأننا بلد أقوى من الرياضة وغيرها، وشعب كريم لا يمكن أن يمس بأذى الاشقاء, وهذا هو عين العقل لحكمة تصرنا بأمور عين الوجاهة مع ترك الجهات المعنية بتحليل جميع مقتضيات القانون ولو كان ذلك حتى مع قانون الفيفا، وإن أعيد اللقاء مع أنني بكل صدق مع قبول شرعية التعادل وإكمال المباراة في دولة أخرى، فنقبل الخسارة بروح رياضية عكس ما يقول جمهور الترجي أنه سيفوز باللقب حتى ولو أعيدت المباراة مائة مرة، ومع ذلك لن نكون متعصبين بدرجة الحمقى في كرة تحمل العداء الهمجي، وفوق ذلك لن تفوز الترجي مائة مرة لأنها ستخسر أصلا من هذه المائة أمام الوداد.
نهاية، كنت أقول دائما أن نهائي عصبة أبطال افريقيا لا يمكن بأية حال أن يستمر على نحو نهايتي الذهاب والاياب لأنه يجر ويلات عبثية من مقاصد ما جرى بين الرباط ورادس وبأسلوب جديد عرى واقع التحكيم عن طريق "الڤار"، وأفشى المسكوت عنه في أزمنة التحكم في التحكيم لمن بفوز بالألقاب الوهمية، ولذلك وجب على كل عقلاء "الكاف" أن يتأبطوا تبعية الاتحاد الأوروبي في نهائي الكؤوس الاوروبية في دولة محايدة وبحكام بعيدين عن الشبهات وتحت رقابة حكام أوروبيين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القانون فوق المشاحنة القانون فوق المشاحنة



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام

GMT 05:34 2018 الإثنين ,11 حزيران / يونيو

تعرف على أبرز علامات ظهور "ليلة القدر"

GMT 23:49 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

الليمون الحل النهائي للقضاء على "قشرة الشعر"

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca