العسل المسموم !!

الدار البيضاء اليوم  -

العسل المسموم

بقلم: جمال اسطيفي

بعض التفاصيل مهمة جدا، بل إنها يمكن أن تلخص لنا كل شيء، في هذا الإطار وفي حمأة بحث جامعة كرة القدم ولجنة موروكو 2026 عن حشد الأصوات، واستقطاب نجوم كرة القدم ليكونوا سفراء لملف المغرب، تظهر بعض التفاصيل التي تخدش المشهد، بل وتوجه لنا ما يشبه الصفعة التي تدعونا إلى الاستيقاظ، وتدفعنا إلى طرح العديد من التساؤلات.

في هذا الصدد، تعاقدت اللجنة مع الدوليين السابقين التونسي طارق ذياب والجزائري لخضر بلومي، ليكونوا سفراء لملف المغرب.. إلى هنا يبدو كل شيء عاديا، فالأمر يتعلق باسمين عربيين وإفريقيين كبيرين، واختيارهما موفق بطبيعة الحال.

لكن هل هناك منطق يقبل أن يتم إعلان تعيينهما سفيرين بمقر عمل لقجع في وزارة المالية؟  أليس لجامعة كرة القدم مقر في أرقى أحياء الرباط، وبه مكتب فاخر لرئيس الجامعة، ولا يبعد عن مقر وزارة المالية إلا مسافة 5 دقائق؟

ألم يكن من المفروض أن يتم الإعلان عن تعيين هذين النجمين وغيرهما كسفراء في مقر الجامعة، أو في مقر لجنة موروكو 2026، وخلفهما الهوية البصرية لحملة الترشح؟

وهل من المقبول، أن يرفع النجمين قميصا للمنتخب الوطني الذي سيشارك في مونديال روسيا وشعار الجامعة، بدل قميص "موروكو 2026" وشعار حمة الترشح؟

واليس مخجلا أن يتم التقاط صور مهمة تسوق للترشح بكاميرا هاتف محمول، بدل أن يقوم بذلك مصور الجامعة المحترف؟

لم يحدث هذا فقط أثناء تعيين طارق ذياب ولخضر بلومي، بل إن الأمر نفسه حدث أثناء تعيين روبرطو كارلوس سفيرا لملف المغرب، فقد حمل الدولي البرازيلي السابق قميصا للمغرب ليس فيه ما يشير إلى ترشح المغرب لمونديال 2026.

لقد صرف المغرب الملايير من أجل حملة الترشح، ومن أجل التسويق لها، لكن يبدو أن القائمين على الملف سواء على مستوى الجامعة أو اللجنة، مازالوا لم يفهموا بعد أنهم لا يروجون لأنفسهم أو لمقرات عملهم أو مكاتبهم الشخصية، إنهم يروجون لصورة المغرب.

متى سيشتغل من تناط بهم المهام، بعقلية المؤسسات، ومتى سنتخلص من العقليات التي تربط المؤسسات بشخصها؟

ومتى سيدرك هؤلاء أنه لابد من احترام الاختصاصات، وأنه من الهواية والعبث أن يتم اختزال كل شيء في شخص هذا المسؤول أو ذاك.

إن التفاصيل مهمة جدا، وعدم الحرص عليها يكشف حالة التخبط والفوضى والعشوائية وتضارب المصالح والحسابات الخاصة، فرفقا بنا، يا من تعتقدون أنفسكم أكبر من الجميع، وارحمونا من هذا العسل المسموم !!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العسل المسموم العسل المسموم



GMT 01:14 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

جيرار على طريقة لويبيتيغي

GMT 09:47 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح بموشحات أندلسية

GMT 12:56 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عبد السلام حناط رجاوي عريق في قلب كوكبي أصيل!

GMT 11:09 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

البنزرتي مرة أخرى

GMT 13:09 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد..أزمة نتائج أم أزمة تسيير ؟

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية

GMT 05:12 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تيريزا ماي تحضر قمة مجلس التعاون الخليجي

GMT 07:04 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

حرباء متغيرة اللون يمتد لسانها لـ60 ميلًا لصيد فريستها

GMT 22:38 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

قميص نيمار يظهر في الملعب قبل مواجهة ألمانيا

GMT 01:22 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المدافئ الكهربائية تتغلب على النمط التقليدي بأناقتها المميزة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca