الرجاء..الاستثمار في النجاح !!

الدار البيضاء اليوم  -

الرجاءالاستثمار في النجاح

بقلم: جمال اسطيفي

بعودة الرجاء إلى دائرة التتويج القاري بعد غياب دام 15 سنة، وهي مدة طويلة، فإن الرجاء أكد أنه لا يمكن أن يصيبه الانهيار، وأنه سيظل واقفا شامخا، وسيعود إلى مكانه الطبيعي، لذلك، فلقب "الكاف" الذي أحرزه الفريق مهم جدا، ليس لقيمته المالية، فقد سبق للرجاء أن أحرز ألقابا أغلى من "الكاف" وأهمها دوري الأبطال الذي توج به ثلاث مرات ولعب نهايته مرة رابعة دون أن يفوز به، مثلما سبق له أن شارك في كأس العالم للأندية مرتين، بل ووصل النهائي في دورة 2013 التي جرت بالمغرب، عندما قارع الكبار ووجد نفسه وجها لوجه أمام بايرن ميونيخ الألماني، لكن لقب "الكاف" مهم لأن له أثر معنوي كبير على الرجاء وجمهوره وسيبعث أجواء الثقة، وسيمنح الدافع للجميع للعمل ومواصلة الارتقاء.

لقد مر الرجاء بأزمات صعبة، وكانت أصعب أزمة مر بها في تاريخه هي التي عاشها في السنوات الأخيرة، عندما وجد نفسه زبونا وفيا للجان النزاعات في الجامعة و"الفيفا" و"الطاس"، وعندما لم يعد قادرا على سداد مستحقات لاعبيه، وممونيه، ولم يتنفس إلا بعد تدخل من الدولة.

لكن الفريق واصل الصمود، وشكل جمهوره الحصن الواقي له، فقد كان يضخ الأمل في نفوس كل المكونات، ويفتح باب الأمل، ويجعل المستحيل ممكنا.

كان أحد أهم القرارات التي اتخذت داخل الرجاء هو التعاقد مع المدرب الإسباني خوان كارلوس غاريدو، فقد ساهم هذا المدرب في إحداث حالة من الهدوء داخل الفريق، ذلك أن الرجاء انتقل من مرحلة المدرب امحمد فاخر الذي كان يقدم نفسه على أنه أكبر من مدرب ويحشر أنفه في شؤون التسيير، ويساهم بوعي أو دونه في التشويش على الفريق، إلى مرحلة مدرب يقوم بعمله الذي قد يصيب فيه وقد يخطئ، لكن دون أن يتجاوز اختصاصه، وهو ما منح الفريق لقبا مهما لكأس العرش، وحضورا موفقا في مسابقة "الكاف"، التي ظل الفريق يتقدم فيها إلى أن بلغ النهاية وتوج باللقب.

حسنا أيضا فعل المكتب المسير الحالي الذي أبقى على المدرب، ولم يعر اهتماما لكل الكلام الذي كان يتردد هنا وهناك ويطالب بالانفصال عنه.

لقد ساهم هذا المدرب أيضا في التخفيف من أعباء الرجاء المالية، وقد كان جريئا وشجاعا وهو يدفع بلاعبين في مقتبل العمر، وليسوا معروفين في مباريات "الكاف"، بل لم يحدث قط أن أدلى بأي تصريح يطالب فيه بتعاقدات جديدة، فكل شيء كان يمر بينه وبين الإدارة التقنية للرجاء والمكتب المسير بهدوء.

اليوم يحتاج الرجاء إلى أن يستثمر في نجاحه على نحو أمثل، علما أن الفريق سيعيش وضعا صعبا في المرحلة المقبلة، إذ ستتعاقب عليه المباريات المؤجلة، وسيجد نفسه ملزما بالدفاع عن لقب "الكاف"، مثلما سيكون عليه أن يدافع عن حظوظه في البطولة العربية، بالإضافة إلى كأس السوبر حيث سيواجه الترجي التونسي في مباراة عاصفة ستقام على الأرجح بالدوحة.

هذا الوضع يقتضي تعزيزا للصفوف، فلائحة الفريق الحالية ليست كافية، لكن التعاقدات يجب أن تكون محسوبة، وهو أمر ليس غريبا على الإدارة التقنية للرجاء التي يقودها فتحي جمال الذي يملك عينا ثاقبة.

أما على المستوى المالي، فلاشك أن الرجاء سينتعش كثيرا، مما سيعطيه الفرصة لإعادة البناء على أسس صلبة.

هذه هي الفرق الجماهيرية تمرض ولا تموت، قد تتعطل مسيرتها بسبب أزمات، لكنها تعود أكثر قوة عندما يكون أسلوب التسيير مختلفا وفيه رؤية وفكر واستراتيجية واحترام للتخصصات، وابتعاد عن الأهواء والانفعالات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجاءالاستثمار في النجاح الرجاءالاستثمار في النجاح



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية

GMT 05:12 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تيريزا ماي تحضر قمة مجلس التعاون الخليجي

GMT 07:04 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

حرباء متغيرة اللون يمتد لسانها لـ60 ميلًا لصيد فريستها

GMT 22:38 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

قميص نيمار يظهر في الملعب قبل مواجهة ألمانيا

GMT 01:22 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المدافئ الكهربائية تتغلب على النمط التقليدي بأناقتها المميزة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca