بقلم: يونس الخراشي
انسحاب المنتخب الوطني من طواف المغرب يرقى إلى كونه فضيحة. غير أن الفضيحة الأكبر هي أننا بعد كل هذه السنوات لم نستطع الرقي بالطواف نفسه. والدليل أن الفضيحة لم تلق أي اهتمام في الإعلام العالمي. فلم القول إن طواف المغرب يعد الرابع عالميًا؟
الدراجون المنسحبون أكدوا أنهم لم يكونوا ليفعلوا لو أن الرئيس، محمد بلماحي، ومن معه، استجابوا لطلباتهم. قال أحدهم إن دراجًا انكسرت دراجته. وحين طلب بديلًا، قيل له، ليس لدينا بديل. وما أن هدد بالانسحاب، حتى قيل له:"وسير فحالك".
وردًا على هذه الإهانة، التي انضافت إلى إهانات أخرى كثيرة، انسحب الجميع. وعرفنا، لاحقًا، أن الرئيس، ومن معه، فشلوا جميعهم في إقناع الدراجين المغاربة بالاستمرار. وخلصنا إلى أن هذا أكبر فشل في إدارة الجامعة. إنه الفشل في إدارة الأزمات.
قبل حوالي 14 سنة استضفت عدائين من المنتخب في مقهى بحي الصخور السوداء "روش نوار – الدار البيضاء". جاؤوا بطلب منهم. وكان العلامة في المجال، محمد معتصم، في عطلة. فأنصت إليهم. واكتشفت أنهم يعيشون في زمن "البيشكليتات"، وليس الدراجات. واقتنعت، بالبحث، أن الدراجة المغربية ستبقى متخلفة لعهود أخرى.
أما وقد استعدنا طواف المغرب، وهو معلمة كبيرة، وتراث حضاري مغربي خالص، فقد أملنا أن واقع الدراجة عندنا سيتغير. ثم صدمنا بأنه ظل على حاله. رغم "الزواق". ورغم الكلام الكبير. وعرفنا بأن "دار لقمان" بقيت على حالها. فالدراجون يعانون. وتزيد معاناة الدراج حين يرى زميلًا له في محنة. يبكي. يأمل في التغيير. ويحبط حين لا يرى متعاطفين.
ما قاله الدراجون، عقب الانسحاب، مخجل لنا جميعًا. أنا واحد ممن عليهم أن يخجلوا. لأننا لم نهتم بالدراجة المغربية بما يكفي. لم نهتم بها إلا لكي نكتب عن الفضيحة. مع أن الفضيحة هي أننا لم نهتم. وتركنا المشكلة تكبر وتكبر، إلى أن صارت إشكالية، ثم مصيبة، ففضيحة. وكان ممكنًا، بقليل من الاهتمام، أن تظل العين على هذه الرياضة الجميلة، لتتطور. أو على الأقل، كي لا تغرق.
سؤال. ما هو واقع الرياضة المغربية اليوم؟ هل هو هذا الذي نقرأ عنه هنا وهناك؟ هل هو شيء آخر تمامًا؟ وما هو واقع الرياضيين؟ وكيف يعيشون حياتهماليومية؟ هل تحيطهم ظروف جيدة؟ هل سنفاجأ بانسحابات أخرى؟ هل سنصدم مرات ومرات، أم أننا سنكتشف بأن كل شيء على ما يرام، مثلما يقول بعض الإعلاميين من قبيلتنا؟ لا أملك الجواب الشافي. كل ما أملكه المزيد من الأسئلة. مثلًا. ما العلاقة التي تربط الوزارة بالرياضيين؟ لا أريد جوابًا من إخواننا ذوي الاحتياجات الخاصة.
إلى اللقاء.