التعليق التلفزيوني والصيد في الماء العكر!!

الدار البيضاء اليوم  -

التعليق التلفزيوني والصيد في الماء العكر

بقلم - جمال اسطيفي

أثار التعليق التلفزيوني الذي رافق مباراة فريقي الرجاء وحسنية أكادير على قناة "البي إن سبور" جدلا كبيرا، وخصوصا لدى أنصار الرجاء الذين لم يرقهم مجرى التعليق، ولا الطريقة التي تم بها، ولا المفردات المستعملة.

بداية، لابد من الإشارة إلى أن ميكروفون التعليق، مسؤولية كبيرة جدا، خصوصا أنه يصل لملايين المشاهدين، وضمن هذه الملايين عشاق للفرق، بقدر ما ينتظرون تعليقا ممتعا ومتفاعلا مع أطوار المباراة، فإنهم ينتظرون أيضا جرأة في التحليل وفي الرصد، دون أن يصل الامر إلى حد الوقاحة والتهجم المجاني، وترديد عبارات تنهل من الشارع، قد تكون مقبولة ومستساغة إذا تراشق بها مثلا انصار الرجاء والوداد، خصوصا ان الامر يتعلق بغريمين تقليديين، لكنها قطعا ليست مقبولة من معلق تلفزيوني، وجد نفسه بوعي او بدون وعي وقد دخل في مواجهة مع أنصار الرجاء.

ليس من مهام المعلق القفز على الوقائع او على معطيات تاريخية، لكن سياق إدراج هذه المعطيات وطريقتها، والتضليل الإعلامي الذي رافقها والذي يصب في خانة الاصطياد في الماء العكر هو الذي أدى الى هذا الكم الهائل من الغضب والاستياء، وهنا فإن حالة الغضب الجماعي لأنصار الرجاء مبررة ومقبولة ومعقولة.

إن دور المعلق ليس فقط متابعة مجريات المباراة، أو التبراح، بل إنه يتخطى ذلك ليأخد مناحي ثقافية واجتماعية وسياسية، وهو ما على المعلق ان يفهمه، وإلا فإنه كمن يلعب بالنار.

ان التعليق على مباريات كرة القدم يوفر فضاءات رحبة للإبداع والابتعاد عن الضحالة في الفكر، وفي القاموس المستعمل، لكن ذلك لن ينجح فيه اي كان، لأن فاقد الشيء لا يعطيه..

لا تنسوا أن كرة القدم والتعلق بالفرق يلهب القلوب والمشاعر، ولذلك، فالميكروفون قد يتحول الى مسدس قاتل، إذا لم يستخدم على نحو جيد..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعليق التلفزيوني والصيد في الماء العكر التعليق التلفزيوني والصيد في الماء العكر



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

GMT 05:00 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

أفكار عملية بسيطة لتنسيق حديقة منزلك في صيف 2018

GMT 05:38 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

"ماتشو بيتشو" مدينة ألانكا لغز وعظمة طاغية

GMT 18:14 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 17:50 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الاختلاف والتميز عنوان ديكور منزل الممثل جون هام

GMT 01:19 2016 السبت ,17 أيلول / سبتمبر

د. باسم هنري يُبشّر بعلاج للإنزلاق الغضروفي

GMT 18:18 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 07:12 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

جهزي طعامك بنفسك في مطعم " Dinning Club" في لندن
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca