بقلم : جمال اسطيفي
بينما نجح المنتخب الجزائري في تحقيق الفوز على نظيره السنغالي في "كان" مصر، فإن حفيظ دراجي المعلق الجزائري في قنوات بي إن سبورتس نجح أيضا في التعليق على المباراة، وتقديم درس نموذجي في ما يجب أن يكون عليه المعلق حتى وهو يتولى التعليق على مباريات منتخب بلاده.
تفاعل دراجي مع المباراة بقدر ما تستحق، وعرف كيف يستخدم قوة صوته،و يغير إيقاعه ونسقه، ويجنب المشاهد الملل الذي يتولد عن عدم تغيير الإيقاع، والذي يتحول في الكثير من الأحيان إلى ضجيج وصداع في الرأس.
كان دراجي محايدا بشكل إيجابي، يشجع ويساند منتخب بلاده، دون أن يبخس المنافس حقه، ودون أن يجد أي حرج في تأكيد ما كانت تظهره لقطات المباراة، خصوصا عندما تعلق الأمر ببطائق صفراء مستحقة للاعبي الجزائر أو أخطاء ضدهم، بما فيها ضربة جزاء، وهو أمر رغم أنه عاد إلا أنه أصبح نادر الحدوث في ظل منظومة تعليق لا تخضع لأي رقابة، وساهمت في تغول معلقين بمبرر النجومية على حساب المهنية والموضوعية والقيم النبيلة للرياضة..
لقد أصبح عدد من معلقي البي إن سبورتس في شمال إفريقيا علامة سوداء، يرفعون شعار اللاحياد والتعصب والشوفينية، بمبرر الانتماء للنادي أو المنتخب، دون أن يدركوا أن الانتماء لا يلغي الموضوعية، ولا يلغي ترسيخ الروح الرياضية والتنافس الشريف والمساهمة في نشر ثقافة الاعتراف بالآخر وبمجهوده، وأن الطرف الآخر منافس وليس عدو..