بقلم: جمال اسطيفي
ملف ترشح المغرب لتنظيم كأس العالم 2026 أصبح أشبه بكرة الثلج التي كلما تدحرجت إلا وكبرت، والقصد هنا ليس الحديث عن حظوظ المغرب للظفر بالتنظيم، وإنما طريقة عمل اللجنة التي تفتقد للحد الأدنى من الشفافية في التعامل مع الرأي العام، وفي التواصل معه.
في هذا الصدد لا بد أن نتساءل عن سر اختفاء حفيظ العلمي رئيس اللجنة، فمنذ سفره إلى عمان رفقة فوزي لقجع لحضور اجتماع دول غرب أسيا لحشد الدعم للملف المغربي، لم نسمع أن حفيظ العلمي سافر إلى هذه الدولة أو تلك، أو عقد اجتماعا مع هذا المسؤول أو ذاك، وكل ما تابعناه حضور مع لجنة "التاسك فورس" وتصريح صحفي كئيب قدمه لوسائل الإعلام.
وهنا يبرز تساؤل ملح، هل دور حفيظ العلمي، أن يحشد الدعم، أم أن يختفي عن الأنظار، وكأن هذا الملف لا يعنيه في شيء، بل إن الرجل الذي حظي بتعيين ملكي لرئاسة اللجنة يعطي الانطباع على أنه يقوم بمهمة ثقيلة على النفس.
في هذا الصدد لابد أن نذكر حفيظ العلمي أنه تم إسناد رئاسة لجنة الترشح له من طرف الملك محمد السادس، وقد حدد بلاغ للديوان الملكي مهمة حفيظ العلمي في تقديم كل الدعم اللازم للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وإلى المديرية الخاصة المحدثة على مستوى الجامعة، طبقا لتوجيهات الاتحاد الدولي لكرة القدم ولدفتر تحملاته.
وأوضح البلاغ أيضا أنه بصفته هذه سيعمل حفيظ العلمي كمخاطب الحكومة إزاء الاتحاد الدولي لكرة القدم، وسيتكلف من هذا المنطلق بتنسيق عمل مختلف القطاعات المعنية، قبل أن يشير البلاغ إلى أن تقديم الترشيح المغربي مناسبة لإبراز دينامية الشباب وكذا مختلف مؤهلات المملكة، فضلا عن مساهمتها في إشعاع المغرب والقارة الإفريقية.
ماذا فعل حفيظ العلمي ليبرز دينامية الترشح المغربي، وما هي الاتصالات الظاهرة والخفية التي قام بها لحشد الدعم، وهل في اختفائه غير المبرر في مقابل حماس كبير في البداية، إشارة إلى تقلص الحظوظ ورغبة في عدم الظهور للواجهة، علما أن الخطوة نفسها أقدم عليها رئيس الجامعة فوزي لقجع الذي اختفى بدوره عن أنظار وسائل الإعلام ولم يعد يدلي بأي تصريحات بخصوص المونديال.
لقد تابعنا في ترشيح 2010 كيف أن سعد الكتاني رئيس اللجنة كان دائم الحضور، بل وقام بمجهود كبير، وأعطى الانطباع أكثر من مرة على أنه يواكب أدق التفاصيل، وهو ما يغيب للأسف الشديد عن حفيظ العلمي.
من ناحية ثانية هل من المقبول أن يجوب أعضاء اللجنة العالم طولا وعرضا مقابل تعويضات مالية دسمة، علما أن ليس هناك خيط ناظم في بعض الزيارات، وغياب عن أحداث ودول من المفروض التواجد بها باستمرار.
إن تنظيم كأس العالم حلم، لكن للأسف الشديد فطريقة تدبير اللجنة ستحوله إلى كابوس، ليس عيبا أن نخسر التصويت، لكن العيب أن تعيش اللجنة على إيقاع الصراعات والتموقعات، وأن يغرف آخرون المال دون حسيب أو رقيب.