لا تشعلوا ظلم الرجاء؟

الدار البيضاء اليوم  -

لا تشعلوا ظلم الرجاء

بقلم: منعم بلمقدم

حين اختار الرجاويون لقبا لفريقهم في غاية الدقة والحساسية وأسبغوا عليه وصف وتسمية «صوت الشعب» فإنهم لم يكونوا يمزحون ولا هم يعبثون بالكلام المطلوق على العواهن..

وأيضا حينها إلتقط المعنيون بهذ التسمية الإشارة ودققوا فيها أمعنوا إلتدقيق، ولما خلصوا إلى أن إشعار ولوغو ونسر الفريق معترف به عالميا، وأن علامة الرجاء نجحت في إستفتاءات عالمية أن تتفوق على فرق الريال والبارصا والبوكا والريفر، حينها أيقنوا أن ما يردده الرجاويون فصل وليس بالهزل.

 اليوم هناك ظاهرة خطيرة جدا تجوب العالم، أبدعتها قريحة أنصار الرجاء بعفوية ونطقت عبرها بما يجول بخاطرها تحت مسمى «فبلادي ظلموني»، إلا أن هناك ولغاية الأسف ولغايات خبيثة في النفس وخدمة لأهواء وأجندات بل وحسابات تفوق ما هو رياضي، ركبوا على هذه الشارة والأغنية وسخروها لأهداف غير التي ابتغاها الرجاويون أنفسهم.

وأنت تتجول في مختلف مواقع التواصل الإجتماعي. تداهمك «فبلادي ظلموني» وقد تحولت لقضية بل ولمؤشر أزمة أو ربيع آخر من وحي خيالهم المريض والمملوء بالكراهية لهذا البلد الآمن والمطمئن.

فبلادي ظلموني هي إحياء لروائع الغيوان من «يا من هو باز» و «ومهمومة» و«السمطة» في قالب موشحات جديدة تحمل نبض شباب الألفية الثالثة وتعكس ما يحسون به ويستشعرونه.

 قد نختلف حول مضمون الأغنية، قد نتفق مع لواعج شريحة المناصرين وما تظن أنه قهرا وظلما تحس به وتتنفس به عبر هدير المدرجات، لكن ما أختلف حوله في منظوري الشخصي هو أن يركب المتربصون من الخارج في مختلف الفضائيات على صهوة جمهور يغني بالسليقة والفطرة ويزيدوا من تهييج أنصار الرجاء بتعابير موغلة في المظلومية بشكل يؤلبهم على وطنهم وعلى بلادهم، ويصور لهم أنهم مستهدفون بالفعل بل يتعرضون لمؤامرة.

قبل مباراة فيطا كلوب تابت في مختلف المواقع والمنتديات تفاعلات لجماهير الرجاء وهي تكيل التهم لسعيد الناصيري رئيس العصبة الإحترافية، كونه هو من أصر على خوض الوداد الفريق الذي يرأسه لمباراة برشيد في مركب محمد الخامس.

تم تكييف برمجة المباراة التي لعبت بلا حضور جمهور وكان بالإمكان وهذا أمر يقارب المنطق في ملعب آخروعلى أنها مؤامرة تستهدف الرجاء السفير المتبقي قاريا.

 وحين ترفض شريحة واسعة من أنصار الرجاء تواجد فوزي لقجع في معسكر الفريق وهو يتوجه له الدعم، وتصر على الإقتناع بفكرة أنه حليف إستراتيجي للوداد والناصيري لتقاطع مسؤوليته مع رئيس العصبة، فهنا يتعمق النقاش ويكبر الخطر وتتوغل بل يتعشش في دماغ الرجاويين قناعة راسخة مفادها أنهم مستهدفون بالفعل.

 كثيرة هي الأحداث التي تتم خياطتها من طرف فئة توقض الفتن النائمة ويتم تفصيلها على مقاس المؤامرة والإستهداف، لتأجيج الغضب الساطع لجماهير الرجاء وعلى أنهم مظلومون كما يتغنوا بذلك في موشحات المكانة التي فاقت شهرتها الحدود وتعدت الآفاق.

 من أعني بالخطر هو الطابور الخامس الذي يراقب الوضع من الخارج، ويحاول أن يتمدد هنا بالداخل من خلال تصدير برامج الفتنة التي تمجد وتشيد بشجاعة بل هناك مذيع في إحدى الفضائيات سماه نضالا لشعب الرجاء وثورة لأنصاره. هذا الطابور هو من ينبغي التصدي له ولاختراقه المسموم لجماهير الفرق الوطنية وفي مقدمتها جمهور الرجاء بطبيعة الحال.

على الرجاويين الأحرار والعقلاء أن يستوعبوا فكرة واحدة تختلف عن الفكرة التي رسخها في خيالهم ذات ليلة محمد بودريقة عبر ميدي آن وهو يؤكد وجود مؤامرة تستهدف الفريق من العصبة الإحترافية والجامعة.

 عليهم أن يثقوا في أنهم وبخلاف أغنيتهم ليسو مظلومين ولا هم مقهورين، بل كانت الرجاء وستظل علامة مضيئة في مرة القدم الوطنية والفريق الذي ما اختلف في عشق لونه الأخضر حتى المحايدون .

لقد أعذر من أنذر والكرة في معترك لجنة البرمجة والقيمين على شأن الكرةأيضا، إعلموا يرحمك الله أن الرجاء منا وإلينا ولن نقبل بأن يزايد بإسمها الخونة والعملاء. الرجاء ملك لكل المغاربة و«فبلادي ظلومني» تعنينا ولا تعني قنوات الشر والظلام ونحن أولى بخضرائنا منهم جميعا.


عن صحيفة المنتخب المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تشعلوا ظلم الرجاء لا تشعلوا ظلم الرجاء



GMT 20:50 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

جمال واستقالة ما بعد منتصف الليل..

GMT 10:06 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يحتفل بذكرى ميلاده

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

انقلاب داخل الرجاء؟

GMT 17:18 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

المدهي غير المتقي.. اتق الله؟؟

GMT 13:07 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

الورفلي رجاوي والصفقة ضربة معلم

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند

GMT 02:35 2017 الجمعة ,05 أيار / مايو

سيارة فيراري "275 غب" 1966 معروضة للبيع

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 02:01 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات مميّزة للحصول على درجة علمية عبر الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca