بقلم: سعيد بلفقير
ليس العيب أن يصرح مدرب بما صرح به وحيد زمانه هاليلوزيتش، وليس عيبا أن يقدم تصورا يلخص فلسفته ليبرر اختياراته المقبلة، وليس عيبا أن يجهر مدرب حديث العهد بأموال الجامعة بنواياه مبكرا.
لكن العيب أن يخوض في تفاصيل ليس مؤهلا بتاتا للخوض فيها وهو الذي لم ير من لاعبينا "المحليين" غير ما أخبروه، العيب أن تلغي كل الكيانات من خارطة الكرة المغربية وكل المؤسسات واللجان وتعلن ميلاد فريق جديد، يحمل اسمك ويلبس قميصنا كما فعل سالفك.
لا يمكن أن يُسأل وحيد زمانه عن تصريحاته ولا أن يحاسب عليها، فهكذا وجد الكرة في بلادنا، قطاع بوجهين مختلفين، واحد على الورق وآخر في الكواليس.
ما دور الإدارة التقنية إذن، ما دور الجامعة حتى لا نقول ما دور لقجع، ما دور البطولة الاحترافية وما دور الأندية ولم كل هذه الأموال التي تصرف هنا وهناك، إذا لم نجد أبناء هذا الوطن ركائز في المنتخب الأول.
سيقول قائل إن مستوى البطولة الوطنية في تراجع، سنقول أجل، لأن وحيد زمانه ومن سبقوه أداروا وجوههم قِبَل أوربا ووزعوا الهدايا على من يستحق ولا يستحق، وصار المنتخب جسر عبور من أندية القاع في فرنسا إلى الدوريات الأوربية الكبرى، أما السبب الحقيقي فهم أصحاب المناصب ممن تولوا أمور كرتنا بعد الجنرال حسني بن سليمان، وهما اسمان لا ثالث لهما، علي الفاسي الفهري الذي جلب احترافا ركيكا لبطولتنا، وفوزي لقجع صاحب الحمل الكاذب.
يا وحيد زمانك، قد مر من هنا كثير غيرك، وما نراك إلا تعيد أمامنا مشاهد سقوطهم جميعا، فقبل أن تقارن أشرف حكيمي بغيره من البطولة اسأل نفسك أولا هل لديك في خط الوسط من هم أفضل من الكرتي والحفيظي، وهل لديك بديل الهداف حمد الله ابن آسفي... هي أمثلة فقط... تلك أمور تخصك وحدك الآن لكن ساعة الفشل سترحل كما فعل سابقوك وسنتهم بعضنا البعض ثم نجتمع في قاعة فسيحة نعلن الصلح مع الخيبة الجديدة و نشرب شاينا ونبتلع ألسنتنا ونحن نبايع رئيسا قديما أو آخر جديدا ثم نطرح منتخبنا الوطني في المزاد: "منتخب كامل للبيع بكل أقمصته وعدته وعتاده، لاعبوه محترفون وجمهوره متفاعل، المنظومة فاشلة وتتحمل الخسائر، الراتب مغر والامتيازات بلا حدود، المرجو الاتصال وتعبئة البيانات".
ملاحظة خارج السياق: ما صرح به بنعطية يتماهى مع ما صرح به وحيد زمانه والرد عليهما معا في التجربة الجزائرية دائما، ألم يكن ابن الوطن أولى بهذه الفرصة من هذا الوحيد.!