بقلم- جمال اسطيفي
وفاة الملاكم المغربي الشاب حمزة أيت موسى يجب ألا تمر مرور الكرام، لأن الأمر لا يتعلق بوفاة عادية يمكن أن تحدث في ملاعب الرياضة، وفي مختلف الأنواع الرياضية.
وفاة هذا الملاكم هي عنوان كبير للفساد الذي أصبح مستشريا في القطاع، وللتلاعب بأرواح شباب مغاربة يحذوهم الطموح والأمل ليحققوا أحلامهم وأحلام أسرهم، فإذا بكل شيء يتحول بالنسبة لهم إلى كابوس.
لقد فارق هذا الملاكم الحياة، إثر ارتجاج في المخ في نزال خاضه ضمن بطولة المغرب للملاكمة الاحترافية المحلية، دخل على إثره في غيبوبة دامت 17 يوما، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في أحد المستشفيات بمدينة مراكش.
لقد قلنا في وقت سابق إن تنظيم هذا النوع من النزالات وفي ثماني جولات ليس مسموحا به قانونيا، وتساءلنا عن سبب تنظيم هذه البطولة للمرة الثالثة بمدينة آسفي، وقلنا أيضا إن القضاء يجب أن يدخل على الخط، ليكشف الجهات المسؤولة عن هذه الجريمة الشنعاء، لأنه ليس مقبولا المقامرة والارتزاق بهؤلاء الشباب دون احترام لمعايير التنافس ولا شروط الاتحاد الدولي، ولا شروط السلامة الصحية للملاكمين.
الأدهى والأمر اليوم أن رئيس جامعة الملاكمة جواد بلحاج، سبق له حسب مقربين منه أن حذر من تنظيم هذه البطولة، في إطار هذه الشروط.
سنبدي الكثير من حسن النية وسنعتبر أن بلحاج حذر فعلا من تنظيم هذه البطولة التي لا تحترم القوانين، لكن إذا كان رئيس الجامعة حسب قول هؤلاء قد حذر من تنظيم هذه البطولة فلماذا سمحت الجامعة بإقامتها إذن؟
ومن يتحكم في شؤون الجامعة؟ هل الرئيس ومكتبه المديري أم جهات أخرى؟ ثم إذا كان رئيس الجامعة بحكم انشغالاته كمدير للقصور والتشريفات الأوسمة لا يملك الوقت لمتابعة التفاصيل الدقيقة للجامعة، فلماذا يصر على البقاء؟
ثم هل سيكفي المال للملمة دموع عائلة فقدت فلذة كبدها، هي التي رفضت الحصول على أي شيء، مطالبة فقط بصدقة جارية تخلد ذكرى ابنها وتجلب له الدعاء؟
إن وفاة هذا الشاب جريمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لذلك، لابد من فتح تحقيق قضائي نزيه يحدد المسؤوليات، ويعيد الاطمئنان للنفوس، ويجعل كثيرين يفكرون ألف مرة قبل أن يعرضوا حياة الشباب المغاربة للخطر.
لقد اعتادت وزارة الشباب والرياضة أن تطالب بفتح تحقيق لدى بعض الجامعات في قضايا أقل حدة، والسؤال هنا لماذا لم تقم الوزارة بأي خطوة في هذا الاتجاه، لماذا نسمع لها أي صوت؟
وإلى متى ستظل الوزارة تتعامل مع الجامعات بسياسة الكيل بمكيالين؟
أعرف أن هناك من تزعجه هذه الأسئلة، لكننا لن نتوقف عن طرح الأسئلة لنصل على الأقل إلى جزء من الحقيقة..