أولمبياد ريو.. المشاركة من أجل المشاركة

الدار البيضاء اليوم  -

أولمبياد ريو المشاركة من أجل المشاركة

بقلم : محمد خالد

تعد الألعاب الأولمبية مقياسا دقيقا للكشف عن مستوى التنمية البشرية في بلدان العالم، ومرآة تعكس الواقع الرياضي لكل بلد على حدة، ولعل فرصة اختبار هذا الواقع تبدو متاحة في دورة "ريو" بالنسبة للرياضة المغربية التي دخلت المنافسات بـ 49 رياضيا يشاركون في 13 نوعا رياضيا؛ بحثا عن المصالحة مع منصات التتويج ومحو خيبة دورة لندن التي كانت الأسوأ في تاريخ المشاركات الوطنية، فقد كانت الحصيلة ميدالية واحدة برونزية حصل عليها العداء عبد العاطي إيكيدير في سبق 1500 متر.
الواقع يشير إلى أن التوقعات محدودة جدا في ظل عدم وجود أسماء قادرة على المنافسة بقوة على الميداليات، اللهم بعض العناصر المعدودة على رؤوس الأصابع كالربيعي وإيكيدير وودار، غير أن الخشية كل الخشية أن تتحول أحلام تتويج هؤلاء الرياضيين في دورة "ريو" إلى كوابيس في ظل المنافسة القوية والشرسة التي تعرفها المنافسات.
سيكون من قبيل الفهم الموغل في الغباء الاعتقاد بأن بطلا أولمبيا يتم إعداده في ظرف عام أو حتى عامين، وهذا في الحقيقة ما هو معتمد في المنظومة الرياضية المغربية، إذ ليس هناك تخطيط بعيد المدى لتجهيز جيل من الرياضيين القادرين على تحقيق نتائج طيبة، كل ما هناك الانتظار إلى غاية اقتراب موعد الألعاب واختيار عناصر معينة وإقامة معسكرات متتالية في ظرف وجيز، وهذا مخطط فاشل تماما، قد يقول البعض إن وزارة الشبيبة والرياضة أطلقت برامج من قبيل برنامج "رياضيي المستوى العالي"، وتوقيع عقود مع مجموعة من الاتحادات المحلية بهدف إنتاج إبطال، لكن السؤال المحوري الذي يطرح نفسه هنا هو ماذا أعطت هذه البرامج التي صرفت عليها أموال طائلة؟ الإجابة واضحة لا شيء، علما بأن غالب الميداليات التي حققها المغرب في تاريخ مشاركاته في الألعاب الأولمبية منذ سنة 1960 لم تكن نتيجة تكوين وتخطيط، وإنما فلتات قدرية لأبطال صنعوا أنفسهم بأنفسهم، وللأسف لم يتم استثمار إنجازاتهم، والدليل غياب الخلف في مجموعة من الرياضات التي سبق لها التتويج الأولمبي، وخاصة ألعاب القوى.
لن نكون متشائمين، ونأمل في أن تكون نتائج الأبطال المغاربة هذه المرة في مستوى التطلعات، وإن كانت البداية غير مبشرة بسقوط ملاكم مغربي في قبضة الشرطة البرازيلية بتهمة التحرش الجنسي، وخروج مجموعة من الرياضيين من أدوار مبكرة، لكن هناك رسالة لا بد من توجيهها للمسؤولين عن الرياضة المغربية وللإعلام الوطني أيضا، يجب أن نسمي الأسماء بمسمياتها، إذا أردنا أن نقيم واقع رياضتنا بشكل حقيقي ينسجم مع منطق العقل؛ لأن الاستمرار في سياسة الاحتفال بالإخفاقات لن يكون سوى تخريب ممنهج لرياضتنا، فمثلا وصف احتلال الدراج المغربي أنس أيت العبدية للرتبة الـ 47 في منافسات سباق الدرجات في "ريو" بالإنجاز "ضحك على الذقون" لا يمكن إلا أن يزيد رياضتنا تواضعا وتقهقرا، كفى من المشاركة من أجل المشاركة، كفى من ترديد عبارة التأهل إلى الأولمبياد في حد ذاته إنجاز، فلا داعي للتأهل إذا كان رياضيونا سيذهبون من أجل السياحة عوض المنافسة على الميداليات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أولمبياد ريو المشاركة من أجل المشاركة أولمبياد ريو المشاركة من أجل المشاركة



GMT 07:46 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

"سامبوزلوم"..

GMT 02:54 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

"الذهب غالي"..

GMT 00:08 2017 الجمعة ,10 شباط / فبراير

"المنكر هذا"

GMT 23:58 2016 الإثنين ,26 أيلول / سبتمبر

"لا ما.. لا ضو"...

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca